الإقتباس

رابعا: إستخدام الوثائق في البحث العلمي ( الإقتباس)
مفهوم الإقتباس
"الإقتباس هو استعانة الباحث في كثيٍر من الاحيان بآراء وأفكار باحثين وكتاب وغيرهم، وتسمى هذه العملية بالإقتباس، وهي من الأمور المهمة التي يجب على الباحث أن يوليها اهتمامه وعنايته الكاملة من حيث دقة الإقتباس وضرورته ومناسبته وأهميته وأهمية مصدره من حيث كونه مصدر أصلي أم مصدر ثانوي".
أهمية الإقتباس
لتوثيق المصادر أهمية كبرى نلخصها في النقاط التالية:
- الأمانة العلمية: نقوم بذكر المصادر المعتمد عليها حفاظا على حق الآخرين في التأليف، لأنه يعتبر جهدهم العلمي الخاص، والحفاظ على الأمانة العلمية من أهم الصفات الأخالقية للباحث .
- للتعرف على نوع ومستوى وحداثة المعلومات: التي تم الرجوع إليها من خلال هذه المصادر. فمن خلال الإطالع على قائمة المراجع والتهميش أيضا، يمكن معرفة مدى حداثة هذه المعلومات حسب سنة النشر، كما يمكن معرفة المستوى العلمي لهذه البيانات حسب المؤلفين إن كانوا في التخصص أم لا، ومدى و ضوح المعلومة وصحتها إن كانت من مرجع عام أوجد متخصص من خلال عنوان الكتاب.
- إمكانية الرجوع للمصدر للتحقق: من أن هذه المعلومات أخذت من هذا المرجع وليس من غيره بذكر الصفحة، وذكر رقم الطبعة لأن الطبعات يمكن أن تكون مزيدة أو منقحة، أو معدلة.
- تسهل على بقية الباحثين: المنشغلين بنفس الدراسة أو دراسات مماثلة الاطلاع على هذه المراجع، قصد توفير الجهد والوقت.
- تعتبر حماية للباحث: حيث أنه يحدث وأن تكون هناك أخطاء في الطبع، أو تدليس وتزييف للحقايق، أو تحريف لمعلومات في حالة الترجمة، الأفكار الخاطئة والغير سليمة لأغراض مختلفة، وقد يحدث أن الباحث في حد ذاته لا يفهم فكرة المؤلف أو قصده فذكر المرجع يحمي الباحث إلى حد كبير من تحمل المسئولية العلمية للآخرين. خاصة إذا كان الباحث مبتدئا ولا يمتلك الخبرة الكافية في البحث العلمي. و لكن هذا لا يعني عدم تحمله المسؤولية كليا بل عليه محاولة التأكد من المعلومات التي تحصل عليها من خلال الإطلاع على مختلف المصادر التي تتحدث على الموضوع.
- يعطي التوثيق مصداقية لعملك إما عن طريق تقديم الدعم لحججك، أو باإلشارة للقراء أنك قد أخذت وجهات نظر أخرى في عين الإعتبار.
- يستخدم الإقتباس من أجل تدعيم أفكار الباحث (تقديم الأدلة العلمية، والنظريات المبرهنة)
- يستخدم الإقتباس من أجل نقد الأفكار التي يرى أنها خاطئة أو معارضة
- يستخدم الإقتباس من أجل توضيح وتفسير أفكار معينة.
- يستخدم الإقتباس من أجل ضبط المصطلحات والتركيبات اللغوية.
