مخطط الموضوع

  • الخطوط العريضة للمقياس

    خريطة

  • بطاقة معلومات

    الدكتوراة: هبة ياسف
     الكلية: كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
     القسم: قسم علم الاجتماع
     جامعة: محمد الصديق بن يحي -جيجل
     المقياس: منهجية وتقنيات البحث
     الفئة المستهدفة : السنة أولى علم اجتماع التنظيم والعمل
     نوع المقياس: سنوي
    الرصيد:4
    المعامل: 3
    الحجم الساعي: 22:30 ساعة
     المدة الزمنية: 15 أسبوع
     التوقيت: الإثنين محاضرة 09:30- 11:00 الخميس: الأعمال الموجهة من 08:00 -09:30 و 09:30-11:00
     القاعات: 05- 02
    الأفواج: 1، 2.
     hiba.yacef@univ-jijel.dz التواصل عبر
    hiba_yacef@live.fr                         

    معلومات
  • المكتسبات القبلية

    المكتسبات القبلية

    حتى يستطيع الطالب استيعاب، وفهم محاضرات مقياس منهجية وتقنيات البحث يجب أن يمتلك معلومات، ومعارف مسبقة حول كل خطوات إعداد البحث العلمي

    ويمكن للطالب الإطلاع على المراجع التالية:

    تحميل

    https://www.b-sociology.com/2020/06/blog-post_22.html

    https://www.socioclub.net/2021/10/pdf_23.html

  • المحاضرة الأولى: مفاهيم ومصطلحات البحث السوسيولوجي

    منتاتنم

  • أهداف المحاضرة

    الاهداف

       في نهاية هذه المحاضرة سوف يكون طالب قادرا على:

    - معرفة الفرق بين بعض مفاهيم البحث السوسيولوجي.

    - إدراك أسس اختيار موضوع البحث السوسيولوجي.

       


  • الخطوط العريضة للمحاضرة

    مقدمة

    أولا: مدخل مفاهيمي

    ثانيا: أهمية اختيار موضوع البحث السوسيولوجي

    ثالثا: مصادر اختيار موضوع البحث السوسيولوجي

    ثالثا: أسس اختيار موضوع البحث السوسيولوجي

  • أولا: مدخل مفاهيمي

    مقدمة

     يقول "غاستون باشلار" العلم هو المجال الوحيد الذي يسمح لنا بحب ما نهدم، أو نجعل الماضي يستمر مع نفيه في نفس الوقت، كما نستطيع أن نوقر أستاذنا مع معارضته" لا يتحقق قول "باشلار" إلا عبر البحث العلمي، حيث أن الوصول إلى المعرفة العلمية الجديدة أو إثبات أو نفي معرفة علمية سابقة في أي تخصص علمي مرهون بأسلوب علمي له مسلمات، أسس، ومبادئ أصبحت مقترنة بالبحث العلمي منذ سيادة النزعة العلمية بأوروبا الغربية، والبحث السوسيولوجي في تخصص التنظيم والعمل لا يخرج عن هذه الحقيقة العلمية للضرورة السوسيولوجية، وأيضا المنهجية، نظرا لخصوصية البحث السوسيولوجي الذي يرتبط بخصوصية الظاهرة الاجتماعية المتعددة الأبعاد الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، والدينية، مما يجعلها ظاهرة معقدة للفهم بالملاحظة البسيطة، من هنا تأتي الضرورة المنهجية للإلمام بالخطوات المنهجية لبحث الظاهرة السوسيولوجية في التنظيم والعمل بدء بتحديد الإطار التصوري للباحث، ضيط الإطار النظري عن الموضوع، وتقديم الإطار الفهمي للموضوع، وقبلها لابد من أن يقوم باختيار موضوع بحثه وفق أسس موضوعية يمكنه من خلالها نقله من موضوع بحث إلى موضوع سوسيولوجي

    أولا: مدخل مفاهيمي

    1- موضوع البحث: هو الظاهرة التي اختار الباحث السوسيولوجي أن يبحث فيها، لذلك هو يملك موضوع بحث فقط، لأن الباحث في المنطلق لا يملك إلا ملاحظات، ومؤشرات، وبيانات إحصائية أو تاريخية، وقراءات بسيطة، وربما عامية ناتجة عن الحس المشترك.

    2- موضوع سوسيولوجي: يبني، ولا يعطى، والبناء يحتاج عناصر البناء وهي المعارف من المفاهيم، مقولات نظرية، ونماذج نظرية، الملاحظات، والمقابلات التي تكون محصلة من خلال الاستكشاف أي المرحلة الاستطلاعية والاستكشافية، كل موضع سوسيولوجي هو في الأساس موضوع للبحث، ولا يمكن القول أن كل موضوع للبحث موضوع سوسيولوجي إلا إذا خضع لقاعدة البناء، وهنا البناء يكون وفق فعل البحث السوسيولوجي.

    3- فعل البحث السوسيولوجي: البحث السوسيولوجي هو فعل علمي منظم تندمج فيه المتطلبات المنهجية مع الأسس الإبستمولوجية، والقدرات المعرفية من أجل اشتغال، وتوجيه العقل السوسيولوجي المتخصص لإنتاج، وتطوير المعرفة.

    4- المقاربة النظرية: بما أن النظرية هي عبارة عن بناء معرفي منهجي من عمليات الاستقراء، والاستنباط، وتتشكل من مفاهيم، ومبادئ، وهي شكل من أشكال تنظيم المعرفة، ووسيلة لتفسير الواقع، وفهمه، وتأويله فإن الباحث يختار أن يوظف مقاربة نظرية في بحثه السوسيولوجي حتى يقرب هذا التفسير أو الفهم، أو التأويل من واقع الظاهرة التي يدرسها هو، مع إدراك أن هذا التقرب لا يمكن مطابقته مع ماضي المقاربة النظرية، لأنها تتعلق بواقع آخر مختلف من حيث الزمان، والمكان عن الظاهرة المدروسة آنية من قبل الباحث.

    5- الإطار التصوري للباحث: هو رؤية الباحث للظاهرة أو الزاوية التي يرى الباحث من خلالها الظاهرة السوسيولوجية التي سوف يتناولها بالدراسة.

    6- الإطار النظري للباحث: هو الجانب النظري الذي يبني به الباحث بحثه السوسيولوجي، والذي يستمده من أدبيات الموضوع والذي لا يخرج عن إطاره التصوري.

    7- الإطار التفسيري أو الفهمي للباحث: هو ما يقدمه الباحث من تفسير بالأسباب للظاهرة السوسيولوجية التي درسها بالبحث السوسيولوجي، أو فهم بدلالات الأفعال التي شكل بها الفاعلون الظاهرة السوسيولوجية التي درسها بالبحث السوسيولوجي.

    الشكل رقم (02): مسار اختيار وبناء الموضوع السوسيولوجي.

    تتتت

  • ثانيا: أهمية اختيار موضوع البحث السوسيولوجي

          يجمع المختصون في منهجية البحث على أن مرحلة اختيار موضوع البحث مهمة جدا كون أن هذا الاختيار:

    - يحدد نوعية نتائج البحث لاحقا.

    - يشكل دافعا وحافزا لمواصلة البحث.

    - يحدد درجة أهمية المساهمة في إثراء البحث.

    ويعود هذا الاهتمام بمرحلة إختيار موضوع البحث لتعلقه بالبحث، وبخطوة مهمة جدا في مراحل البحث العلمي، وهي أهمية الموضوع.


  • ثالثا: مصادر إختيار موضوع البحث السوسيولوجي

    - الإلهام والإحساس والحدس العلمي للباحث.

    - التجارب المعاشة والخبرة الميدانية.

    - الرغبة في أن يكون البحث مفيدا.

    - ملاحظة المحيط، والتي تتجاوز المشاهدة لما يحيط بالباحث في مجتمعه.

    - مجال التخصص والخلفية المعرفية (الفكرية، المعرفة بالنظريات، والمفاهيم، والمصطلحات في ميدان تخصص الباحث).

    - النظريات السوسيولوجية.

    - الخيال السوسيولوجي: يمكن أن يذهب الخيال بالباحث في اتجاه معاكس للمصادر السابقة.

  • رابعا: أسس اختيار موضوع البحث السوسيولوجي

         بعد تجاوز الباحث السوسيولوجي لخطوة مصادر إختيار موضوع البحث يتوجه مع نفسه للإجابة على السؤال الإبستمولوجي التالي ماذا أختار؟

        باعتبار أن الظواهر الاجتماعية لا تحدث بالصدفة، وإنما هي محكومة بشروط موضوعية لإنتاجها، والباحث السوسيولوجي يجب أن يكشف هذه الشروط التي تحكمها، وتنتجها، مع إمكانية تحديد كيفية التأثير فيها، وهذه هي المهمة الأساسية التي يجب على الباحث السوسيولوجي الإشتغال بها.

