تدريب الموارد البشرية

Site: Campus Virtuel - Université de Jijel
Course: أسس إدارة الموارد البشرية
Book: تدريب الموارد البشرية
Printed by: مستخدم ضيف
Date: Friday, 12 December 2025, 9:18 AM

1. مفهوم التدريب

لقد تناول الكثير من الباحثين والكتاب في مجال الإدارة لمفهوم التدريب وذلك من زوايا مختلفة ولكنها جميعها إتفقت بالنهاية على دوره في رفع كفاءة العاملين والمنظمة ككل، حيث يرى خالد الهيتي بأن التدريب "عمل أو نشاط من أنشطة إدارة الموارد البشرية والذي يعمل على تقرير حاجة الأفراد العاملين في مختلف المستويات التنظيمية للتطوير والتأهيل، في ضوء نقاط الضعف والقوة الموجودة في أدائهم وسلوكهم خلال العمل.

ويرى عمر عقيلي أن التدريب "عملية مخططة تقوم باستخدام أساليب وأدوات بهدف خلق وتحسين وصقل المهارات والقدرات لدى الفرد، وتوسيع نطاق معرفته للأداء الكفء من خلال التعلم، لرفع مستوى كفاءته وبالتالي كفاءة المنشأة التي يعمل فيها كمجموعة عمل.

   التدريب هوعملية منظمة مستمرة تكسب الفرد معرفة أو مهارة أو قدرة لازمة لأداء وظيفة معينة أو بلوغ هدف محدد.

و يعرف التدريب على أنه "عملية تعلم سلسلة من السلوك المبرمج أو متتابعة مجموعة من التصرفات المحددة مسبقا" 

    وهو عملية تعديل إيجابي لسلوك الفرد من الناحية المهنية أو الوظيفية، وتستهدف إكسابه المعارف والخبرات والإتجاهات المناسبة للوظيفة التي يشغلها لتحسين مستوى أدائه.

   أو يقصد بالتدريب تلك الجهود الهادفة إلى تزويد الفرد العامل بالمعلومات و المعارف التي تكسبه مهارة في أداء العمل، أو تنمية مهارات ومعارف وخبرات باتجاه زيادة كفاءة الفرد العامل الحـالية والمستقبلية.

    هناك أيضا تعريف أخر يرى بأن التدريب هو "عملية شاملة ومعقدة تتناول جميع التدابير اللازمة لإيصال الفرد إلى وضع يخوله بالإطلاع بوظيفة معينة وإنجاز المهام التي تتطلبها وجعله قادرا على متابعة عمله. (حلبي، 1982،ص.25).

كما يعرّف التدريب على أنه عملية تعديل إيجابي ذو إتجاهات خاصة تتناول سلوك الفرد من الناحية المهنية لإكتساب معارف وخبرات، ووصف التدريب أيضاً بأنه محاولة لتغيير سلوك الأفراد يجعلهم  يستخدمون طرقاً وأساليب مختلفة في أداء العمل، بشكل يختلف بعد التدريب عما كانوا يتبعونه قبل التدريب.


2. التدريب بين القديم والحديث

طرأت تغيرات كثيرة على التدريب عبر السنوات الماضية، بسبب التطورات التي حدثت في نظريات التعلم خاصة تعلم الكبار وتكنولوجيا التعليم وغير ذلك، ويمكن مقارنة التدريب بين القديم والحديث من خلال متابعة الجدول التالي 

