مخطط الموضوع

  • المحاضرة الأولى: مدخل إلى منهجية البحث اللغوي

    • تقديم: سوف تكون هذه المحاضرات مقدّمة بشكل سلس وطريف، يخرج شيئا ما عن التقليد القديم الذي تسير على إثره الدروس المختلفة، خصوصا حينما تنتقل من حالتها المعيارية التي قاعدتها التلقين إلى تلكم الفلسفية التي هي مناط التعليم الجامعي  النقدي والحر.

      يجب أن نتخلى عن طريقة التعليم بالتلقين

      الانتقال من المعيارية إلى الفلسفية في التعليم

      التفكير العلمي يلهم في التفكير بطرق عقلانية

       أقوال هامة جدا

      قبل أن نلج باب تلكم الأقوال التي ينبغي أن تكون شعار كل أستاذ و/أو طالب جامعي وجب أن نقول بما قاله أهل اليونان القدامى من ضرورة تعلم ما يسمى بالعلوم السبعة الحرة the seven Liberal arts والتي أساسها ثلاثةٌ يبتدأ بها هي المنطق، والبلاغة، والقواعد أو النحو، سنجد مثل هذا عند ابن فارس أحد أعظم فلاسفة اللغة في العربية، كان فقيها دينيا، ونحويا وصرفيا اعتمد ورجح آراء كثير من الكوفيين خصوصا في جانب الاصطلاح والتسمية، وكان عروضيا شاعرا، ثم معجميا بارزا له مقاييس اللغة، والصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، ثم كان أول فقيه لغوي في العربية، ولو أننا نعتقد إيمانا من تسميته للكتاب أنه يقصد فقه المعجم، وانظر الآن قوله الذي إنما يثبت شيئا من الأمر:

       إن لعلم العرب أصلا وفرعا: أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات، كقولنا رجل، وفرس، وطويل وقصير، وهذا الذي يُبتدأ به عند التعلم، وأما الأصل فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشئها، ثمّ على رسوم العرب في مخاطبتها، وما لها من الافتنان تحقيقا ومجازا.

      والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِرجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويلباسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ"٢ و"الأَمقَّ"٣ وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل. وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه

      الناظر بكثير تمعن يلحظ هذا جيدا في التراث اللغوي العربي، خصوصا بعد أن كتب الرازي كتابه في شرح الكلمات الإسلامية، وتخلص العلماء على إثره من ذلك التحرج الذي كانوا يتسمون به، وبدأوا يكتبون في تفسير ألفاظ القرآن الكريم، والحق إن تفسير خطاب القرآن والسنة إنما مشروط بأمور عدّة منها معرفة الأصل والفرع باصطلاح ابن فارس، ومنها تضلّع بالعلوم الدينية أو العلوم المقصودة باصطلاح طه عبد الرحمان، ومنها احترافُ فنون العربية، وعلوم الآلة التي هي النحو، والصرف، والبلاغة، وفقه اللغة، والمعجمية، وقبله كلام العرب من شعر ونثر، سببا في مدارسة ألفاظ القرآن الكريم ومعرفة معانيها والسياق الذي ترد فيه، وإن أقول بظهور تلكم العلوم سببا لحفظ القرآن الكريم من اللحن إنما هو قول متهلهل، لا يستند على حجج تقع في القلب والعقل موقعا حسنا، للسبب أن هناك أسبابا أخرى أكثر وضوحا وأكثر تساوقا مع خصوصيات تلكم البيئة بما تحمله آنذاك ثقافيا، منها ظهرو علوم الآلة لتأويل ما استصعب صرفيا ونحويا، بعد إقامة منهج استقرائي لكثير من الشواهد اللغوية في القبائل العربية (نظرية الاحتجاج)  [1]

      • Amazon.com: ‫الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها‬ (Arabic Edition)  eBook : بن فارس, أحمد: Kindle Store

       



      [1]  تمثل نظرية الاحتجاح عاملا فارقا في تاريخ العربية، لسبب مرونتها العلمية، وقوانينها الصارمة ، تمثلت في جمع علماء العربية لشواهدها من أفواه العرب الفصحاء، علىى امتداد ست قبائل لم يمسسها اللحن إلى غاية القرن الثاني في المدن والحواضر، وإلى القرن الرابع هجريا في البوادي.