        لذلك يعتبر الأساس الأول، والأهم من أسس اختيار موضوع البحث السوسيولوجي أن يدرك الباحث الفرق بين المعارف العلمية والعامية، أي يجب عليه قطع الصلة نهائيا مع الحس المشترك أو الحدس المشترك الذي هو "إدراك الأشياء، والظواهر إدراكا مشتركا بين أعضاء المجتمع المتجانسين ثقافيا، واجتماعيا، بحيث ينتج هذا الإدراك معارف لا تستخدم المنطق، والإختصاص" وفي ذلك رأى "بيار بورديو" أن أسس الطريقة السوسيولوجية في بحث الظاهرة السوسيولوجية تقتضي ضرورة إحداث القطيعة عن الحس المشترك، ثم الإنتقال لبناء الموضوع السوسيولوجي.

    أما الأساس الثاني فيتعلق بالمقاربة النظرية التي يتبناها الباحث منذ اختيار متغيرات موضوع بحثه، والتي لا تنفصل عن مراحل بناء بحثه السوسيولوجي، حيث يجب على الباحث أن يدرك الأبعاد الإيديولوجية التي تأسست عليها هذه المقاربة النظرية فلا يختار المتغيرات التي تبين الطرح الإيديولوجي لموضوع الدراسة إذا كانت غايته إنتاج رأس مال علمي صافي.

    الشكل رقم (03): حوصلة المحاضرة

    حخقنتة

  • المحاضرة كاملة

    يمكن للطالبة الإطلاع على المحاضرة بعدة نسخ

    WORD, PDF, WEB

  • قائمة المراجع المفيدة

    المراجع

  • موعد مع أستاذك

    موعد

  • المحاضرة الثانية: مراحل مسار فعل البحث السوسيولوجي

    الخطوط

  • أهداف المحاضرة

       أهداللللف

    في نهاية هذه المحاضرة التي تعنى بتوضيح كيفية بناء إشكالية البحث السوسيولوجي سوف يكون الطالب قادرا على:

    - معرفة مبادئ البحث السوسيولوجي.

    - يستذكر مراحل البحث السوسيولوجي.

    - يفهم التداخل الموجود بين مبادئ البحث ومراحل البحث السوسيولوجي

  • الخطوط العريضة للمحاضرة

    أهداف المحاضرة

    أولا: المبادئ الأساسية للبحث السوسيولوجي

    ثانيا: مراحل البحث السوسيولوجي

  • الفصل الأول: المبادئ الأساسية للبحث السوسيولوجي

      غاستون

           تستوجب منهجية البحث العلمي السوسيولوجي بهدف الاقتراب من الموضوعية، والوصول إلى استنتاجات منطقية الحاجة لتحكم في إطار التحليل المتعلق بطبيعة الدراسة النظرية، من خلال تدقيق الإطار التحليلي الذي يسمح بالفهم الصحيح للمسار الفهمي المقترح لدراسة، ضمن التفاعلات بين متغيراتها، ودلالاتها التي تتولد في الظاهرة، هذه الأخيرة التي لن يكون لها وجود خارج هذا التفاعل، وتفرض نفسها ضمن تعقد، ووضوح ضئيل للفهم، هذا الشكل الذي تتواجد فيه الظاهرة يتجلى بوضوح في أساس كل عمل، وممارسة سوسيولوجية جادة تبحث عن كشف جوانب التعقيد في هذه الظاهرة، واعطائها الفهم الضروري لاستيعابها، وهو الدافع المطلق لأي بحث سوسيولوجي، وليس فقط الدافع المادي، أو الرمزي للبحث مما يتولد عن هذا الدافع المطلق جملة من الإكراهات العلمية، والمنهجية التي يفرضها مجال، أو حقل البحث السوسيولوجي الذي لا يجعل الظاهرة المدروسة تنحصر في جزئها المنهجي المتمثل في الوفاء بإجراءاتها المنهجية المتعارف عنها للباحثين في مجال البحث السوسيولوجي، بل أن يتعداها لمحاولة إثبات الذات العلمية كعضو فاعل في ميدان البحث السوسيولوجي الذي يبحث عن الغايات، والأهداف الموضوعية الاجتماعية، بمعنى المساهمة في الديناميكية العلمية، والدخول فيها بواقعية علمية.

            فبالنسبة لعلم الاجتماع الانتقال من فعل الفرد إلى فعل الجماعة داخل نفس المسعى التفسيري للظاهرة التنظيمية، ومحاولة الوصول إلى الثقة المنهجية أثناء التفسير يصطدم بتعقد الظاهرة الاجتماعية من ناحية، بسبب تعقد أفعال الفاعلين المشكلين للظاهرة، وغياب الإطار النظري المنهجي الذي يوجه هذا البحث، ويحدد مساره النظري ومن ثم المنهجي من ناحية أخرى. وفي معنى هذا الكلام

           يقول "غاستون باشلار" الواقعة العلمية تغزي، تبنى، وتعاين، أما معنى ذلك:

    - تغزى: بالتخلص من الأحكام المسبقة.

    - تبنى: بالعقل.

    - تعاين: في الواقع.

          يعني أن هذه العملية - عملية البحث السوسيولوجي- أساسها ثلاث أفعال يجب إحترام تسلسلها، ويسمي "بيار بورديو" هذه العملية بتراتب الأفعال المعرفية -الابستمولوجية- وهي: القطيعة، البناء، والمعاينة.

    وتمثل الأفعال الثلاثة لـ "غاستون باشلار".

    1. القطيعة: يجب الإنتباه إلى أن المعرفة السوسيولوجية لا تخلو من خلفيات إيديولوجية، أحكام مسبقة، كما أن الباحث الذي لا يستطيع التقيد بالموضوعية يقع في أوهام الذاتية، مما يؤثر على عملية البناء لذلك وجب القطع عن الأحكام المسبقة، والبديهيات الخاطئة، إذا فعل القطع هو الفعل التكويني الأول للباحث.

      - يرى "كارل ماركس" في القطيعة التخلص من الإيديولوجيا.

      - أما "ريمون بودون' فاعتبرها التخلص من الأفكار المسبقة.

      - بينما "إميل دوركايم" فوضحها في القواعد المنهجية باعتبار الظاهرة الاجتماعية كشيء.

      - أما "بيار بورديو" فقد ميز بين نوعين من الرأسمال العلمي: الرأسمال العلمي الصافي الذي يقدم ويكتسب من خلال المساهمات في العمل وتقدمه، والرأسمال العلمي المؤسساتي الذي يكتسب بالاستراتيجيات السياسية، والاقتصادية، والبيروقراطية.

    2. البناء: لا يتم تحقيق القطيعة إلا بالبناء، بالرجوع إلى تهيئة أساس له من منطلقات النظرية السوسيولوجية، ونسقها المفاهيمي وبما أن الموضوع السوسيولوجي يبنى فإن فعل البناء هو الإطار النظري المرجعي المكون بطريقة مفهومة.

    3. المعاينة: التصور الواقعي لموضوع البحث يجب أن يصل إلى الإثبات بالمعلومات من الواقع الملموس، وبالتالي فعل المعاينة هو الفعل الثابت لمسار البحث.

  • الفصل الثاني: مراحل البحث السوسيولوجي

    فعل البحث السوسيولوجي يؤسس على قواعد مركبة معرفية، ومنهجية ما يجعله غير مقتصر على منهجية تقنية خالية من التصور، والطرح السوسيولوجي في التناول الفعلي، وفي مستوياته المركبة بالقواعد المعرفية، والمنهجية يقوم على عمليتين مترابطتين، ومتلازمتين هما عملية البناء أي التأسيس التي يؤثر فيها عامل امتلاك المعرفة السوسيولوجية المتخصصة، و عملية التركيب أي الربط بين القواعد المعرفية، والمنهجية التي تتأثر بامتلاك التقنية المنهجية، وهذا يعني أن كل فعل بحث سوسيولوجي له ضوابط معرفية، وتقنية/ منهجية لإنجازه لذلك فإن الباحث منذ البداية إلى النهاية يكون أمام إكراهين: الإكراه الأول ذو طبيعة معرفية، والإكراه الثاني ذو طبيعة منهجية يجب أن يوفي بهما.

