تحليل الخطاب السمعي البصري
4. تحليل الخطاب السمعي البصري
4 .1. تعريف الخطاب السمعي البصري
الخطاب هو "شكل من أشكال الإنجاز اللغوي ، وهو أيضا حدث تواصلي؛ وأن التواصل يتم عن طريق اللغة مع وجود قصدية تبليغ محتوى ما، فإنه يمكننا القول بأن النص السمعي البصري هو فعل كلام أيضا لأنه يتضمن كلاما كذلك، فضلا عن تضمنه للصورة والموسيقى والأصوات المصاحبة، وهو ذو غاية تواصلية مع الجمهور الذي يشاهد هذه المادة السمعية البصرية."
هــو أحيانــا يعــني الميــدان العــام لمجموعــة المنطوقــات وأحيانا أخرى مجموعـة متميـزة مـن المنطوقـات وأحيانـا ثالثـة ممارسـة لهـا قواعـدها تـدل دلالـة وصـف على عدد معين من المنطوقات وتشير إليه .
4 .2. نشأت بحوث الخطاب السمعي البصري:
نشأ مفهوم الخطاب في إطار دراسات اللغة والألسنية أو علم اللغة الحديث، حيث يتقاطع تحليل الخطاب مع اللسانيات في نقاط عديدة، من حيث موضوع البحث وأطره وكذا منهجيته ومصطلحاته، رغم أن الألسنيون الأوائل أمثال دو سوسير Ferdinande de Saussure وجاكبسون Jakobson ، وهلمسلف Hjemslew، وغيرهم لم يناقشوا موضوع الخطاب، وكان موضوع الدرس عند دوسوسير يركز على نظام العلامات، ونظريته تهتم بدراسة العلاقة بين الثنائيات، اللغة/ كلام، المجتمع/الفرد، وبالتالي البحث في اللسانيات يتجه نحو البحث في دراسة نظام اللغة. وقادت السيميولوجيا العلاماتية في الستينات وأوائل السبعينات حقل تحليل النصوص إلاعالمية، ووفرت للباحثين أسلوب لتحليل المعنى بينما هيمن التحليل الإيديولوجي علي هذا الحقل في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، وزود الباحثين بمنهج للتفكير في العلاقات بين المعني والبنية الاجتماعية، لتصبح منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن نظرية الخطاب هي التي تقود عمليات تحليل النصوص الإعلامية، ودفعت نظرية الخطاب الباحثين إلى إعادة التفكير في العلاقة بين المعنى والبنية الاجتماعية، من خلال التركيز علي السلطة من داخل نظام المعني وليس من خارجه، فنظم المعني نفسها تعتبر سلطة، وهي لا تظهر بسهولة كنظم، مثل بنية اللغة بل من خلال ممارسات ذات دلالة، إنها ليست ببساطة المعاني المرتبطة بالممارسات الاجتماعية، كما يقول ألتوسير في نظرية الأيديولوجية، بل إن المعني والممارسة لا يمكن التمييز بينهما فهما مترابطان، أي أن المعني هو الممارسة في نظرية الخطاب.
اتجه عدد من الباحثين في مجال الإعالم في مطلع السبعينيات إلى تأييد واستخدام التحليل الكيفي للمحتوي من منظور أيديولوجي، وعرف هذا التوجه بالإتجاه الإنساني الذي ركز علي علاقات القوة التي تحاول النصوص إلاعالمية التعبير عنها، كما سعي لتطوير أدوات التحليل الكيفي مستفيدا من التطور الذي تحقق في مجال الدراسات اللغوية والسميولوجية(العلاماتية)، وتحليل النص، وكان من أبرز ممثلي هذا الاتجاه الباحث الدانماركى بيتر الرسن Larsen Beter الذي أكد أن التحليل الكيفي ليس غاية في حد ذاته...، ومن هنا تطورت محاولات التحليل الكيفي في الثمانينات من القرن الماضي باتجاه تبنى منهجية تحليل الخطاب، وتحليل الخطاب النقدي، وقد تأثرت هذه المحاولات بهيمنة اتجاه ما بعد البنيوية، ورغم عدم الاتفاق على مفهوم الخطاب إلا أنه أصبح يستخدم على نطاق واسع في تحليل النصوص الإعلامية. توسع الباحثون في حقل الخطاب في تعريفاتهم واستخداماتهم لمفهوم الخطاب ولم يمنع عدم الاتفاق علي مفهوم الخطاب واستخداماته من انتشار بحوث تحليل الخطاب وتناولها لموضوعات ومجالات متعددة، من بينها تحليل الخطاب الإعلامي، الذي يعتبر تطورا مهم لملجال التحليل الكيفي للرسائل إلاعلامية وشروط إنتاجها وتداولها وتأثيرها في الجمهور، فضلا عن تفاعلاتها مع الظروف التاريخية والمجتمعية."
4 .3. أنواع الخطاب السمعي البصري:
تتنوع الخطابات السمعية البصرية بتنوع طبيعة المنتوج السمعي البصري، منتوج تلفزيوني (برنامج، إشهار، فلم، مسلسل، فلم وثائق ...)، منتوج سنمائي، منتوج إلكتروني ... .
كما وتتنوع بتنوع موضوع الخطاب السمعي البصري ( سياسي، ثقافي، ترفيهي، رياضي ، إقتصادي ... ).
4 .4. تقنيات تحليل الخطاب السمعي البصري
هناك تقنيتين تم التطرق إليهما سابقا وهما تقنية تحليل المحتوى وتقنية سبر الآراء، حيث يختار الباحث التقنية المناسبة حسب موضوع دراسته والهدف منها فإن كان الهدف هو دراسة ما تتضمنه الرسالة الإعلامية في الخطاب السمعي البصري فإنه يستخدم تقنية تحليل المحتوى باتباع الخطوات التي تم ذكرها مسبقا، أما إذا كان هدف البحث معرفة رأي المشاهدين والمستمعين حول مضمون الرسالة الإعلامية المتضمنة في الخطاب السمعي البصري فإنه يلجأ لإستخدام تقنية سبر الآراء بخطواتها التي تم معرفتها مسبقا، ويمكنه أن يجمع بين التقنيتين معا حيث يقوم بتحليل محتوى مضمون الخطاب السمعي البصري من جهة ويستطلع آراء المشاهدين والمتمعين حول هذا المضمون في نفس البحث.