  • المحاضرة الثانية: المنهج/ المنهاج/ البحث اللغوي

    • ونحن نتحدث عن البحث اللغوي، وعن أهميته، جدير بالذكر أن نطرق إلى أهمية اللغة[1]، والعربية بالخصوص، ومن ثم محاولة الوصول إلى علمية العربية، وعالميتها[2]، من حيث المعجم والاصطلاح. ليس من حيث الجانب الديني الذي كان أول سبب لظهور الدراسات اللغوية في التراث اللغوي العربي، ولكن من حيث مركز العربية في التاريخ المعاصر، داخل حقل علوم التقانة والمعارف الإنسانية.

      أما البحث(كلمةً) فمتعدد متنوع، ويظهر ذلك بعد تعريفه الاصطلاحي الذي مفاده أنه إجراء علمي، يتم وفق طرائق علمية متعددة، ويستند إلى مناهج، ومنهجيات متعددة، ووسائل وتقنيات تتباين بحسب ما نذكره لاحقا، ويتم من خلال ذلكم التوسل بمقدمات، ومعارف مسبقة، وخلفيات معرفية، ومن ثم أهداف يرجى الوصول إليها وتحقيقها، وهذا تعريف شامل عام، حتى إذا أتينا إلى التخصيص ذكرنا أن من البحوث ما هو نظري، وما هو تطبيقي إجرائي، وبداءة، سيظهر للعيان، أن كل ما هو نظري ينتسب إلى فرع العلوم الإنسانية، وأن نظيره التطبيقي متعلق حتما بالعلوم التجريبية، وهذا صحيح نسبيا، غير أن من البحوث الانسانية ما يكون إجرائا تطبيقيا، خصوصا في زمن تكامل المعارف هذا، ما يسمى بحثا لغويا، مركب مزجي يفكك إلى اسمين اثنين، احدهما متداول في القرآن الكريم بمعناه الحسي، قال تعالى، فبعث الله غرابا يبحث في الارض، ليريه كيف يواري، سوءة أخيه، ومنه البحث حسيا مقرون بالتراب في المعجمات التراثية، منها العين للخليل، واللسان لابن منظور، وغيرها كثير، ولذا، فقد سميت المنهجية لدى بعض الكتبة بعلم المناهج، أي هي العلم الذي يهتم بشرح مناهج العلم، وتبسيطها، وتقنينها، وتوثيقها، ما دون ذلك من الاختلاف، بين المنهج، والمنهاج، والمنهجية، وما هو قرين جذرها اللغوي، شرحه خفيف ظريف طفيف، قد يعلمه كل ممعن للنظر لسبب أنه لا يختلف اختلافا بينا بارزا، تحده حدود فاصلة واضحة المعلم. فابمنهاج ما ذكر سالفا، ما يتخذ للسير في طريق معنوي كان أم مادي، مجردا أم محسوسا، وأما المنهجية، فهي مصطلح مبتكر مستحدث من العلم الحديث، والأصح أن نذكر من ترجمات العلوم من الثقافة الغربية، حالها في ذلك حالالمصطلحية، علم المصطلح، والمعجمية، علم المعجمية، وعي في ذلك إنما تحمل جوانب نظرية وأخرى سنصطلح عليه بشبه التطبيقية، حكما لأنها تهتم بمناهج العلوم والبحوث وما تنتجه. وأما المنهج، فهو أخص منها، مقرون بها، ذلك أنه جزء لا يتجزأ منها، وهو مجموع الوسائل والآليات، والتقنيات، التي يعتد بها الباحث، لحل مشكلة ما، وإنما تختلف هذه اىتقنيات باختلاف موقعها داخل الهلوم، ذلك أن من العلوم ما هو نظري، وما هو تجريبي، الحق إننا سنرى شيئا من التشابه في التقنيات بين العلوم المختلفة، منها الوصف، والتحليل، والتجريب، وغير ذلك كثير، لا لشيء إلا لأننا في زمن تكامل المعرفة وتداخل العلوم إنسانية كانت أو تجريبية، لتفهم هذا انظر، مجالات اللسانيات الطبية، اللسانيات ابحاسوبية، القانونية، النفسية، الاجتماعية، ومنه، إذا قلنا بالتداخل ههنا محتم وضروري جدا أن نقول به هناك في جانب المناهج، لأن هذا شيء من التراتبية المعرفية، ومنطق العلوم. فكاكه آية قرآنية كريمة' قال تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، تعود بنا الآية الكريمة إلى إشكالية وجود الترادف من عدهم، والحق إنا نرجح الأخير، لسبب سعة العربية في المعاني، ولسبب اختصاصها الدقيق، قال ابن درستويه، الشرعة لأول الطريق، وهي من شرع يشرع شروعا أي ابتدأ، أما اىمنهاج فلكل الطريق، ولذلك نجد النهج مشروحا بالسبيل كاملة، والطريق، وغير ذلك مما يقترب منهما، المجاز والاصطلاح نقل اللفظ من معنى لآهر لوجود مشابهة بينهما، تأخذنا المشابهة ههنا إلى القول بانتقال الدلالة الأولى أو بالأحرى شيء منها إلى المعنى الكلمة الثانية، او المصطلح، لسبب أننا غير ملزمين بخلق جذور متعددة إلا إذا لزم الأمر وتحتم، طبعا لا يمكننا أبدا أن نلوي عنق دلالة ما ونسقطها على تصور جديد، إن ذلك طبعا سيتطلبا مولدا جديدا حسب العلماء، وهذا المولد إنما يكون بمفهومه الإيجابي، الذي يقتضي أن تسير الحضارة على مستويين أحدهما مادي تمثله المخترعات، والآخر معنوي، خاص بالتسميات