وجه المقارنة (المتغيرات)   اتجاهات التدريب القديمة اتجاهات التدريب الحديثة
الفئة المستهدفة متدربون أكثر تلقيا (مستقبلون فقط) مشاركون أكثر تفاعلا (مرسل ومستقبل)
منحى التدريب التركيز على الجانب النظري.  الجمع بين الجانبين النظري والعملي.
استراتيجية التدريب  تزويد المتدربين بمعلومات تطوير معرفة المشاركين ومهاراتهم وتغيير اتجاهاتهم
المحتوى التدريبي جمع أكبر كم ممكن من المفردات ذات العلاقة بمجال التدريب التركيز على الموضوعات ذات الصلة والضرورية
أهداف التدريب محددة مسبقاً قابلة للتفاوض والتغيير أو التعديل
وقت التدريب  المدرب يشغل معظم وقت التدريب بالتحدث والمحاضرة المشاركون يشغلون معظم وقت التدريب بالممارسة والمشاركة والتفاعل وإنجاز المهمات
فلسفة التدريب ارتكاز كامل على المعرفة  ارتكاز على تحسين الأداء والمهارات وتغيير الاتجاهات
عملية التدريب ونتائجه التركيز على نتائج التدريب التركيز على عملية التدريب (كيف يحدث التدريب؟) ونتائجه
تحديد الحاجات التدريبية يتم تحديدها مسبقاً من قبل الإدارة بمعزل عن المتدربين يتم تحديدها بالتشارك بين الإدارة والمشاركين
تقويم التدريب يتم في نهاية التدريب باستخدام أدوات تقليدية ومحدودة مثل الاستبانة يتم قبل التدريب وأثناءه وبعده بشكل مستمر وباستخدام أساليب وأدوات متعددة
أساليب التدريب محدودة ومتمركزة حول المدرب  متعددة ومتنوعة ومتمركزة حول المتدرب
الوسائل المساعدة في التدريب

استخدام ضيق ومحدود

وسائل تقليدية وجامدة

 استخدام واسع ومتنوع

وسائل متفاعلة ومتجددة

مناخ التدريب وجوه مناخ رسمي وجاف مناخ غير رسمي وودي
إطار التدريب  ورشة عمل أو دورة تبدو مبتورة. برنامج تدريبي متكامل.
المهمات التدريبية  روتينية وأكثر فردية. تفاعلية وأكثر جماعية.
دور المدرب خبير ومزود معلومات للمتدربين.  ميسر لتبادل الخبرات ومولد معلومات.

 


3. أهمية التدريب

يلاحظ الإهتمام ببعض مراحل التدريب مثل تحديد الاحتياجات التدريبية وتصميم البرامج التدريبية وتنفيذها وتقييم نهاية البرنامج وعدم المتابعة بعد الانتهاء. وإيمان الإدارة العليا بأهمية التدريب يزيد من قيمة النشاط ويضمن الإلتزام المستمر بدعم نشاطات التدريب وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذه.

وإستجابة للمتغيرات في بيئة المنظمة الداخلية والخارجية يكتسي التدريب أهمية بالغة في الإدارة المعاصرة ،لتزايد حدة المنافسة في الأسواق ،وتعدد الإستراتيجيات التنافسية للمؤسسات من منافسة في الجودة ،والتكلفة ،والوقت...،إلى أن أصبحت المؤسسات تتنافس بما لديها من رأس مال بشري،هذا الأخير الذي يسهم تعزيز القدرة التنافسية للمنظمة خاصة مع ظهور الحاجة لوظائف جديدة،وهو ما يستدعي تدريبا متقدما لشاغليها ،كإختصاص التسويق العالمي،ومحلل تكاليف الجودة ومستشار إعادة الهندسة.

    ويمكن إختصار أهمية التدريب في ثلاث جوانب أساسية :

 - الأهمية بالنسبة للمنظمة.

- الأهمية بالنسبة للأفراد العاملين.

الأهمية بالنسبة لتطوير العلاقات الإنسانية داخل المنظمة.

أولا:  الأهمية بالنسبة للمنظمة 

-         زيادة الإنتاجية والأداء التنظيمي وذلك يتجلى بتعريف الأفراد بما هو مطلوب منهم وتطوير مهارتهم.

-         يساعد في ربط أهداف أفراد العاملين بأهداف المنظمة.

-         يساعد في خلق إتجاهات إيجابية داخلية وخارجية للمنظمة.

-         يساعد في إنفتاح المؤسسة على العالم الخارجي.

-         يؤدي إلى توضيح السياسات العامة للمنظمة.

-         يؤدي على تطوير أساليب القيادة وترشيد القرارات الإدارية.

-         يساعد في تجديد وإثراء المعلومات.