    لتجاوز الإكراه المعرفي يستدعي تدبير المعرفة السوسيولوجية المتخصصة، أما الإكراه المنهجي فيستوجب من الباحث الالتزام بقواعد المنهجية، من أجل توفير شروط تأسيس البحث السوسيولوجي، أما الإخفاق في تجاوز الإكراه الأول يؤدي بالباحث إلى عدم الوصول إلى تفسير أو فهم الظاهرة السوسيولوجية التي يعالجها، والإخفاق في تجاوز الإكراه المنهجي يؤدي به إلى القصور المنهجي في الربط بين مراحل المنهجية للبحث السوسيولوجي، و هو قصور قد يكون ناتجا عن عدم إلمام الباحث بالمعرفة السوسيولوجية المطروحة في تخصصه أو بالقواعد المنهجية للبحث السوسيولوجي، لذلك فإن الباحث السوسيولوجي يجب أن يكون ملما معرفيا ومنهجيا بالخطوات التأسيسية للبحث السوسيولوجي.

    هذا بالإضافة إلى أن الباحث يجب أن يدرك إكراها أخر يتعلق بالمدة الزمنية التي يستغرقها إعداد البحث السوسيولوجي، وذلك في حالة وجود آجال معينة لإنجازه كما هو الحال في بحوث الحصول على شهادة علمية، الأمر الذي يستدعي من الباحث أن يقيد فعله عبر مراحل محددة تتضمن القواعد المعرفية، والمنهجية حتى يعطي لبحثه قيمة سوسيولوجية.

    عطفا على ما سبق يتم الإجماع في البحوث السوسيولوجية أنها بحوث معقدة بتعقد موضوع دراساتها، لذلك كانت الإكراهات السابقة بمثابة الضرورات التي يجب الوفاء بها، وهي لا تنفصل عن الأفعال الثلاثة لـ"غاستون باشلار"، يمارسها السوسيولوجي عبر مراحل حددها الباحثون، واتفقوا حولها مثل المراحل التي وضحها الباحثان "ريمون كيفي" و"لوك فان كمبنهود" ويتم التأكيد على اعتمادها في البحث السوسيولوجي، وهي سبعة مراحل للبحث تتضمن الأفعال الثلاثة السابقة لـ "غاستون باشلار"، نوضحها من خلال الشكل التالي:

    مراحل

    الأسهم باللون الأزرق ترمز للتفاعلات الواقعية الموجودة بين مختلف مراحل البحث، وكذلك الأسهم باللون الأخضر توضح التداخل الموجود بين كل فعل، فكل فعل غير منفصل عن الأخر بل في تبادل، مثلا: القطيعة كفعل لا يتحقق في بداية البحث فقط بل يكتمل في البناء، وبواسطته، والبناء لا يمكنه الاستغناء عن المراحل الأولية للقطع، أما الإثبات فإنه يستمد قيمته من نوعية البناء. وبدون أن نخوض في شرح هذه المراحل حاليا فالمحاضرات اللاحقة تتولى تقديم التوضيح الضروري لكل مرحلة من المراحل السبعة.


  • المحاضرة الثانية كاملة

    يمكن للطالبة الإطلاع على المحاضرة وفق عدة نسخ

    Word, Pdf, Web


  • قائمة المراجع المفيدة

    مرااجع

  • موعد مع أستاذك

    موعد

  • المحاضرة الثالثة: المرحلة الأولى والثانية في مسار البحث السوسيولوجي

    الخطوط

  • أهداف المحاضرة

      أهدداف

        من خلال هذه المحاضرة سوف يكون الطالب قادرا على:

    - إدراك أن البحث السوسيولوجي ما هو في الأساس إلا محاولة للإجابة على سؤال الإنطلاق.

    - بلورة الفهم بأهمية سؤال الإنطلاق ومرحلة الاستكشاف.

    -الإنتقال من سؤال الإنطلاق إلى المراحل اللاحقة للبحث السوسيولوجي.

       


  • الخطوط العريضة للمحاضرة

    أهداف المحاضرة

    أولا:مرحلة سؤال الإنطلاق

    ثانيا: مرحلة الاستكشاف

  • الفصل الأول: مرحلة سؤال الإنطلاق

    يقول "كلود برنار" "العالم هو ذلك الذي يربط ما بين النظرية، والممارسة الاختيارية، فهو يدرك واقعة ما، وبخصوص هذه الواقعة تتولد فكرة في عقله وبخصوص هذه الفكرة يفكر، ويبني تجربة، ويتخيلها، ويحقق شروطها المادية".

    ينطبق هذا قول على البحث السوسيولوجي وبالنسبة لهذا الأخير ينطلق دائما من اهتمام، أو إنشغال أي حيرة، أي الإحساس بالمشكلة جلبت اهتمام الباحث، وأثارت فيه الرغبة في دراستها دون غيرها، وحتى تترجم في مشروع بحث سوسيولوجي لا بد من تحويلها إلى سؤال إنطلاق، ثم تطويره بالقراءات، والمقابلات الاستطلاعية عبر مرحلة الاستكشاف.

    أولا: المرحلة الأولى: سؤال الإنطلاق

     1-  مفهوم سؤال الانطلاق


    يعتبر سؤال الإنطلاق مرحلة من مراحل إنجاز فعل البحث العلمي المتمثل في البحث السوسيولوجي -في التنظيم والعمل- ويشكل سؤال الإنطلاق محطة مؤقتة يتبناها الباحث بداية.

         يعبر سؤال الإنطلاق عن ملاحظة للظاهرة سوسيولوجية محط توتر، وقلق علمي مبلورة في شكل سؤال مبدئي أي مؤقت، حيث لا تشكل ملاحظته الأولية المشهد أو الصورة النهائية المعبرة عن حقيقة الظاهرة الاجتماعية، فيطرح الباحث السوسيولوجي سؤالا يتضمن الصياغة الأولية للإشكالية نسميه سؤال الإنطلاق أي عبر سؤال الإنطلاق ينقل الباحث السوسيولوجي الظاهرة من محل مشاهدتها ثم ملاحظتها إلى فكرة عقلية يتبناها وفق شروط البحث السوسيولوجي.

    يصطلح أيضا على سؤال الإنطلاق بالسؤال الأولي يركب المشكلة في شكل إستفهام يعبر عن شيء ينتظر التوضيح وعن التأمل العميق.

    2-  أهمية سؤال الإنطلاق

          أغلبية الباحثين يجدون صعوبة في وضع الخطوة الأولى للإنطلاق في البحث حول ظاهرة ما تم اختيار موضوع الدراسة فيها، فلينتقل الباحث السوسيولوجي نحو البحث السوسيولوجي دون تأخر، ولينتظم في بناء الفعل البحثي المتماسك معرفيا، ومنهجيا يجب عليه وضع سؤال الإنطلاق، حتى لو بدا له أنه سؤال عادي، وبسيط، وظهر له أن تفكيره لم ينضج بعد، فإن ذلك لا يهم، فنقطة البداية هذه مؤقتة يضع بها الباحث الخطوة العملية الأولى للبحث، ولا يبقى يدور حول نفسه فترة طويلة من الزمن، فسؤال الإنطلاق هو الذي يساعد الباحث السوسيولوجي على فهم ما يبحث عنه.

    3-  ضوابط وضع سؤال الإنطلاق

         يتطلب سؤال الإنطلاق ضوابط أو شروط من أجل صياغته صياغة صحيحة، وهذه الضوابط تعتبر معايير السؤال الجيد للإنطلاق في البحث السوسيولوجي، ومن خلال سؤال الإنطلاق يتم كشف روح المساءلة لدى الباحث السوسيولوجي، حيث يتميز الباحث بالتساؤلات التي يجيد طرحها أكثر مما يتميز بامتلاك المعارف المتراكمة، وتتمثل هذه الضوابط في:

    - مواصفات الوضوح: أي أن يكون السؤال دقيقا، وواضحا، بمعنى خاصية الدقة في الصياغة، مثلا: ما هي آثار سياسات التنمية الاقتصادية على الحياة الاجتماعية للمجتمع؟ هذا السؤال فضفاض وواسع جدا، ولا يعني أنه واسع أو مفتوح أنه دائما ليس دقيقا بل دقيقا في ضبط متغيراته الآنية، لأن بعض الظواهر تحتاج لانتظار ظهورها مستقبلا لتأكد من بعض أسبابها أو الأبعاد، والمؤشرات التي تدخل في تكوينها.

    - القابلية للتنفيذ: تتعلق بالطابع الواقعي أو غير الواقعي للبحث، أي يجب أن يتأكد الباحث السوسيولوجي من معارفه، موارده الزمنية، والمالية، ووسائله اللغوية، بمعنى أن قابلية التنفيذ تتعلق بمجموعة من الإكراهات بالنسبة للباحث السوسيولوجي، هذه الإكراهات التي قد تكون مادية، زمنية، سياسية، مجتمعية، دينية مرتبطة ببعض الطابوهات السياسية أو الدينية أو المجتمعية التي لا يستطيع الباحث دراستها بكل حرية قانونية، سياسية، أو مجتمعية (العرف).