      [1]  تمثّل اللغة حجر الزاوية لكل العلوم، ولعلوم الآلة العربية خصوصا، وللعلوم المقصودة الدينية بالأخص، والسبب واضح جلي في الحضارات التي ارتبطت بأي نص ديني، الفيدا، التوراة، الكتب المقدس، القرآن الكريم في العربية، ستجد إن بحثت أن أية نظرية لغوية إنما ترتبط بتعريفه الخاص للغة، ابن جني في العربة، دي سوسير، تشومسكي، أو تشتغل عليها إجرائيا إن هي أغفلت تعريفاتها النظرية المتخصصة.

      [2]  يُقصد بعلمية العربية، وعالميتها، سيرها نحو صناعة المعرفة إن إنسانية، أو تقنية، ومن ثم صناعة المصطلحات العلمية مثلما كان حاضرا في التراث اللغوي العربي في علوم الفلك، والطب، والرياضيات، والهندسة وغيرها، والحق إن هذا أمر غير متاح، إلا بتحقق شرط ربط حاضر اللغة بماضيها من حيث أنهما تحت سيطرة بيئة واحدة (نلاحظ هذا الأمر في اللسانيات الأنتروبولوجية)  والأمر نفسه مع المنهج، لضرورة أن يكون المنهج من البيئة نفسها لا مسلطا عليها من خارجها، ويبدو أن اقتراض كل من  المنهج، والنظرية، إنما يؤدي تلقائيا إلى اقتراض الجهاز الاصطلاحي، طبعا استنادا إلى الحقيقة التي تقول إن المصطلحات التراثية قاصرة عن استيعاب المفاهيم الحديثة، لسبب أننا في غنى عن زوايا هذا الثالوث المعرفي، من خلال بسط شيء من التحديث على مواد التراث المعرفي.


