النقد الأدبي الحديث
Topic outline
-
يمثل هذا المقياس مجموعة من المحاضرات المهمة في النقد الأدبي، تطرقنا فيها لارهاصات ومرجعيات النقد الأدبي وهي مرجعيات ثلاث : المرجعية العربية الأصيلة و المرجعية الغربية و المرجعية الدينية، كما تم الحديث عن النقد الاحيائي و أهم رواده، ثم النقد التجديدي ممثلين بالمدارس النقدية الثلاث:الديوان، ابوبو والرابطة، بعد الحديث عن التجديد في النقد الأدبي الحديث انتقلنا إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة التأثر بالغرب واستقبال مجموعة من المناهج النقدية ابرزها وأولها النقد التاريخي ثم الاجتماعي ثم النفسي.
-
المحاضرة الأولى: مدخل إلى النقد العربي الحديث.
يسعى معظم النقاد لمواكبة الجديد، ومسايرة الراهن؛ وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات المتبعة، مثل بعث الشعر العربي الأصيل وتجديده بما يتوافق مع روح العصر آخذين في ذلك أفكار أهم التيارات النقدية، والفنية، والفلسفية و الأدبية الحديثة في العالم.
1-مفهوم النقد الأدبي: النقد الأدبي هو الكشف عن مواطن الجمال أو القبح في الأعمال الأدبية و يعتبر النقد دراسة للأعمال الأدبية والفنون وتفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها والكشف عن مواطن القوة والضعف والجمال والقبح وبيان قيمتها..
2وظيفة النقد:
3 مراحل النقد الأدبي: مر النقد الأدبي بمراحل متعددة , بداء بالنقد البسيط الذي يصدر بصورة عفويه شفوية دون تدوين أو ضوابط منهجيه واضحة ثم انتقل لمرحله التدوين التي أسهمت في تطوير ورقي الكثير من العلوم والفنون والمعارف ,ثم انتهى إلى نقد منهجي يقوم على قواعد وأسس , مثلما يقوم على بيان الأسباب التي قادت للنتائج التي يتضمنها التفسير أو التقويم.
واستعمال النقد في مجال الأدب قديم قدم الكتب النقدية العربية التي ارتبطت باسمه، وهو كذلك لا يتعلق بالنثر أو الشعر فقط، ولكن يطال كل منهما بالتمييز والدراسة " والنقد في الأدب عبارة قديمة ذكرها الزمخشري ت 538ه وكانت معروفة قبل عصره بقرنين من الزمان، فقدامة ألف نقد الشعر ت 337ه وورد لفظ النقد والنقاد في كتاب الموازنة للآمدي ت 371ه كما أن ابن رشيق أسمى كتابه العمدة في صناعة الشعر ونقده
4-المفهوم الحديث للنقد الأدبي:
و هناك من يرى العملية النقدية الأدبية تفسير لجمال العمل الأدبي,وتوضيح وإبراز لطريقة الأديب في الإعراب عن أفكاره وفي هذا الصدد يقول عبد الله الركيبي: "فإذا كنت مهمة الأديب التعبير عن إحساسه بما حوله,والواقع الذي يصوره بحيث يعكس ذالك في صورة جميلة ومؤثرة أو بمعنى آخر,إذا كان الأديب يشكل المادة الأولى الأساسية ليجعل منها عملا مؤثرا قادر على نقل الإحساس بالجمال من جهة وإبراز القيم الإنسانية من جهة أخرى,إذا كانت هذه مهمة الأديب المبدع,فإن مهمة الناقد هي تفسير هذا الجمال,إظهار طريقة الأديب في البحث عن الخير أو نقد الحياة وما فيها من زيف أو ظلم أو شر" (
ومن خلال هذا الوصف يتضح جليا أن مهمة المبدع تكمن في تصوير العالم بشقيه الجمالي والإنساني,أما مهمة الناقد فتكمن في تفسير هذا العمل وشرح صوره الخيرة والشريرة وبهذا يظهر وبهذا يظهر دور الناقد كوسيط بين الأديب والقارئ,وبالتالي يمكن أن نقول بأن مهمة الناقد تظهر في "التوسط بين الشاعر (الأديب) والقارئ إنه يخدمهما بما لا تحتمل معه كلمة الخدمة من تقليل الشأن,إنه يصل بين طرفين,ويعقد روابط التفاهم والألفة والحب,وليس هذا بالتقليل,لأنه يكون وإياهم مادة المجتمع مظهرا من مظاهر الحضارة ووسيلة من وسائل الحياة"
5 صفات الناقد عند المحدثين:
إذا كان القدامى يشترطون على الناقد عليه الإطلاع على الكثير من العلوم العربية من نحو وصرف ,حفظ القرءان الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وكذلك معرفة وقائع العرب والأمثال,وعلم العروض هذا الذي يختص به الناظم دون الناثر حتى يتمكن من معرفة ميزان الشعر.فهذه الصفات هي نفسها التي يقف عندها النقاد المحدثون علاوة على ذلك عليهم الاطلاع المعارف على كل أسرار اللغة العربية وآدابها ونحوها وصرفها ، شعرها ونثرها وأن يكون عارفا بتطورها وتاريخها,كما عليه أن يحيط بالمدارس الأدبية ومذاهبها وأسسها اتجاهاتها ومظاهر تأثرها ببعضها.