    - التلاؤم مع الموضوع (الملائمة): تتعلق بثلاث شروط هي:

    أ- لا يكون له صلة بحكم أخلاقي، فالباحث لا يجب أن يواجه واقع الظاهرة السوسيولوجية المدروسة بعبارات التحليل، وليس بعبارات الحكم الأخلاقي، ولذلك سؤال الإنطلاق لا يحب أن يسعى عند صياغته إلى حكم يقدمه بل إلى فهم يعطيه بدون الخروج عن السجل الأخلاقي للبحث العلمي.

    مثلا: كيف تستغل الإدارة العليا العمال التنفيذين؟ صياغة هذا السؤال خاطئة، لأن فيه تأكيد على وجود استغلال فعلي متنكر في السؤال.

    ب- سؤال الإنطلاق يجب أن يبحث فيما هو موجود، وليس ما لم يتواجد بعد، دون التعارض مع السجل التنبؤي، والتوقعي كوظيفة من وظائف العلم الذي يتنبأ من أجل التحكم، دون البحث في الأوهام المستقبلية على المدى البعيد، مثلا: التوقع بهامش الحركة، والمناورة للفاعلين، رهانات قراراتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية له بعد مستقبلي فهو لا يطمح للتنبأ بالمستقبل بل إدراك حقل الإكراهات.

    مثلا: كيف سوف تبنى سياسات التنمية الاقتصادية في دول المغرب العربي في العشرين سنة القادمة؟ لا يمكن من خلال هذا السؤال التنبأ بالنشاطات الإنسانية، وباتجاهاتها على نحو أكيد على المدى البعيد.

    ج- السؤال الجيد منذ البداية يستهدف الفهم للظاهرة السوسيولوجية المدروسة وليس فقط الوصف.

    4. تطوير سؤال الإنطلاق لسؤال البحث السوسيولوجي:

         رغم هذه الأهمية المعطاة لسؤال الإنطلاق إلا أنه يتم التخلي عنه في أغلب الحالات، إما لأنه يبدو بديهيا في عين الباحث، وإما لأن الباحث يفكر بأنه مع تقدم عمله البحثي يكتشف جزئيات، وخلفيات أخرى يقرر بها التخلي عن سؤال الإنطلاق الأولي.

    غير أن الباحث عندما يفرض على نفسه الطريق العلمي لفعل البحث، فإن سؤال الإنطلاق يساعده على التقدم في بحثه نحو مرحلة الدراسة الاستكشافية من خلال القراءات، و المقابلات أي المزاوجة بين قراءة أدبيات الموضوع، ومقابلات الأشخاص ذوي العلاقة المباشرة وغير المباشرة بموضوع البحث ليعود لاحقا لضبط الصياغة الشكلية، اللغوية لسؤال الإنطلاق لعلاقته المباشرة لاحقا بصياغة إشكالية البحث السوسيولوجي، وباعتباره إجابة مؤقتة نعتبرها الفرضية الرئيسية، وبهذا يكون الباحث قد قام بخطوة مهمة في البحث السوسيولوجي هي فعل تطوير سؤال الإنطلاق إلى سؤال بحث تبنى عليه الإشكالية، والفرضية الأساسية.

  • الفصل الثاني: مرحلة الاستكشاف

    1-  مفهوم الاستكشاف

       تتضمن مرحلة الاستكشاف عملية القراءة، والمقابلات الاستكشافية، وما ترمي إليه عملية القراءة بصورة أساسية تمكين الباحث من طرح أسئلة نوعية. وتساعد المقابلات الاستكشافية الباحث على الاحتكام للواقع كما يعيشوه الفاعلون الاجتماعيون في الظاهرة المبحوث فيها.  

    2-  القراءات

          ليس هناك بحث سوسيولوجي دون قراءات، والقراءات تعني قراءة أدبيات الموضوع، بمعنى مراجعتها من أجل مسح المصادر العلمية حول موضوع البحث مما يسمح للباحث بـ:

    - توفير نظرة عامة عن المعرفة الحالية.

    - تحديد النظريات ذات الصلة بالموضوع.

    - تظهر كيف يعالج البحث الحالي فجوة أو يساهم في إثراء نقاش علمي.

    لكن ماذا أقرأ؟ أقرأ الأدبيات التي كتبت حول متغيرات الموضوع المتمثلة في: الكتب، المقالات، الأبحاث، النظريات، الدراسات السابقة والمشابهة ذات الصلة بسؤال الإنطلاق.

    وكيف أقرأ؟ أقرأ على نحو عميق، ونقدي للمعرفة العميقة في طرحها لا السطحية، فلمن يريد أن يدرك المعنى الحقيقي للدراسات السوسيولوجية يجب أن يدرك حقلها البحثي، تجاربها، ومقارباتها، حيث يتم في علم الاجتماع تفسير الاجتماعي بالاحتماعي، أي أن كل ظاهرة اجتماعية لديها ما يقابلها من معلوم اجتماعي ولا غير اجتماعي، والاجتماعي يخضع لمفاهيم المقاربات السوسيولوجية، أي أن المقاربة السوسيولوجية هي التي تفتك الموضوع، وترفعه إلى مستويات علمية، وتعطيه التأويل السوسيولوجي، فالخروج عن هذا المبدأ يجعل مسار البحث يحيد عن المسار الحقيقي لعلم الاجتماع، مثلا إذا فسرنا بالديني أو النفسي أو الاقتصادي فقط يجعل الموضوع يأخذ سياقا آخر غير البحث السوسيولوجي، ويجب أن يقابل ما هو اجتماعي ما هو اجتماعي في تفسيره، وفهمه، وقابل للقياس، ومنه الجواب على سؤال ماذا أقرأ: هو أقرأ المفاهيم، والنظريات السوسيولوجية التي تناولت متغيرات الموضوع البحث، والأبحاث والدراسات السوسيولوجية ذات الفهم السوسيولوجي للمتغيرات التي عالجتها من أجل افتكاك المعرفة السوسيولوجية القوية معرفيا والتي تحقق الاجماع على قوتها في حقل البحث السوسيولوجي.

    والقراءات تدعم البحث السوسيولوجي على المستوى النظري من خلال توضيح مفاهيم متغيراتها، و‘تجنيبه الوقوع في الأحكام المسبقة، والقيمية.

    3-  المقابلات الاستكشافية -الاستطلاعية

          يستخدمها الباحث عندما يكون بحثه جديد، أو في بداية بحثه يقابل الأشخاص الذي قاموا بدراسة نفس متغيرات بحثة، أو أجروا دراسة ميدانية في نفس الميدان الذي ينوي إجراء بحثه الميداني فيه، أو بعض المبحوثين المحتملين في دراسته الميدانية، يحاول من خلال هذه المقابلات استطلاع ميدان بحثه، وتبيان جوانب من الظاهرة المدروسة، وأيضا يحاول إيجاد أفكار، وفرضيات جزئية للعمل عليها، ويكتشف مدى قابلية تنفيذ موضوع بحثه.

    تتم هذه المقابلات من أجل دعم الباحث في طرح الإشكالية، وصياغة الفرضيات، وليس من أجل التحقق منها، تجرى هذه المقابلات بطريقة مفتوحة، ومرنة جدا بدون ضغط على المبحوثين.

    المقابلات الاستطلاعية مهمة بالنسبة للباحث لأنها مرتبطة بالمسعى العملي الامبريقي للمعرفة السوسيولوجية التي تتطلب أن نبحث عن البيانات من الميدان، وبالتالي تدعم البحث السوسيولوجي في بناء نموذج التحليل.    


  • المحاضرة كاملة

    يمكن للطالبة الإطلاع على المحاضرة وفق عدة نسخ

    Word, Pdf, Web


  • المحاضرة الرابعة: بناء إشكالية البحث السوسيولوجي وفق خلفية نظرية

    محتوى

  • أهداف المحاضرة

       أهذاف

        في نهاية هذه المحاضرة التي تعنى بتوضيح كيفية بناء إشكالية البحث السوسيولوجي سوف يكون الطالب قادرا على:

    - القيام ببناء إشكالية البحث السوسيولوجي وفق خلفية معرفية (سوسيولوجية).

    - القيام بدمج البناء المعرفي والبناء المنهجي لإشكالية البحث السوسيولوجي في بناء متكامل للإشكالية.

    - فهم الضرورة المعرفية (السوسيولوجية) والمنهجية لبناء إشكالية البحث السوسيولوجي وفق خلفية نظرية.