  • المحاضرة الثالثة: فلسفة البحث اللغوي

    • حينما نعود إلى قضية المنهج سنجد حتمية معرفية تقضي بأن قيام علم من العلوم أو نظرية ما إنما يقتضيان قيام ثالوث أساسي فيهما، وخو كالتالي: المنهج كشيء رئيس، والمادة المعرفية التي يقوم عليها العلم، والنظرية، والتي تمثل كثيرا من الفرضيات والمبادئء والشروط وغيرها، ثم الجهاز الاصطلاحي الذي يحقق التعارف بين أهل ذلك المعجم القطاعي. لا تقوم كل النظريات، وكل العبوم بداءة، وفق منهج واحد، الحق إن المناخج تتغير بتغير الأزمنة، وتظهر مع الضرورات الحياتية والمنطقية، حينما نقول الكنطقية ههنا نستحضر أن الكنهجية هي فرع من فروع المنطق، ولذلك ترى دي سوسير قد قفز من التأريخ إلى الوصف، وترى تاريخ العلم وفلسفته متباين المناهج متعددها، تاريخي، مقارن، وصفي، تقابلي، وغير ذلك كثير. الاختلاف بين كثيرا من المصطلحات التي تنتسب إلى هذا الجذر اللغوي،في قانون الانتقال الدلالي، أي انتقال لفظ من معنى لآخر، لا يمكن البتة أن يقول قائل بالانفصال التام بين المعنيين، عولجت مثل هكذا إشكالية في كتاب المعنى في علم المصطلحات لفيليب توارون، الذي ترجمته ريتا خاطر للمنظمة العربية للترجمة، والكتاب يعالج في الأصل قضية المصطلح، ولذا يتطرق لإشكالية الانتقال الدلالي من المعنى العرفي المعجمي، إلى المعنى الاصطلاحي، المفهوم، ويطرح فرضية أن كثيرا من هذا المعنى يعلق ليقع موقع المفهوم، والحق إن هذه قضية قد عولجت في مؤلفات العرب القدامى من خلال تعريفهم للمجاز والاصطلاح قيل: في المنهجية، إعطاء أمثلة عن مقالات علمؤة تحتوي كلمات المنهج، والمنهاج، والمنهجية

  • المحاضرة الرابعة: البحث اللغوي أهميته وأهدافه

    • البحث اللغوي أهميته وأهدافه

      الحديث عن أهميتة البحث اللغوي وأهدافِه هو حديث نظري، لا شك يولج الطالب في كثير من التجريد الحائد عن علمية ينبغي تحقيقها في العملية التعليمية التّعلُّمية، سببُ ذلك كلّه، هو ذلكم التعميم المقرون بالأهمية والأهداف، والذي سنجده إن بحثنا في أهميات وأهداف أنواع أخرى، من مثل البحث الأدبي، والعلمي، وغيرهما، والحق إننا ههنا أمام حتمية ضرب الأمثال، وتقديم الوقائع التي كثيرا ما ارتبطت بتاريخ البحث اللغوي في الحضارات عامة ليتضح المقال.

      الحق إننا ههنا أمام تفصيل كبير لمجمل أسال كثيرا من الحبر، من التراث وحتى الحداثة، ذلك أن تاريخ البحث اللغوي في العربية الذي ستكون منه معظم شواهدنا، إنما هو تاريخ متفرد على عكسه في اليونان، والرومان، ولدى حضارة الهند قبلهم،  ومكمن تفرده هو خصيصة الاتصال بين حاضر اللغة وماضيها، لتتأكد من هذا انظر حياة العربية لأربع عشرة قرنا، ثم انظر في اللاتينية والإغريقية، وما دون ذلك من اللغات الميتة.

      أحد أهم القضايا التي اهتم بها اللغويون قديما في العربية وفي غيرها هي القول على موضوع اللغة ومنشئها وأوليتها، ومن ثم الأسر والفصائل اللغوية إلى يومنا هذا، لقد ترجمت مثلا المنظمة العربية للترجمة كتابين مهمين في هذا المجال هما: أجمل قصة عن اللغة (تر ريتا خاطر) وبُنية الألسن لكلود حجاج، والذي مهّد له بسرد تقسيمات العلماء في المجال، منها التقسيمات الدينية الوراثية، والأخرى التي تقوم على المنهج العلمي المقارن، كما يسميه أنصاره.

       الحديث عن تقسيمات دينية إنما هو حديث عن أصل الفيلولوجيا بُداءة، والقول بالتقسيم الديني ورفضه على هذا الأساس مردود لسبب واحد هو أن فقه اللغة علم ديني بالأساس، والخائضون فيه إنما هم أنفسهم رجال الدين، وفي العبرية بالخصوص خاض هذا الحديثَ نفرٌ منهم.