أهم الأخطاء الشائعة في الإقتباس
أخطاء الإقتباس غير المقصودة:
نتناول في هذا الجزء أهم الأخطاء العفوية التي يقع فيها بعض الكتاب والباحثين في الخدمة الاجتماعية سواء كانت بسبب نقص في المعرفة أو تقليد لما هو موثق أو منشور، ومن أهم هذه الأخطاء على سبيل المثال:
- أحيانا يقتبس الباحث من كتاب ما جزء يتضمن مجموعة من النقاط موضوعة في شكل رقمي (1-2-3 )ثم يأتي بنهاية النقطة الأخيرة ويضع توثيق المرجع. وهذا بالطبع خطأ في التوثيق ذلك لأن توثيق المرجع موجود بعد النقطة الخامسة مثال يعني أن هذه النقطة فقط مأخوذة من هذا المرجع فقط، فأين توثيق النقاط السابقة؟
- أحيانا ينسب الباحث تعريف أو وجهة نظر معينه لصاحب الكتاب المأخوذة منه بالرغم أن صاحب الكتاب نفسه وثقها إلى مؤلف آخر. مثال ذلك "عرف راويه حسن الاتصال على أنه.........." بالرغم أن راوية حسن وثق هذا التعريف في كتابه على أنه من "رياض حمزاوي مثال".... وهكذا.
- أحيانا يستسهل الباحث الرجوع إلى الدراسات السابقة العربية من بحث قريب من موضوع بحثه ويأخذ دراسة أو أكثر منها ويضعها في بحثه ويوثقها إلى الدراسة الأصلية دون الرجوع إليها. وهنا قد يعتقد الباحث أن الأخذ من الرسائل العربية ليس مشكلة لأنها في المتناول ولن يتهمه أحد بالسرقة لأن الدراسة الأساسية أصلا موجودة وهذا يعتبر اختصارا للوقت. بالرغم من أن ذلك يعتبر مخالف لأخلاقيات البحث العلمي وكذلك خطأ منهجي لأن كل باحث يأخذ من الدراسة السابقة ما يخدم الهدف من بحثه، والأهداف تختلف من بحث إلى آخر.
- يقوم الباحث أحيانا باقتباس أكثر من فقرة من كتاب وليكن فقرتين منفصلتين مثال ثم يقوم بوضع توثيق الكتاب في نهاية الفقرة الثانية. وهذا خطأ لأن المفترض أن هذا التوثيق خاص بالفقرة الثانية فقط وليست الأولى. وبذلك يمكن اعتبار أن الفقرة الأولى مسروقة من الكتاب وليست موثقة.
- وارتباطا بالنقطة السابقة نجد بعض الباحثين يوثقون فقرة أو جزء من كتاب معين ثم تأتي فقرات أو أجزاء كبيرة بدون توثيق ثم تأتي بعد ذلك فقرة موثقة بكتاب آخر. هنا نجد جزء كبير لا نعرف ما إذا كان يمثل رأي الباحث أو مأخوذ من كتاب آخر .
- أحيانا يستخدم الباحثين أكثر من طريقة للتوثيق داخل البحث مما يثير الشكوك فيهم بالرغم من أنهم أمناء في التوثيق ولكنهم يعتبرون ذلك أمرا عاديا.
- في كثير من الأحيان يلجأ بعض الباحثين إلى المنتديات على الشبكة الدولية للمعلومات (انترنت) ويقتبسون من مقالات موجودة عليها. ومثل هذه المقالات غير علمية وانما هي عرض لوجهات نظر تتعامل مع العامة وليس المتخصصين. والأكثر خطورة أن الباحث يوثقها بطريقة www.google.com.
أخطاء الإقتباس المقصودة
- الحصول على أبحاث أجنبية من على النت وترجمتها كاملة، ثم إجراء بعض التعديلات عليها وفقا للمجتمع الذي يوجد فيه الباحث دون بذل أي جهد علمي أو منهجي. ثم تسجيلها باسم الباحث الذي سرقها كأنه هو الذي قام بها.
- الحصول على فقرة مترجمة أو أكثر من كتاب أو بحث ثم وضعها في البحث باسم المرجع الإنجليزي الأصلي وليس باسم الكتاب أو البحث المنقولة منه، متجاهلين الجهد الذي بذله المؤلف أو الباحث الأصلي في ترجمتها، وأن الترجمة هنا وجهة نظر.
- نقل صفحات كاملة من بحث أو كتاب بمراجعها العربية والأجنبية دون الأشارة إلى الكتاب أو البحث المنقولة منه، وهذا نوع من السرقة الفجة.