بالإضافة إلى ضرورة توفر فيه مجموعة من القدرات الفطرية والمواهب الخلاّقة كتذوق الأدب، والمقدرة على التمييز بين الجيد والرديئ ومابينهما.
خلاصة:
يلعب الناقد دورا أساسيا ومهما في توسطه بين المبدع والقارئ,لأنه يحاول التحليل والتفسير لبسط العمل الأدبي بين يدي القارئ,وهكذا دوره وعمله جليل في قراءة أفكار الأديب ومحاولة إيصالها إلى القارئ بوسائله التي يراها مناسبة في القراءة والتحليل والتفسير.وكما هو واضح أن الناقد الحقيقي تتوفر فيه صفات فكرية وفنية حتى يتمكن من القيام بمهمته على أكمل وجه
-
المحاضرة 02 مدخل الى النقد الأدبي الحديث.
1مرجعيات النقد العربي الحديث
استمد النقد الأدبي العربي الحديث حياته من الثقافة الإسلامية و الثقافة العربية القديمة و كذلك من الثقافة الأجنبية الغربية .
أ/ النقد العربي القديم وأثره على النقد العربي الحديث:
برز الكثير من النقاد العرب الذين أغنوا النقد وأغنوا الأدب بالدراسة والتحليل وسنذكر في هذا المقام بعض النقاد القدامى ومؤلفاتهم على سبيل المثال لا الحصر، لأن القائمة طويلة والجهود جبارة .
العالم اللغوي:ابن قتيبة صاحب كتاب * الشعر والشعراء *
والجاحظ مؤلف كتاب*البيان والتبيين* والجرجاني صاحب كتابي دلائل الاعجاز واسرار البلاغة.
قدامة بن جعفر صاحب كتاب * نقد الشعر الذي بمثابة فتح بكر في نقد الشعر هند العرب وهو أول كتاب مستقل تناول الشعر ونقده لما وضع حد الشعر وشروطه نظمه من حيث اللفظ والمعنى وائتلافهما.
ومن النقاد كذلك حازم القرطاجني من أهم كتبه* مناهج البلغاء وسراج الأدباء * تناول فيه موضوع النقد عند العرب وتطور مفهومه تطويرا كبيرا وذلك من خلال إطلاعه الواسع على أعمال أرسطو عن فن الشعر ,
ومن جملة النقاد كذلك اللذين داع صيتهم في مجال النقد ابن هلال العسكري واضع كتاب * الصناعتين .
ب/ المذاهب الأدبية الغربية وتأثيرها على الأدب والنقد العربيين:
1- مذهب التطور: هي مذهب فلسفي عند داروين ، وكتب عن تطور الأدب والنقد. ويعطي أمثلة كذلك بأن الوعظ الديني في القرن السابع عشر تحول إلى الشعر الغنائي والرومانتيكي.
-2مذهب الفلسفة الجمالية: امتدت فلسفة الجمال إلى الفنون الأدبية و لم تعد القيمة الفنية تقاس بمقياس خارجي أو بمدى تحقيق غاية أخلاقية، و إنما صار الحكم على الأثر الأدبي من حيث قيمته الفنية
3 -مدرسة التحليل النفسي: تعتبر هذه المدرسة هي أصل علم النفس وكثير من نظريات علوم النفس الحديث تستمد قواعدها من هذه المدرسة.
4الفلسفة الواقعية: تهتم بالمضمون وبأهداف الفن ووظيفته وصلته بعصره وبالجماهير التي يخاطبها، وقد نشأ عن الفلسفة الواقعية (الفلسفة المادية: والفلسفة الوجودية)،الفلسفة المادية' الذات والتصورات والأفكار) والفلسفة الوجودية: الواقع والوجود). تركز الفلسفة الواقعية في الأدب على دور الأديب في التعبير عن أحداث المجتمع وقضاياه وظروفه الاجتماعية والسياسية
ج/الدعوة الإسلامية: تمثلت في التيار الإسلامي المحافظ.
2-العوامل المساهمة في تطور النقد الأدبي الحديث.
• حملة نابليون بونابرت على مصر.
• احتكاك الشرق بالغرب.
• الاستشراق.
• الصحافة
• المدارس والجامعات.
• البعثات العلمية.
• الترجمة.
• المعاجم والمجامع اللغوية.
-
المحاضرة الثالثة: النقد الإحيائي
تمهيد:جاء في المعجم المفصل في الادب القول بالاتجاه الاحيائي عن طريق القول بإحياء الأدب بمعنى البعث من جديد.