      بالعودة إلى العربية؛ سنجد أن أول فقيه لغوي هو ابن فارس، بالأحرى هو أول من استعمل التسمية، ويحيلنا الأمر إلى فلسفة الاصطلاح عند ابن فارس، والتي نخوض فيها لاحقا، والذي يهمنا ههنا  ويثبت قولتنا هو أن ابن فارس فقيه ديني بالأساس (مالكي في آخر حياته)، وله مصنفات في أصول الفقه، ويُسلِّم في جانب اللغة بالأصل الثنائي للعربية، وقبلها بأن اللغة وحي وإلهام، ومن ثم فالقول بنقض التفسير الديني بحجة أنه ديني من غير دلائل علمية مردود بالأساس، ثم إنَّ سردية المنهج المقارَن التي صارت حديث الصالونات في فرنسا زمن ازدهاره، إنما هي سردية غير مقنعة البتة لسبب أنها تقوم على محض تشابهات إنما هي مشتركة في اللغات كافة، خصوصا ونحن نعود بالزمن إلى الوراء أين يضيق المعجم، وتنحصر الدلالة، وتتجه الأور لأن تكون أكثر حسية، والسبب الثاني معلوم معروف يكمن في أن الذين ينقدون التفسير الديني قد أقاموا عن غير قصد منهجهم الجديد على خلفيات تحمل عنصرية دينية جهة فئة معينة، حتى إذا كان هذا ظهرت ثنائية آريون وساميون، مثلما جسدها كتاب لُغات الفردوس المترجم للمنظمة العربية للترجمة، ذلك أن ترقية المسيحية إنما يكون بالابتعاد شيئا فشيئا عن اليهودية وتاريخها ولغتها إلى أن تحتل فيها عبقرية العرق الهندوأوروبي مرتبة الصدارة.[1]



      [1]  لغات الفردوس، ص 60.


  • محاضرة مكمّلة

    •  

      منهجية البحث اللغوي:

       يشترك هذا التركيب في اصطلاح المنهجيه الذي هو عموما اصطلاح معاصر جاء مقابلا موازيا  للمصطلح الفرنسي ميتودولوجي وكذا المصطلح الانجليزي ميتولوجي على اعتبار انهما من اصل واحد ومنه لهما تاتيل مشترك في اللغات الاريه والتي يبدو ان المناهج الحديثه والمنهج المقارن بالخصوص قد اوعزها الى اللغات الصلابيه القديمه التي اشتغل عليها علماء اللغه وفلاسفتها المعاصرون وخصوصا اصحاب المدرسه الوظيفيه الروسيه التي هي امتداد مباشر للشكلانيه الروسيه ومنه اللغات الغجريه ايضا التي هي مثلا البلقانيه والرومانيه البلقانيه هي البانيا والبوسنه والهرسك وبلغاريا والجبل الاسود وكسوفه ومقدونيا واليونان

       من غير ان نقفل ان الشكلانيه الروسيه هي مدرسه ادبيه تحمل منهجا نقديا طبعا ويمكننا ان نجد كثيرا من اللغويين الذين اشتركوا في الامر اشهرهم على الاطلاق  جاكوبسون

       حينما نتحدث عن المنهجيه عموما سنجد ان هذا المصطلح لم يرد في التراث اللغوي العربي البته رغم ان جذره هو اللغوي متواتر جدا في كافه المعاجم اللغويه ورغم انه موجود في القران الكريم لكل جعلنا منكم شرعه  ومنهاجا

       والسبب في راينا هو الصيغه الصرفيه التي هي قبس من كثير من المصطلحات الأخرى مثل المعجمية والمصطلحية وغيرهما اي هي قبس من اللغات الالصاقيه التي تخالف العربيه الاشتقاقيه

       تعنى المنهجيه بطرائق دراسه اللغه وفق مقاربات واليات متعدده تكون هذه الدراسه عموما شامله لجزئيه معينه او لجزئيات متعدده داخل الظاهره نفسها ولكنها ينبغي ان تكون علميه ومنظمه تستند الى ما انتجه العلم من نتائج سابقه وتراكمات معرفيه ومنهجيه البحث اي بحث انما هي خطواته وسبيله في محاوله الوصول الى الحقيقه ولذا فانها في ذلك ستحاول الاستعانه بما سمي في التراث اللغوي المعجمي منهجا وطرائق الذي لا يسمي منهجا او من او نهجا الا اذا توفرت فيه شروط الوضوح والدقه والابانه وكان مستقيما حسا وتجريدا وهو مستخدم لعده دلالات في اللغه منها نهج الثوب بليه واخلاق اي تقطع