  • الخطوط العريضة للمحاضرة

  • الفصل الأول: مفهوم الإشكالية في البحث السوسيولوجي

  • الفصل الثاني: كيفية بناء إشكالية البحث السوسيولوجي

  • المحاضرة كاملة

    يمكن للطالبة الإطلاع على المحاضرة وفق عدة نسخ

    Word, Pdf, Web
  • قائمة المراجع المفيدة

    مراااااجع

  • موعد مع أستاذك

  • المحاضرة الخامسة: بناء نموذج التحليل

    محتوى

  • أهداف المحاضرة

    أهداففففف

    في نهاية هذه المحاضرة سوف يكون الطالب قادرا على
     معرفة معنى نموذج التحليل
     أهمية نموذج التحليل بالنسبة للباحث، وللبحث السوسيولوجي
     يفرق بين عملية بناء الفرضيات، وبناء المفاهيم
     يفرق بين المفاهيم النظرية والمفاهيم الإجرائية
     يستطيع إنجاز التحليل المفهومي لموضوع بحث سوسيولوجي

  • الخطوط العريضة للمحاضرة

    أهداف المحاضرة

    أولا: مفهوم نموذج التحليل

    ثانيا: أهمية نموذج التحليل

    ثالثا: كيفية بناء نموذج التحليل

    مثال توضيحي على موضوع: التحليل الاستراتيجي للظروف الاجتماعية للعمل ومردودية الإنتاج

  • ماذا نقصد بنموذج التحليل؟

    مقدمة:

    توصلنا من خلال المرحلة الثانية لمراحل البحث السوسيولوجي إلى التأكيد على أن الجهد الاستكشافي للباحث في أدبيات الموضوع يؤدي إلى إلمام الباحث، وتوسيع معرفته حول موضوع بحثه، لينتقل بعد ذلك لبناء إشكالية بحثه السوسيولوجي وفق خلفية نظرية أو مقاربة نظرية وفق الإجراءات المعرفية والمنهجية التي تسمح للباحث بإستغلال النسق المفاهيمي للمقاربة النظرية في التحليل، والتفسير، والفهم للمعطيات التي سوف يستمدها من الميدان، ومن أجل ربط معرفي، ومنهجي أيضا لهذا التحليل، والتفسير، والفهم بالنسق المفاهيمي للمقاربة النظرية، وبالمعطيات التي يقدمها واقع الظاهرة وجب بناء نموذج التحليل، فما هو نموذج التحليل؟ وما هي أهميته بالنسبة للباحث وللبحث السوسيولوجي؟ وكيف يبنى؟

    أولا: مفهوم نموذج التحليل

    يتألف نموذج التحليل من الفرضيات، والمفاهيم المترابطة فيما بينها ارتباطا وثيقا لتشكل معا إطارا لتحليل متماسك، وبدون هذا الجهد لتأمين التماسك يمكن أن يضيع جهد الباحث، ولا يصل بحثه لوضع البنية المطلوبة لبحثه.
    إذا يحمل نموذج التحليل علاقة بين المفاهيم، والفرضيات، غيابه يؤثر سلبا على طريقة بناء المواضيع السوسيولوجية، بما أن متغيراتـ أبعاد، ومؤشرات الفرضيات، والمفاهيم تنتمي إلى نظرية سوسيولوجية نجد أن هذه النظرية تحتوى على نموذج تحليل تتوفر فيه مجموعة من المفاهيم التي تشكل نسقا مترابطا من الأفكار التي تكون النسق العام للنظرية، وكل مفهوم يؤدي وظيفة بنائية داخل هذا النسق، وإذا أخذنا مفهوم كم هذا النسق المفاهيمي المترابط تضعف قوة المفهوم.
    لذلك نموذج التحليل هو النموذج الخاص بالباحث السوسيولوجي يتألف من الفرضيات، والمفاهيم ذات الخلفية النظرية السوسيولوجية، المترابطة فيما بينها ارتباطا وثيقا لتشكيل إطار للتحليل يكون قويا معرفيا، ومنهجيا.
    ثانيا: أهمية نموذج التحليل

    تتمثل أهمية نموذج التحليل في أنه يفيد البحث، والباحث السوسيولوجي في نقطتين أساسيتين، فبالنسية للبحث السوسيولوجي، فهو يسهل عملية ترجمة المتغيرات إلى عمليات بحث أي عبر التوجه نحو بناء المتغيرات، وبناء المفاهيم عبر عملية التحليل المفهومي.
    أما بالنسبة للباحث أهميته تبرز في تشكيل الإطار التحليلي للباحث الذي يكون قويا معرفيا، ومنهجيا.
    ثالثا: كيفية بناء نموذج التحليل

    بناء نموذج التحليل يعني إعداد نسق متماسك من الفرضيات، والمفاهيم العملية، وأساس بناء نموذج التحليل قائم على الإنتقاء أي أنه ليس معطى جاهز، ومرحلة بناء نموذج التحليل هي المرحلة التي تكون نقطة إتصال بين الإشكالية المعتمدة من قبل الباحث السوسيولوجي ومجال تحليله المحدد.
    ولكن كيف يبنى نموذج التحليل؟
    يبنى نموذج التحليل بناء معرفيا، وبناء منهجيا، فأما البناء المعرفي فيتعلق ببناء المتغيرات من الخلفية النظرية أو المقاربة النظرية المتبناة وأما البناء المنهجي فيتعلق ببناء المفاهيم، وعملية البناء هذه تكون من خلال عملية التحليل المفهومي، حيث أن بناء المتغيرات يؤدي إلى ضبط الفرضيات، أما بناء المفاهيم فيؤدي إلى ضبطها لغة، اصطلاحا، وإجرائيا.
    1- البناء المعرفي (بناء المتغيرات):
    يقوم الباحث السوسيولوجي ببناء نموذج التحليل معرفيا من خلال تحديد أبعاد المتغيرات-والمتغيرات هي المفاهيم الرئيسية للموضوع البحث السوسيولوجي-، ثم مؤشرات الأبعاد التي تكون الأبعاد، والمتغيرات في الواقع، أي يجب إختيار أبعاد المتغيرات القابلة للمعاينة أي أن الأبعاد هي التي ترشد الباحث إلى ما هو أي المؤشرات القابلة للتحديد، والقياس، والمؤشر يمكن أن يكون أثرا، أو إشارة، تعبيراـ رأيا ...يمدنا بالمعلومات بمعناها من الواقع، في ضوء النسق المفاهيمي للمقاربة النظرية المتبناة منذ وضع عنوان موضوع البحث.
    والمفهوم: هو تصور ذهني مجرد عام يقدم في صورة ما، أي بناء ذهني مجرد غير ملموس يترجم ذهنيا مستويات معينة من الواقع الاجتماعي، يعني هذا أم المفهوم هو عرض محدد للواقع الذي نستطيع ملاحظته، وبالتالي فالمفهوم هو تقريب لا يمكن أن يكون متطابقا تماما مع الظاهرة البحثية، مع هذا يظل المفهوم في المعرفة السوسيولوجية الأداة الوحيدة لتعين أو تمثيل الواقع الملحوظ، ومن ثم الأداة أو الوسيلة لترجمة تمثيلها الذهني للواقع، وبناء تفسيرنا، وفهمنا لهذا الواقع، ومن هنا تبرز فائدة المفهوم، وبنائه في البحث السوسيولوجي.
    البعد: فيه يتم الإنتقال من المجرد إلى الملموس أي هو التعبير عن المفهوم المجرد الذي لا نلاحظه مباشرة في الواقع الملموس بمستويات من الواقع، تشكل مكونات له، ولاعتباره آخر أن المفهوم هو عبارة عن مجموعة معقدة من الظواهر، وليس من ظاهرة بسيطة يمكن ملاحظتها مباشرة، وبالتالي للمفهوم الواحد عدة أبعاد.
    المؤشر: هو ما يلاحظه الباحث في الواقع، وهو رمز يعكس مضمون فكر أو أسلوب أو موقف لأفراد مجتمع البحث بواسطة نعته، وبعبارة أخرى هو وصف مختصر لوقائع كثيرة، يمكن من خلاله، وعبر الأبعاد أيضا بناء تقنيات جمع المعطيات: الملاحظة، المقابلة، الاستمارة، باعتبار أن كل مؤشر يتحول إلى أسئلة مثلا في تقنية المقابلة، والاستمارة

    الشكل رقم (02): يوضح بناء المتغيرات
    شكل

    تنبيه:

    لا ينتظر الباحث أن يجد الأبعاد، والمؤشرات الخاصة بمفاهيمه موضوعة مسبقا، بل يصل إليها (الأبعاد) من خلال مرحلة الاستكشاف بالقراءات، و(المؤشرات) المقابلات الاستكشافية.

