المنهج التاريخي historical method
المنهج التاريخي historical method
ما يسمّى منهجا تاريخا لا شك من الناحية الاشتقاقية في العربية مأخوذ من التّاريخ، أو بالأحرى من التأريخ، ولقد ذُكر هذا المنهج باصطلاح الاستردادي عن عبد الرحمن بدوي في مناهج البحث العلمي، بعد أن تحدث عن علوم شتى إنسانية منطقية، اصطلح عليها بالأخلاقية، واصطلح عليها غيره بالتاريخية، ربما استنادا إلى أنها دالت هذا المنهج بشكل مطرد ومتواتر،والحق إننا حينما نخصص الحديث عن هذ المنهج فإننا بالضرورة سنتحدث عن علوم آلة باصطلاح طه عبد الرحمن، ذلك أن كثيرا من العلوم التي نسميها إنسانية بالمفهوم الخاص الذي يضعها في حزمة العلوم النظرية إنما تلتحف بلحاف هذا المنهج.
من النافل القول إن هذا المنهج إنما هو وليد الدراسات الدينية، مَثَلُه كمثلِ المناهج الأخرى التي أتت تالية، وخصوصا المنهج المقارن، الذي منبته الأول المقارنة بين الأديان، ولكن الذي يهمنا ههنا هو اشتغاله صمن البحث اللغوي (الدراسات اللغوية، اللسانيات التاريخية، اللسانيات التقليدية، الكلاسيكية...) والذي ينبغي أن يرد إلى الأذهان اقتران المنهج التاريخي بآلية الوصف، أي بالمنهج الوصفي الذي أتى تاليا له مع دي سوسير، ولكن هذا لا يعني تماثلهما، ذلك أن ما يسمى تاريخيا، إنما يلمُّ أوصاف اللغة في مراحل متعددة سابقة ليحصر درجة التطور.
حينما نتحدث عن التطور يبدو أننا نسير مسار العلم نفسه، وأقصد هههنا مسار العلوم التجريبية التي كات تخضع بدورها لفكرة التطور الذي أتى بها داروين، وطبقت في عديد المجلات كعلم الاحياء، والطب وغيرها، والتي مفادها أن الإنسان قد تطور عرقه (علم العِراقة) الإثنوغرافيا أي أصله عن حيوان يسمى القرد، ثم دعمت هذه النظرية باكتشافات عدة كان مجالها إنسان النياندرتال، وبعده إنسان الهومو سابينز، أو الإنسان الذكي، التي كان موضعها أفريقيا، وكذا قبائل من أفغانستان، والتي كتب عنها كثيرا، سنذكر كتاب أجمل قصة عن اللغة الذي ترجمته ريتا خاطر للمنظمة العربية للترجمة، ومثلت سينمائيا في نتفليكس بعنوان أسرار الإنسان البُدائي أو: neanderahels the secrets of.
فكرة التّطور هذه التي يقوم عليها المنهج التاريخي تجريبيا أو نظريا نجدها حاضرة بقوة في تطبيقات المنهج التاريخي على مجالات الأدب، والذيي انتقد بشدة من لدن التوصيفيين فيما بعد بُداءة بدي سوسير، خصوصا عند هيبوليتان (أشهر من نار على علم) تحت مسمى العرق و/أو الجنس، وهما مجموع الاستعدادات التي يتميز بهما لفرد فطريا، طبعا يمكننا أن نشير إلى أن هذه الأفكار ظهرت بالتوازي مع الأفكار الأخرى التي سادت في مايسمى اللسانيات الفيلولوجية أو التاريخية المقارنة، والتي تقضي بأن كل مؤيدي الأصل السنسكريتي اليافثي للهجات الأوروبية الحديثة واللغات القديمة، كاليونانية واللاتينية، والتي أضيف إليها أيضا الفارسية القديمة، والسالتية، والقوطية، وكذا اللغات السلافية التي اشتغل عليها أصحاب الوظيفية الروسية، والناظر بكثير تمعن سيجد لا اعتبياطية توارد هذه الأمور، ثم البيئة التي هي تظهر في لغة النص ومفرداته، ومن ثم العصر والزمان الذي يؤثر بأحداثه السياسية والاجتماعية، روايات الخيال العلمي ههنا.