       والمنهاج نفسه والقصد من الايه الكريمه لكل جعلنا منكم شرعه ومنهاجا المنهاج


  • المحاضرة السادسة: المنهج التاريخي historical

    •  المنهج التاريخي historical method

      ما يسمّى منهجا تاريخا لا شك من الناحية الاشتقاقية في العربية مأخوذ من التّاريخ، أو بالأحرى من التأريخ، ولقد ذُكر هذا المنهج باصطلاح الاستردادي عن عبد الرحمن بدوي في مناهج البحث العلمي، بعد أن تحدث عن علوم شتى إنسانية منطقية، اصطلح عليها بالأخلاقية، واصطلح عليها غيره بالتاريخية، ربما استنادا إلى أنها دالت هذا المنهج بشكل مطرد ومتواتر،والحق إننا حينما نخصص الحديث عن هذ المنهج فإننا بالضرورة سنتحدث عن علوم آلة باصطلاح طه عبد الرحمن، ذلك أن كثيرا من العلوم التي نسميها إنسانية بالمفهوم الخاص الذي يضعها في حزمة العلوم النظرية إنما تلتحف بلحاف هذا المنهج.

      من النافل القول إن هذا المنهج إنما هو وليد الدراسات الدينية، مَثَلُه كمثلِ المناهج الأخرى التي أتت تالية، وخصوصا المنهج المقارن، الذي منبته الأول المقارنة بين الأديان، ولكن الذي يهمنا ههنا هو اشتغاله صمن البحث اللغوي (الدراسات اللغوية، اللسانيات التاريخية، اللسانيات التقليدية، الكلاسيكية...) والذي ينبغي أن يرد إلى الأذهان اقتران المنهج التاريخي بآلية الوصف، أي بالمنهج الوصفي الذي أتى تاليا له مع دي سوسير، ولكن هذا لا يعني تماثلهما، ذلك أن ما يسمى تاريخيا، إنما يلمُّ أوصاف اللغة في مراحل متعددة سابقة ليحصر درجة التطور.

      حينما نتحدث عن التطور يبدو أننا نسير مسار العلم نفسه، وأقصد هههنا مسار العلوم التجريبية التي كات تخضع بدورها لفكرة التطور الذي أتى بها داروين، وطبقت في عديد المجلات كعلم الاحياء، والطب وغيرها، والتي مفادها أن الإنسان قد تطور عرقه (علم العِراقة) الإثنوغرافيا أي أصله عن حيوان يسمى القرد، ثم دعمت هذه النظرية باكتشافات عدة كان مجالها إنسان النياندرتال، وبعده إنسان الهومو سابينز، أو الإنسان الذكي، التي كان موضعها أفريقيا، وكذا قبائل من أفغانستان، والتي كتب عنها كثيرا، سنذكر كتاب أجمل قصة عن اللغة الذي ترجمته ريتا خاطر للمنظمة العربية للترجمة، ومثلت سينمائيا في نتفليكس بعنوان أسرار الإنسان البُدائي أو:    neanderahels the secrets of.

      فكرة التّطور هذه التي يقوم عليها المنهج التاريخي تجريبيا أو نظريا نجدها حاضرة بقوة في تطبيقات المنهج التاريخي على مجالات الأدب، والذيي انتقد بشدة من لدن التوصيفيين فيما بعد بُداءة بدي سوسير، خصوصا عند هيبوليتان (أشهر من نار على علم) تحت مسمى العرق و/أو الجنس، وهما مجموع الاستعدادات التي يتميز بهما لفرد فطريا، طبعا يمكننا أن نشير  إلى أن هذه الأفكار ظهرت بالتوازي مع الأفكار الأخرى التي سادت في مايسمى اللسانيات الفيلولوجية أو التاريخية المقارنة، والتي تقضي بأن كل مؤيدي الأصل السنسكريتي اليافثي للهجات الأوروبية الحديثة واللغات القديمة، كاليونانية واللاتينية، والتي أضيف إليها أيضا الفارسية القديمة، والسالتية، والقوطية، وكذا اللغات السلافية التي اشتغل عليها أصحاب الوظيفية الروسية، والناظر بكثير تمعن سيجد لا اعتبياطية توارد هذه الأمور، ثم البيئة التي هي تظهر في لغة النص ومفرداته، ومن ثم العصر والزمان الذي يؤثر بأحداثه السياسية والاجتماعية، روايات الخيال العلمي ههنا.