    2- البناء المنهجي (بناء المفاهيم):
    إن الإشتغال على بناء المفاهيم هو عملية تشكل أحد الأبعاد الرئيسية لبناء نموذج التحليل، حيث هذه العملية هي أكثر من مجرد مفهوم، أو مصطلح تقني أو منهجي، بل بناء يستهدف تفسيره ما هو واقعي، وبالتالي أساس هذه العملية هو بناء إنتقائي من خلفية نظرية.
    ولا يخرج بناء المفاهيم منهجيا عن البناء المعرفي السابق الذي من خلاله قام الباحث ببناء المتغيرات، حيث تعتبر هذه المرحلة -بناء المفهوم- مهمة جدا في بناء نموذج التحليل الخاص بالباحث، وبما أن أصل المفهوم المعتمد هو من النظرية أي المقاربة النظرية المتبناة فإنه في هذه الخطوة يقوم الباحث بعرض المفاهيم في الإطار النظري المرجعي الذي يتبناه، ويستعمل نفس المفهوم من بداية البحث إلى نهايته، وهذا البناء الإنتقائي يتم عرضه من خلال بناءه أولا بالانتقال من المفاهيم النظرية (العامة) إلى المفاهيم الإجرائية (الخاصة، العملية)
    فالمفاهيم النظرية: هي تلك التي تكون أكثر تجريبا، بحيث أنها توصف بأنها منطقية، ومعقولة، ذلك لكونها قد خضعت للاختبار الميداني من طرف العديد من المنظرين، والباحثين، مثل مفهوم السلطة، مفهوم التغيير التنظيمي، أي هي مفاهيم سوسيولوجية تم الإتفاق عليها من طرف العديد من المنظرين، والباحثين.
    أما المفاهيم الإجرائية فهي تلك المفاهيم التي تكون مستقاة من واقع البحث ذاته، أي أنها تتصف بخصوصية متميزة تجعلها تختلف عن مثيلاتها في المجتمعات الأخرى، كمفهوم الإنحراف مثلا.
    ويتم عرض هذا البناء عبر الإنتقال من لغة، اصطلاحا (المفاهيم النظرية)، وإجرائيا (المفاهيم الإجرائية):
    أ- لغة: من خلال تحديد الدلالة اللغوية للمفاهيم من القواميس والمعاجم.
    ب- إصطلاحا: من خلال تحديد الدلالة الإصطلاحية، والمفهمية للمفاهيم عبر استنطاق مجموعة من التعريفات التي قدمها الباحثون لهذه المفاهيم.
    ج- إجرائيا: من خلال تحديد الدلالة الإجرائية أو العملية للمفاهيم كما يراها الباحث في واقع بحثه الميداني.
    ويمكن أن تتحول المفاهيم المفاهيم الإجرائية إلى مفاهيم نظرية.
    يمكمن الحصول على المفهوم الإجرائي عبر تكيف مختلف المفاهيم اللغوية، والإصطلاحية عبر:
    - جمع عناصر التعريفات اللغوية، والإصطلاحية.
    - إضافة ما هو ناقص فيها.
    - تكييف كل ما سبق مع الخصائص الواقعية للمفهوم.
    أي عبر التعقيب على التعريفات اللغوية والإصطلاحية عبر هذه النقاط الثلاث.
    الفرق بين المفاهيم النظرية والمفاهيم الإجرائية2-1-

    ويمكن توضيح الفرق بين المفاهيم النظرية والإجرائية حسب ما يلي:
    - المفاهيم النظرية تعكس الفعل الاجتماعي بشكل عام، أما المفهوم الإجرائي يعكس الفعل الاجتماعي بشكل خاص.
    - المفاهيم النظرية لا تعكس مجتمعا واحدا بل جميع المجتمعات، والعكس فالمفاهيم الإجرائية تعكس مجتمعا واحدا هو المجتمع المدروس.
    - المفاهيم النظرية لا تخضع لفترة زمنية محددة والعكس فالمفاهيم الإجرائية تخضع لفترة زمنية محددة هي فترة إجراء الدراسة.
    - المفاهيم النظرية لا تنحصر في بقعة معلومة الأبعاد في حين المفاهيم الإجرائية محصورة في الإطار الميداني للدراسة.
    - المفاهيم النظرية وصفية، وعامة، بينما المفاهيم الإجرائية واقعية، وتجريبية.
    - المفاهيم النظرية دائمة، وغير مرهونة بظرف أو مكان، في حين المفاهيم الإجرائية ظرفية، ومرهونة.
    - المفاهيم النظرية يصعب على الباحث السيطرة عليها، أما المفاهيم الإجرائية فيمكن للباحث السيطرة عليها، والتحكم فيها.
    2-2- شروط صياغة المفهوم

    - تحديد، وإبراز الأبعاد، والمؤشرات الاجتماعية للمفهوم.
    - وصف دقيق، وشامل لمعاني المفهوم، وذلك بعبارات سهلة، وبسيطة، ومتداولة في التراث السوسيولوجي، أخذين بعين الاعتبار مسألة الحراك المفاهيمي أي تبادل المناصب بين المفاهيم، المفهوم الرئيسي يصبح فرعي والعكس، ثم يأتي المفهوم الإجرائي ليعبر عن ما يراه الباحث.
    - الابتعاد عن الانطباعات الشخصية.
    - تجنب استعمال العبارات العامية، والدارجة، واستعمال بدل ذلك لغة البحث، ولو أن هذا الشرط ليس مطلقا بل هناك بعض المصطلحات الدارجة التي تم اعتمادها في القاموس اللغوي لتمثلها لظاهرة اجتماعية من صنع المجتمع المحلي مثل ظاهرة "الحرقة" غير أن الباحث بعد أن يستعمل المصطلح بالدارجة ينتقل لتوضيح معناه بعبارات من لغة البحث السوسيولوجي.
    - الاقناع بأن تحديد المفاهيم السوسيولوجية في البحث السوسيولوجي لا يجب أن يقف عند حدود التعبير، والتوضيح فقط، بل يتعداه إلى مساعدة الباحث على تحديد أهداف بحثه، ودراسته الميدانية.

  • مثال توضيحي

    مثال توضيحي على موضوع: التحليل الاستراتيجي للظروف الاجتماعية للعمل ومردودية الإنتاج

    نأخذ المثال التوضيحي التالي لموضوع في علم الاجتماع التنظيم والعمل بعنوان: التحليل الاستراتيجي للظروف الاجتماعية للعمل ومردودية الإنتاج، ونطبق عليه عملية البناء المعرفي من أجل ضبط الفرضيات باتباع الخطوات التالية:
    - نحدد متغيرات البحث: المتغير المستقل هو الظروف الاجتماعية للعمل، المتغير التابع هو مردودية الإنتاج.
    - المقاربة النظرية المتبناة: التحليل الاستراتيجي لـ "ميشال كروزيه".
    - نستخرج من المتغيرات أبعاد، ومن الأبعاد مؤشرات.
    والشكلين الموالين يوضحان الأبعاد، والمؤشرات المستخرجة من المتغيرين المستقل، والتابع.
    الشكل رقم (03): يبين عملية التحليل المفهومي للمتغير المستقل

    ش

    الشكل رقم (04): يبين عملية التحليل المفهومي للمتغير التابع

    مث

    الشكل رقم (05): يبين كيفية بناء الفرضيات

    مثاااال

    الشكل رقم (06): بناء الفرضيات وفق التحليل المفهومي لكلا المتغيرين

    مثال الماضرة

  • TD4: أعمال الطلبة

    أعمال



    أعمال

  • المحاضرة كاملة

    يمكن للطلبة الإطلاع على المحاضرة بعدة نسخ

    WORD, PDF, WEB

  • قائمة المراجع المفيدة

  • المحاضرة السادسة: تكامل المناهج الكيفية والكمية في البحث السوسيولوجي

    الخط

  • أهداف المحاضرة

    أ

    في نهاية هذه المحاضرة يصبح الطالب(ة) قادرا (ة) على

     التمييز بين المعاني المختلفة لكلمة منهج

     التمييز بين المناهج الكمية، والكيفية

     إدراك أهمية تكامل المناهج الكيفية والكيفية في البحث السوسيولوجي

     فهم معنى التفسير الاستقرائي والاستنباطي في البحوث السوسيولوجية


  • الخطوط العريضة للمحاضرة

    أهداف المحاضرة

    أولا: مفهوم المنهج

    ثانيا: المنهج الكمي

    ثالثا: المنهج الكيفي

    رابعا: المناهج المختلطة

    خامسا: مستويات التساؤل والمعرفة السوسيولوجية

  • الفصل الأول: مفهوم المنهج

    مقدمة 

         يقول "Festingerو"Katz" "مهما كان موضوع البحث فإن قيمة النتائج تتوقف على قيمة المناهج المستخدمة"، والبحث السوسيولوجي على غرار العلوم الأخرى يحتاج إلى مناهج بحث من أجل الوصول إلى تقديم نتائج علمية، والمنهج في علم الاجتماع ينقسم إلى منهج كيفي، ومنهج كمي، ومن خلال هذه المحاضرة سنتدرج في فهم معنى المنهج، وأهمية المناهج الكمية، والكيفية معا/ أي المختلطة في فعل البحث السوسيولوجي عبر معرفة أنها تقترن بهذا الفعل منذ بدايته حتى نهايته، مدركين للفرق بين هذه المناهج، وطريقة تطبيقها، إضافة إلى معنى الإنتقال عبر التفسير الاستقرائي، أو الاستنباطي الذي ظهر في التحليلات النظرية السوسيولوجية من أجل ذلك سوف تتضمن المحاضرات الفرق بين المنهج الإستقرائي والاستنباطي، ومعنى التفسير في كلا المنهجين، ومستويات التحليل في دراسة الظواهر الاجتماعية.