- كما ذكرت في الأخطاء غير المقصودة فإن نقل الدراسات العربية من رسالة أو كتاب والتوثيق من المرجع الأصلي الذي اعتمد عليه الكتاب او الرسالة يمكن أن يكون نوعا من السرقة العلمية.
- كتابة فقرات أو صفحات كاملة من مرجع أو رسالة دون الإشارة إلى أي مرجع تبدو وكأنها وجهة نظر الباحث في البحث العالي يعتبر أيضا نوعا من السرقات العلمية.
- الدخول على المنتديات خلال الشبكة الدولية للمعلومات (الأنترنت) والحصول على بعض الموضوعات ومعالجتها وكتابتها باسم الباحث واعتبارها من جهوده دون توثيق.
- اقتباس الصور أو الأشكال أو الرسوم من كتب أو بحوث ووضعها في كتاب أو بحث علمي دون الإشارة إلى صاحبها الأصلي.
- سرقة الأفكار العلمية وهذا سائد بين طالب الدراسات العليا بوجه عام عندما يبدأ في العمل في فكرة عرضها زميله في جلسة أو اجتماع أو حوار. وبالرغم من صعوبة إثبات هذه الواقعة إلا أنها تمثل نوعا من السطو والسرقة المرتبطة بالأخلاقيات والمصداقية.
- يدخل أيضا في إطار سرقات الأفكار سرقة تعقيب أو وجهة نظر أحد المؤلفين في كتاب أو بحث وعرضها في بحث آخر كأنها وجهة نظر الباحث الحالي.
أنواع الإقتباس
هناك نوعين من الإقتباس: الإقتباس المباشر ويسمى (الإقتباس الحرفي) والإقتباس غي المباشر ويسمى (إقتباس الفكرة):
1_ الإقتباس المباشر (الحرفي): تستخدم في حال عدم التمكن من إعادة الصیاغة دون الإخلال بالمعنى (مثلا عند القرآن، الأحاديث، اقتباس تعریف)، يتم اللجوء لهذه الطريقة عندما يكون حجم المعلومات المراد إقتباسها تقل عن نصف صفحة إلا فيحالة القرآن والحديث، ویتم وضع النص المقتبس بین علامتي تنصیص.
2_ الإقتباس غير المباشر (إقتباس الفكرة): يستخدم هذا النوع عندما يريد الباحث إقتباس معلومات من مرجع تفوق نصف صفحة فهنا لايمكنه أن يقتبس حرفيا لذا يقوم بتلخيص المعلومات المراد إقتباسها بأسلوبه الخاص مع شرط الحفاظ على الفكرة والمعنى الأصلي للمعلومات. وفي هذا النوع لا يقوم الباحث بوضع الإقتباس بين علامة التنصيص.
شروط وقواعد الإقتباس
- التأكد من صدق المعلومات المقتبسة
- مطابقة الإقتباس للمعنى الأصلي في حالة الإقتباس غير المباشر
- أن يتم إقتباس ما يفيد البحث
- أن لا يطغى الإقتباس على عمل الباحث بل يمثل نسبة قليلة منه فقط
- إرجاع الافكار لأصحابها وتجنب السرقات العلمية
- في الإقتباس الحرفي عندما تكون الكلمات أقل من 40 كلمة يكون الإقتباس في نفس سياق المتن ويوضع بين علامتي تنصيص، وفي حالة أكثر من 40 كلمة يكون في مساحة وحده في المتن بحيث يترك مسافة على اليمين وعلى اليسار تختلف عن سياق المتن دون وضع علامات التنصيص.
- تصحيح المعلومات الخاطئة ففي حالة الإقتباس الحرفي عندما تكون هناك أخطاء يقوم الباحث بتصحيح الخطأ ويضع الكلمات المصححة بين عارضتين.
- عند الإقتباس الحرفي يستطيع الباحث أن لا يقتبس بعض المعلومات في نفس الفقرة بحيث يقوم بحذف هذه المعلومات بشرط وضع مكانها نقاط ... حتى يفهم القارئ أن هناك كلام محذوف.