  • المحاضرة السابعة: المنهج المقارن comparative method

    • المحاضرة السابعة: المنهج المقارن comparative method : علم اللغة المقارن

      الدين واللغة لا ينفصلان أبدا: religion and language are not separate

      يبدو أن القضية بدأت من هنا تحديدا، في سنة 1786 أعلن السير وليم جونز اكتشافه السنسكريتية القديمة، ولم يكتف بهذا بل أعلن وجود تشابهات كبيرة لا يمكن اعتبارها من محض الصدفة بين هذه اللغة القديمة جدا وبين اللهجات الأوروبية الحديثة، وأصولها الثلاثية التي هي الإغريقيةن واللاتينية، والجرمانية، وهذا هو قوله في القضية:

       

      فكرة التطور، تبعتها فكرة التصنيفات، ذلك أن التطور المتشابه الحاصل في لغات مختلفة يؤدي إلى تصنيفها في أسرة لغوية واحدة.

      أنواع التصنيفات:

      1/ التصنيف الوراثي الذي يقوم على الأصول والفروع

      2/ التصنيف عن طريق الجغرافيا: القرابة الجغرافية

      3/ التصنيف المقارن

      المفاضلة بين اللغات:  حينما ذكرت أن المفاضلة بين اللغات لا يمكن أن تقوم على حكم ذاتي ينسبها إلى كتاب سماوي، على الرغم من أن هذا هو سبب الاختيار الإلهي لها، لم أكن أقصد المفاضلة العلمية، الحق أن الأخيرة في مجال ارتباط الدين باللغة هذا، هو كالتالي، يبدو أن لغة ما تختار كن قبل الإله لتكون نصا إلهيا، كامن فيها مظاهر الإعجاز الصوتي، والصرفي، والتركيبي والدلالي، المعجمي، وبالخصوص هذا الأخير. لقد كانت تسمى العربية بدوية، أي تتسم جذورها بأنها حسية.

      ‫كتاب لغات الفردوس – موريس أولندر – قهوة 8 غرب | قهوتك بطعم الكتب‬‎

  • المحاضرة الثامنة: المنهج الوصفي

    • المنهج الوصفي: 

      حينما نتحدث عن المنهج الوصف فإننا نشير إلى حصرا إلى توظيف البنيوية –التي تكتفي بالوصف- على النصوص اللغوية (القرآنية والحديثية في العربية مثلا) والأدبية (رواية، شعر، وهذا الأشهر..) ويبدو أننا حينما نذكر هذا الأمر، سنحيل بالضرورة إلى تعامل هذا المنهج مع أحد أكثر المستويات اللغوية حضورا فيها، وهو البلاغة، الحق إن البلاغة استلزام وشرطٌ في هذه النصوص، بل إننا سنعرف أنه حتى في النصوص التي لم تُفهم (دلاليا) منذ القديم وحتى يومنا هذا  [1] حاولت المناهج أن تعثر على دلالى مستوحاة لها تفترضها من خلال دلالة الألفاظ التي هي في النص (لتفهم هذا انظر النص في الهامش)

      في البلاغة مثلا، سنعثر على المجاز والكناية والاستعارة والتورية، وغير ذلك كثير جدا، وسنجد حين الحديث عن المنهج الوصفي الذي تبنته البنيوية منذ أن رفع دي سوسير لافتة اللغة في ذاتها ولأجل ذاتها، سنجد تحرجا كبيرا من الرجوع إلى الماضي، أي من الخوض في المجاز والاستعارة اللذين يشترطان اللعب على وتر المعجم التاريخي، ذلك أن نظام اللغة الذي طالما تحدثنا عنه بمفهوم دي سوسير ليس لا يمثل الصورة الشاملة للغة، إننا نتحدث ههنا عن نظام المتبقي الذي ذكره جان جاك لوسركل في كتاب عنف اللغة، والذي يضم المجاز والاستعارة والكناية، والتورية، والتشبيه والعبارات السياقية والاصطلاحية (حتى يلج الجمل في سمّ الخيّاط) وغير ذلك كثير.