    أولا: مفهوم المنهج:

       المنهج هو المسلك الذي يسلكه الباحث في فعل البحث السوسيولوجي، عندما نقول أنه مسلك الباحث يعني أن كل باحث يتميز بمسلكه الخاص الذي من خلاله لا يفصل المعرفة السوسيولوجية والمنهجية عن كل مرحلة من مراحل طريقه، ولا يحيد عن تصوره.

         فالمنهج ينبع من الموقف، والتصور الفلسفي للباحث، حيث يعبر عن طريقة تصور، تخطيط، وتنظيم فعل البحث حول موضوع البحث.

    ومنهج البحث السوسيولوجي يعتبر عملية فكرية يحددها موضوع البحث، وأهدافه، وليس للبحوث الاجتماعية منهج علمي واحد، حيث يمكن للدراسة الواحدة أن تحتاج إلى أكثر من منهج لدراسة الظاهرة الاجتماعية، وذلك يتوقف على طبيعة تلك الظاهرة، وأهدافها  وتساؤلاتها.

    ثانيا: معاني قريبة لمفهوم المنهج :  

        يمكن أن تتقاطع بعض المصطلحات العلمية المستعملة في الممارسة السوسيولوجية مع مصطلح المنهج لذلك يجب أن نتناول معنى مصطلحين أساسين هما: المقاربة، والنموذج النظري باعتبار أن الباحث أيضا يتبناهما منذ بداية بحثه حتى نهايته.

    المقاربة Approche: من خلالها يقارب الباحث الظاهرة بالاعتماد على نسقها المفاهيمي الذي يندرج ضمن المدخل المنهجي، غير أن أعتماد الباحث على مقاربة ما لا يعني بالضرورة اتباعه حرفيا لخلفياتها الإيديولوجية مادام يسعى لتحصيل الرأسمال العلمي الصافي.

    النموذج النظري Paradigme: هو مجموعة من القناعات النابعة  من التصورات، والممارسات التي ترسخت في طرق عمل مشتركة بين مجموعة من الباحثين في مدة زمنية معينة.

    ثالثا: أهمية المنهج في البحث السوسيولوجي :

         يساعد المنهج الباحث السوسيولوجي على التفتيش من أجل البحث  والبحث السوسيولوجي يبنى على فعل البحث، هذا الأخير الذي يجعلنا نبحث ثم نبحث مرة ثانية أو من جديد على نحو أفضل، وأعمق من أجل تقديم نتائج دقيقة، وكل مناهج البحث المعتمدة في البحث السوسيولوجي مقبولة متى كانت منهجية أي موضوعية، منظمة منسقة، مستقلة عن إرادة الباحث، ورغباته تمكن الباحث السوسيولوجي من التحقق من فرضياته، والوصول إلى نتائج علمية تأكد صدق فرضياته أو نفيها لا فرق لأن علمية النتائج شيء ومصداقيتها شيء أخر.

    رابعا: كيف نبحث معرفيا ومنهجيا 

        البحث السوسيولوجي يبنى على فعل البحث الذي يتوجه نحو التنقيب على المعارف، والمعلومات من أجل أن يكون علميا، ويجب أن يبنى معرفيا، ومنهجيا حتى يكون منتظما من بدايته لنهايته، ولأن البحث السوسيولوجي هو بحث نظري، وتطبيقي يتم تنظيم طريقة بحثه معرفيا، ومنهجيا عن طريق مناهج البحث الكيفية، والكمية.

        عبر الممارسة العلمية في الأبحاث السوسيولوجية التي ظهر مع ميلاد علم الاجتماع، وسيادة الأفكار التي اعتبرت المناهج الكمية أكثر دقة، استعانت بعض التخصصات الإنسانية، والاجتماعية على المنهج الكمي في دراسة الظواهر، رغم ذلك لا يمكن إخضاع ظواهرها دائما للتكميم فهي ملزمة بمنهجها الكيفي الذي يستعين بمحاولة التفسير والفهم، عبر دقة، ومرونة الملاحظة، وفهم التجارب التي يعيشها الأفراد المشكلين للظاهرة المدروسة. ومهما استعانت الدراسات الإنسانية والاجتماعية بالقياسات الكمية ستبقى محتفظة ببعدها الكيفي، فمثلا: إذا درسنا درجة الرضا عن العمل فإن المصطلحات، والمفاهيم المستعملة هي من طبيعة كيفية ليبقى الحساب مجرد تكميم فقط.

         في الحقيقة إن أهداف البحث، والموارد المتوفرة هي التي تحدد إما التكميم أو الكيف، ورغم ذلك يعتبر المنهجين مكسبين للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وقبل أن نفرق بين المناهج الكمية، والكيفية وندرك أن علم الاجتماع بحثه كيفي، وفي اعتماده على المنهج الكمي تعتبر إضافة لإثرائه، ومنه أصبح يتم اعتماد المنهجين معا فيما يسمى بالمناهج المختلطة، يجب أن ندرك الحقائق التالية:

    - في التفسير الاستقرائي يتم الإنتقال من الجزء إلى الكل، أما في التفسير الاستنباطي يتم الإنتقال من الكل إلى الجزء أو من الكل إلى الكل. ( هنا يجب توضيح الفرق بين المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي حتى نحدد معنى التفسير في كلا المنهجين في الدراسات السوسيولوجية -أنظر العنصر الموالي)

    - كلا العلوم المادة أو الإنسانية والاجتماعية ملزمة أن تبدأ من مادة أو موضوع يمكن ملاحظته مباشرة أو بواسطة أداة يمكن قياسه بشكل دقيق في العلوم المادة، وعلى نحو موضوعي شبه دقيق في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

    - التطور المنهجي الجديد الذي تطور مع النصف الثاني من ق 20 ابتعد عن التجريب، والاختبار كمسلمة بل بدأ يعتمد على الفرضيات، ومنها يعود إلى الوقائع ليختبر صدق أو نفي الفرضيات.

    - أصبحت المادة تختبر على أساس براغماتي، وليس تجريبي  فالبراغماتية تعني استخدام كل ما يؤدي الغرض دون اعتبارات.

    - لا تناقض بين المناهج وتحديدا المنهج الكمي، والكيفي فهي تكمل بعضها.

    - دخول العامل الأخلاقي كمكون إضافي، لا يجب التضحية بالأخلاق أثناء البحث عن المعرفة، وإنتاج المعرفة من أجل تحصيل المعرفة الصافية أو الرأسمال الصافي.

         إذا كيف نبحث معرفيا ومنهجيا؟ عن طريق المنهج لأنه الذي يوجه الباحث نحو الاتجاه الصحيح منذ بداية البحث السوسيولوجي حتى نهايته حيث يتبنى الباحث المنهج الكمي أو الكيفي أو المختلط منذ بداية البحث حتى نهايته، أما كامل الطريق فهو على السالك أي الباحث السوسيولوجي، وما يمتلكه من ذكاء، خبرات، ومعارف  سابقة.

    خامسا: الفرق بين المنهج الإستقرائي والمنهج الاستنباطي: 

     الجدول رقم (01): يبين الفرق بين المنهج الإستقرائي والمنهج الاستنباطي

    المنهج الإستقرائي

    المنهج الاستنباطي

    هو عملية الإنتقال من الظواهر الطبيعية الواقعية إلى القوانين الطبيعية

    هو عملية الإنتقال من مقدمات، مسلمات نهائية إلى نتائج خاصة

    التفسير من الخاص إلى العام

    التفسير من العام إلى الخاص أو من العام إلى العام

    يركز عمله على الملاحظة

    يركز على المفاهيم، التعريفات، البديهيات، والأمور العامة

    خطواته ثلاثة هي: الملاحظة، الفرضيات، التجارب

    خطواته أربعة هي:

    المقدمة (المدخل): تذكر المسلمات والبديهيات

    العرض: تقديم الأفكار، والمعلومات وتجزئتها إلى أفكار فرعية، ثم الوصول من خلالها إلى القاعدة الرئيسية

    الاستنباط: يستنبط أو يستدل على النتائج النهائية من القاعدة العامة التي انطلق منها.