-         يساعد في فعاليات الإتصالات والإستشارات.

ثانيا: الأهمية بالنسبة للأفراد العاملين

-         يساعد الأفراد في تحسين فهمهم للمؤسسة وإستعابهم لدورهم فيها.

-         يساعد الأفراد في تحسين قراراتهم وحل مشاكلهم في العمل.

-         تطوير الدافعية (التحفيز) للأداء.

-          يساعد على تطوير مهارات الإتصالات بين الأفراد.

-         رضا كل فرد عامل بما يقوم به من أعمال.

-         يقلل من الأخطار المهنية على الأفراد العاملين.

ثالثا:  الأهمية بالنسبة لتطوير العلاقات الإنسانية داخل المنظمة

-         تطوير أساليب التفاعل الإجتماعي بين أفراد العمال .

-         تطوير إمكانيات الأفراد لقبول التكيف مع التغيرات الحاصلة.

-         توثيق العلاقة بين الإدارة والأفراد العاملين بها.


4. المبادئ الرئيسية للتدريب

هناك عدة مبادئ رئيسية لعملية التدريب ومنها :

أولا: التدريب نشاط رئيسي ومستمر 

   إن التدريب يمثل نشاطا رئيسيا مستمرا من منطلق شموله للمستويات الوطنية المختلفة بدءا من شاغل وظائف الإدارة التنفيذية ومرورا بوظائف الإدارة الوسطى وإنتهاء بشاغلي وظائف الإدارة العليا كذلك فهو نشاط رئيسي ومستمر من زاوية تكرار حدوته على مدى الحياة الوظيفية للفرد في مناسبات متعددة فهو ليس مجرد حدث يقع مرة ويتجاوزه الفرد بسرعة بل نشاط ملازم للتطور الوظيفي للفرد .

ثانيا: التدريب نظام متكامل

   يركز هذا المبدأ على تأكيد صفة التكامل والترابط في العمل التدريبي حيث ينظر إلى التدريب كنظام متكامل يتكون من أجزاء وعناصر متداخلة تقوم بينهما علاقة تبادلية من أجل أداء وظائف تكون محصلتها النهائية النتائج الذي يحققه النظام كله كذلك تفيد هذه النظرة الشمولية للتدريب في توضيح العلاقة الوثيقة التي تقوم بينه وبين البيئة التنظيمية المحيطة به وكذا المناخ العام الذي يتم فيه العمل التدريبي.

 ثالثا: التدريب نشاط متغير ومتجدد 

   يشير هذا المبدأ إلى حقيقة أساسية وهي أن التدريب يتعامل مع متغيرات ومن تم لا يجوز أن يتجمد في قوالب وإنما يجب أن يتصف بالتغير والتجدد ،فالإنسان الذي يتلقى التدريب عرضة للتغير في عاداته وسلوكه وكذا مهاراته ورغباته والوظائف التي يشغلها المتدربون تتغير هي الأخرى لتواجه متطلبات التغير نظم وسياسات المنظمات وتعدل أهدافها وإستراتيجيتها.

رابعا:  التدريب عملية إدارية وفنية 

   التدريب باعتباره عملا إداريا ينبغي أن تتوفر له مقومات العمل الإداري الكفء ومنها وضوح وأهداف وتناسقها وضوح السياسات توازن الخطط والبرامج، توافر الموارد المادية والبشرية ولذلك فالتدريب عمل فني يحتاج إلى خبرات وتخصصات محددة ينبغي توافرها وأهمها خبرة تخصصية في تحديد الاحتياجات التدريبية وكذلك في تصميم البرامج التدريبية وفي اختيار أساليب المساعدات التدريبية بالإضافة الى تقييم ومتابعة فعالية التدريب. 

خامسا: التدريب عملية شاملة

   يجب أن يشمل التدريب جميع المستويات الإدارية في المنظمة ،من قيادات عليا ووسطى ،ودنيا ويشمل جميع العاملين بمختلف تخصصاتهم ،سواء كانوا في إدارة الإنتاج ،أو المالية ،أو المحاسبة أو العلاقات العامة ،أو إدارة شؤون الأفراد