      لا يمكننا أن نذكر هلهلة المنهج الوصفي البنيوي في التعامل مع الصور البلاغية فقط، لقد تطرق كل الذين أيدوا دي سوسير عن فكرة الاختلاف داخل اللغة، وذكروا أن اختلاف الأصوات داخل الكلمة الواحدة هو الذي يحقق الدلالة، يمكننا أن نمثّل ههنا بكتب وكتم، ثم التخصيص الدلالي الذي يحققه كل حرف (صوت لدى الوظيفيين) الحق أن خذه الفكرة مبثوثة في التراث اللغوي العربي لدى ابن فارس مثلا، وقد بنى عليها معجمه، بحيث يأتي بالجذر اللغوي أصلا كان أو فرعا، ويذكر أن اجتماع هذه الحروف إنما يحقق ذلك المعنى، حينما نذكر هذا سيأتي إلى أذهاننا بالضرورة فكرة الاعتباط التي قال بها دي سوسير، والتي تجتمع مع فكرة أخرى مفادها أن ترتيب الحروف داخل الكلمة الواحدة لا علاقة له له بترتيب الأشياء في العالم الخاجي، ولقد ذكر الجرجاني عبد القاهر شيئا من هذافي مثال ربض، وضرب.

      يمثل المنهج الوصفي منهجا نظريا، عكس التقابلي مثلا الذي يندرج في اللسانيات التعليمية،  وما تخوض فيه اللسانيات الوصفية يسمى لسانيات نظرية، ولذا من الخطأ جدا أن تلوى عنق كثير من المفاهيم الخاصة بهذه النظريات لتطبّق على العربية مثلا، أو لتصفها، لا لشيء إلا لخصوصية ما قامت عليه الدرسات التوصيفية من نظامي المحمول والموضوع، والفكرة الأصيلة تذكر: أن المنهج ينبغي أن يكون مستمدا من البيئة ذاتها لا مسلّطا عليها من خارجها، هذا ما قاله طه عبد الرحمن في كتابه تجديد المنهج في تقويم التراث، الحق إن المنهج الوصفي حاول قدر الإمكان أن يصير علميا، من خلال قبسه من العلوم التجريبية ومناهجها، فاستمد منها الجهاز الاصطلاحي الممثل في البنية، والنظام، والرمز، ولالمحور، والدّالة، والاستبدال، والتحويل، والوظيفة وغيرها من مفاهيم اللسانيات الوصفية، ابتداء من دي سوسير وانتهاء بتشومسكي في بداياته.

      ‫تحميل كتاب عنف اللغة pdf - مكتبة نور‬‎



      [1]  انظر هذا النص:



  • محاضرة متممة

    • بين فقه اللغة والفيلولوجيا، واللسانيات

      فقه اللغة عربي: ابن فارس أولل من كتب في الأمر: قال: إن لعلم العرب أصلا وفرعا: أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات، كقولنا رجل، وفرس، وطويل وقصير، وهذا الذي يُبتدأ به عند التعلم، وأما الأصل فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشئها، ثمّ على رسوم العرب في مخاطبتها، وما لها من الافتنان تحقيقا ومجازا.

      والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِرجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويلباسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ"٢ و"الأَمقَّ"٣ وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل. وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه

      الفيلولوجيا:  

      هي العلم الذي يهتم بالمقارنة بين اللغات التي يُفترض أنها تتشابه أو تنتمي إلى فصيلة لغوية واحدة، على الرغم من تعدد الفصائل اللغوية والتقسيمات (تقسيم وراثي ص21، تقسيم بحسب الجغرافيا، وتقسيم بحسب التشابهات الموجودة بين المستويات اللغوية)

      اللسانيات هي العلم الذي يهتم بدراسة اللغات دراسة عليمة من حيث مستوياتها الأربع.

      من حيث المنهج: تستعمل الفيلولوجيا المنهج المقارن، وتستعمل فقه اللغة المنهج التاريخي، وكذلكم الوصفي في أحايين وصف الظاهرة اللغوية، بينما اختصت اللسانيات بالمنهج الوصفي ابتداء.