    التطبيق والمراجعة: التطبيق العملي لنتائج إذا كانت فعالة ومجربة بالفعل أم لا، وهي أهم مرحلة



  • الفصل الثاني: مناهج البحث السوسيولوجي

    أولا: المنهج الكمي:    

         يقوم المنهج الكمي على التكميم، ويعتمد على البيانات الإحصائية ويهدف إلى قياس الظاهرة موضوع البحث السوسيولوجي عن طريق استعمال القياسات التي يوفرها علم الإحصاء، ما يميز هذا المنهج أن الباحث يضع مسافة بينه، وبين الموضوع المدروس.

        البحث السوسيولوجي الذي يعتمد على المنهج الكمي يجب أن يقوم بتقديم تفسير، أو فهم للظواهر المدروسة من خلال جمع البيانات وتحليلها بواسطة علم الإحصاء، والبحث عن الأسباب، والعلاقات بين المتغيرات حتى يمكنه تفسير ، وفهم العلاقة بين السبب، والنتيجة.

        عند اعتماد الباحث السوسيولوجي على منهج البحث الكمي يعني أنه يفترض وجود حقائق اجتماعية موضوعية منعزلة عن مشاعر ومعتقدات الأفراد، ويعتمد في بحثه على الأساليب الإحصائية لأنه يهدف إلى قياس الظاهرة بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية، ومعالجة البيانات بأساليب إحصائية. في هذا الصدد يرى "ريمون بودون" أن البحوث السوسيولوجية التي تنطلق من السؤال لماذا؟ هي بحوث كمية، مثلا: في دراسة سوسيولوجية في التنظيم والعمل نحاول دراسة موضوع الغيابات أو حوادث العمل، ونختار المنهج الكمي، وبالتالي نتوجه لمعرفة نسبة الغيابات في المصنع، أو نسبة حوادث العمل، ونطرح على سبيل الافتراض السؤال الرئيسي التالي: لماذا تزيد نسبة الغيابات في المصنع؟ لماذا تزيد نسبة حوادث العمل في المصنع؟  

    ثانيا: المنهج الكيفي.

         يقوم المنهج الكيفي في الأساس على فهم الظاهرة موضوع البحث لذلك يذهب إلى حصر معنى الأقوال، والأفعال التي تمت ملاحظتها لذلك يلجأ الباحث إلى دراسة عدد قليل من الأفراد.

         البحث السوسيولوجي الذي يعتمد على المنهج الكيفي يجب أن يقوم بتقديم تفسير، أو فهم للظواهر المدروسة، وتأويلها، وهذا ما يسميه "غاستون باشلار" التحليل النفسي للمعرفة، أي أن الباحث بعد أن يقوم بوضع الفهم حول الظاهر المدروسة أي يقدم المعرفة الضرورية حولها يقوم بتأويلها من خلال عملية التحليل الداخلي للمعرفة.

        عند اعتماد الباحث السوسيولوجي على منهج البحث الكيفي يعني أنه يفترض وجود حقائق يتم بناؤها من خلال وجهات نظر الأفراد والجماعات المشتركة في البحث، لأنه يهدف إلى فهم الظاهرة موضوع الدراسة بحصر معاني الأقوال التي يتم جمعها أو الأفعال التي تتم ملاحظتها عندما يقوم بها الفاعل أو يعبر بها أو يفكر فيها. في هذا الصدد يرى "ريمون بودون" أن البحوث السوسيولوجية التي تنطلق من السؤال كيف؟ هي بحوث كيفية، مثلا: في دراسة سوسيولوجية في التنظيم والعمل نحاول دراسة موضوع الغيابات والكفاية الإنتاجية أو حوادث العمل والفعالية الإنتاجية، ونختار المنهج الكيفي، ونتوجه لمعرفة تأثير الغيابات على الكفاية الإنتاجية، أو تأثير حوادث العمل على الفعالية الإنتاجية، ونطرح على سبيل الافتراض السؤال الرئيسي التالي: كيف تأثر الغيابات على الكفاية الإنتاجية؟ كيف تأثر حوادث العمل على الفعالية الإنتاجية؟

    ثالثا: المناهج المختلطة  

          بالإضافة إلى المنهج الكمي والكيفي يوجد نوع ثالث مستحدث هو المناهج المختلطة، وهي تلك المناهج التي تشير في مفهومها إلى عملية المزج، والجمع بين المناهج الكمية، والكيفية في دراسة واحدة بحيث تصبح غير منفصلة كما تظهر لأول وهلة.

         مع نهاية القرن الماضي بدأ العمل بالمناهج المختلطة، والتي هي عبارة عن محاولة لوضع تقارب منهجي بين أساليب التحليل النوعية والكمية انطلاقا من فكرة التكامل بين الأنواع المختلفة من المناهجليتم الإشارة إلى أن المنهج المختلط هو ذلك المنهج الذي يتم من خلاله الدمج ما بين البحث الكمي، والبحث الكيفي في بحث واحد، إذ يتم جمع، تحليل، وتفسير البيانات لكلا النوعين في دراسة واحدة، ويكمن الهدف من هذا الدمج هو الرغبة في الحصول على صورة شاملة للمشاكل المراد دراستها، وعرضها بطريقة واضحة.

    مثلا في دراسة سوسيولوجية تعتمد على الملاحظة، والمقابلة لجمع المعلومات، فيمكن اعتبار المقابلات، والملاحظات تقنيات نوعية لارتباطها أكثر بالنماذج التفسيرية، والنقدية، على الرغم من أن تنظيم المقابلات، وتحليلها كثيرا ما يتم بطريقة كمية، حيث يتم جمع البيانات والمعطيات، ثم تصنيف الإجابات، وترميزها في شكل رقمي، ليأتي دور التحليل الكيفي، وعليه يقترن عمل المنهج المختلط على مناهج بحث ميدانية كيفية، وكمية بأسلوبي التحليل الكيفي، والكمي -هذان الأسلوبان اللذان سوف يتم التفصيل فيما في دروس السداسي الثاني-

     III.مستويات التساؤل و المعرفة السوسيولوجية

        من أجل أن يصل الباحث السوسيولوجي لإنتاج المعرفة السوسيولوجية عبر دراسته لظواهر المجتمع يجب أن يحدد لنفسه مستويات التساؤل، هذه الأخيرة التي تحدد للباحث طبيعة المعرفة السوسيولوجية التي يجب أن يصل إليها، كما يجب عليه أن يدرك أن المعرفة السوسيولوجية ليست هي "المعرفة السوسيوغرافية" التي تكتفي بتصوير الحياة الاجتماعية في شكلها الخارجي فقط.

       اهتمام علم الاجتماع بدراسة ظواهر المجتمع يمكن أن يتم على ثلاثة مستويات حددها "جورج غورفيتش"، وهي:

    أ- المستوى الأول: الماكروسوسيولوجي يمثل أكبر وحدة في التحليل السوسيولوجي يتشكل من الدولة، الحضارة، والأمة.

    ب- المستوى الثاني: الميسوسوسيولوجي يتواجد بين المستوى الأول والثالث، ويتشكل من مختلف الجماعات التي تكون المجتمع مثل: العائلة، أو الطبقة أو الحزب، أو المؤسسة، ويطلق عليه "روبرت ميرتون" المستوى المتوسط المدى.

    ج- المستوى الثالث: الميكروسوسيولوجي هو الذي يرتبط بالعلاقات والروابط التي تنشأ بين مختلف أفراد المجتمع في حياتهم اليومية.

       أما "ريمون بودون" فقد اتفق على وجود مجالات للبحث في علم الاجتماع تنقسم إلى ثلاث مستويات هي:

    - مستوى المجتمع ككل.

    مستوى القطاعات الاجتماعية: يهتم بأفعال الأفراد في مستوى معين من جوانب الحياة مثلا: الحياة السياسية، الاقتصادية.

    مستوى الوحدات الاجتماعية مثل المؤسسة، العائلة.

     

  • المحاضرة الكاملة

    يمكن للطالبة الإطلاع على المحاضرة وفق عدة نسخ

    Word, Pdf, Web


  • قائمة المراجع المفيدة

    مراجع

  • المحاضرة السابعة: أهم المناهج المطبقة في علم اجتماع التنظيم والعمل

  • أهداف المحاضرة

    في نهاية هذه المحاضرة سوف يكون الطالب (ة) قادرا (ة) على:

    - إدراك المشكلات المنهجية في دراسات التنظيم والعمل.

    - المناهج المطبقة في بعض دراسات التنظيم والعمل.



  • الخطوط العريضة للمحاضرة