وإعادة البعث من جديد هي إعادة الحياة الى جسم الادب، بالاحتفاء بالأمجاد العربية وهذا هو الهدف الأساسي للاحياء هو احياء الماضي
لقد تنبه الغرب إلى أن الحضارة لاتقوم إلا باحياء أمجاد الماضي، فأحيوا الأمجاد اليونانية، وقد تأثروا بهم العرب، وقاموا هم كذلك بأحياء الأمجاد العربية. وقد قام الإحياء على مرحلتين:
الأولى تمثلت في النقد الاحيائي التراثي، ومن أهم الكتب في هذا المجال (ارتياد السّعر في انتقاد الشعر لصاحبه محمدالسعيد)
(حمزة فتح الله في كتابه المواهب الفتحية في علوم اللغة العربية)
الثانية تمثلت في النقد الاحيائي المجدد: و من أهم الكتب النقدية (تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب لروحي الخالدي)
( منهل الورّاد في علم الانتقاد للقسطائي الحمصي)
(كتاب مصباح الأفكار في نظم الأشعار لشاكر شقير)
(كتاب الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية للشيخ حسين المرصفي)
يعتبر هذا الكتاب الفريد مرجعًا أساسيًا للأدب العربي. ويتناول أكثر من اثني عشر علمًا، بما في ذلك اللغة، النحو، البلاغة، والإملاء، وتاريخ نشأة الفنون وتدوين العلوم، وتاريخ التربية، وتاريخ الكتّاب، والنقد الأدبي.
كانت المحاضرات التي يلقيها المؤلف على طلابه في دار العلوم هي أصل كتابه: «الوسيلة الأدبية»، فجعل المجلد الأول منه بمثابة مدخل للفنون الأدبية التي تناولها.
في المجلد الثاني، افتتح كتابه بالتعريفات والتقسيمات لكلمة الأدب، وتعريف اللغة، وتحدث عن فقه اللغة، وحروف المعاني، والترادف والتباين، ثم تحدث عن علم الصرف وتقسيماته
استقى المرصفي أفكاره من أصول النقد القديمة، وإن كانت تختلف عنها قليلا،إذ رفض المرصفي التعريفات العروضية للشعر وفضل عليها تعريف ابن خلدون حين عرّف الشعر بانه الكلام البليغ ، المبني على الاستعارة و الاوصاف...إذن المرصفي يوافق رأي ابن خلدون ،أما في مسألة الذوق فهو يخالفه، إذ يرى أن الذوق ليس حصول ملكة البلاعة في اللسان إنما الادراك الذي يتعلّق بتناسب الأشياء و بالاستحباب أوالاستقباح ، وهو أمر طبيعي ينمو بالنظر إلى الأشياء.
-ضرورة مسايرة العصر هي أهم شرط قال به زعماء البعث و الاحياء
- نادى المرصفي بضرورة إحياء روح اللغة و ليس شكلها أو قالبها فقط.
أهم ما ورد في كتاب الوسيلة الادبية:
التأكيد على الموهبة.
التأكيد على الالتزام بالوحدة العضوية للقصيدة.
ضرورة الالمام بكل العلوم اللغوية والأدبية
-
المحاضرة الرابعة: النقد التجديدي.
مقدمة: حصل تطور كبير في نقدنا العربي في العصر الحديث و ذلك بعد اتصال أدبنا العربي الحديث بالآداب والمذاهب النقدية الغربية .
1-مفهوم النقد التجديدي: هو عبارة عن نظريات جديدة أقحمت على نقدنا العربي الحديث إقحاما شديدا محاولة التنكر لمنهجنا النقدي العربي الأصيل وإبعاد النقد عن الذاتية والتأثرية وجعله موضوعيا يقوم على قواعد ثابتة من العلم والموضوعية.(أي محاولة هدم القواعد الكلاسيكية في النقد أو النظريات الموروثة في النقد).
-للترجمة دور كبير في تحاور الحضات، فمثلا اتجاه البعث و الاحياء في العالم العربي تأثر بمبادئ الكلاسكية و الاتباعية في العالم الغربي
-تأثر النقد العربي الحديث بالرومانسية الغربية:
ب-تأثير الرومانسية في النقد العربي الحديث: كان للرومانسية نتائج بعيدة الأثر في الأدب العربي الحديث ونقده إذ صار الرومانتيكيون ينظرون إلى الأدب على أنه من نتاج الفرد وعبقريته لا أراء وأفكار تصب في قوالب مصنوعة، وقد تأثر النقد هو الآخر بالحركة الرومانسية فأصبحت مهمته تفسير النصوص تفسيرا علميا على أنه تجربة حية للفرد في بيئة خاصة بعد أن كانت وظيفة النقد الكلاسيكي بيان مدى اتباع الكاتب للقواعد المفروضة عليه وقياس براعته بمقدار خضوعه لها. وبهذا لم يعد لقواعد الذوق السليم مكان في الأدب الجديد، لأن الأدب يتغير من فرد لفرد ومن أمة لأمة.
بالإضافة إلى الترجمة نجد الصحافة أيضا.
رواد التجديد:
في العالم العربي نجد خليل مطران،طه حسين، ...
رواد التجديد في الجزائر:
رمضان حمود
-
-