تعريف المصطلح النقدي

تعريف المصطلح النقدي :

   المصطلح لغة :

تنحدر لفظة المصطلح من الجذر اللغوي "صلح" ، وهو ضد فسد يقول ابن منظور " الصلاح ضد الفساد ...والصلح : السلم ، وقد اصطلحوا وصالحوا واصلحوا وتصالحوا واصالحوا ..صلح صلاحا وصلوحا زال عنه الفساد .

اصطلح القوم : زال ما بينهم من خلاف ، وعلى الأمر : تعارفوا عليه واتفقوا ...الاصطلاح مصدر اصطلح ...اتفاق طائفة على شيئ مخصوص"

ومما سبق ذكره نلاحظ توافق المعنى اللغوي على اعتبار المصطلح رد للاتفاق والمواضعة والتعارف على تسمية شيء معين باسم مخصوص ، وهو أيضا ضد الفساد الذي يتضمن الاختلاف وعدم الموافقة .

أما في المعاجم الغربية ، فتعني كلمة في اللغة الانجليزية .: هي كلمة او جملة تستخدم لوصف الأشياء ، أو للتعبير عن مفهوم ، وهي أيضا طريقة للتعبير عن الذات

Terme  a word or phrase used to describe a thing or the express a concept (terms)a way op expressing onself . »[1]

Terminology

« the body of terms used in subject of study  … »[2]

في حين عرف المعجم نفسه كلمة علم المصطلح ب أنه مجموع المصطلحات المستخدمة في موضوع  الدراسات.

وكما نلاحظ تتألف الكلمة من كلمتين الشق الاول منها أي المصطلح ، والشق الثاني يقصد به علم ، إي علم المصطلح .term  

وورد تعريف كلمة في معجم اللغة الفرنسية بما يلي « Terminologie Vocabulaire particulier utilise dans un domaine de la connaissance ou un domaine professionnel ensemble structure de terme « [3]

 اصطلاحا :

      يأخذنا التنقيب عن دلالة المصطلح اصطلاحا  ، إلى البحث عن بدايات اهتمام العقل العربي ، بتأسيس نظرية للمصطلح ، وهي خطوة مهمة في التأسيس للمنهج العلمي الدقيق في البحث والوصول إلى المعرفة ، لأن نظرية المصطلح هي مهمة في جميع مناحي التفكير العلمي والمنهجي لأي تخصص كان ،

        وبالعودة إلى العرب القدامى نجدهم قد استخدموا لفظة الاصطلاح بدل المصطلح ، ولا ادل من هذا مما أورده الجرجاني في مؤلفه الهام التعريفات الذي قال فيه " والاصطلاح عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيئ باسم ما ينقل عن موضعه الأول ، وإخراج اللفظ من معنى لغوي  إلى معنى آخر، لبيان المراد ، وقيل الاصطلاح لفظ معين بين قوم معينين"[4] (الشريف، 1998).

     وعليه يرتبط معنى اللفظة ، بالتواضع على وسم معنى معين ، والخروج به من المعنى اللغوي الضيق ر( الأصلي ) إلى معنى آخر جماعي ، من باب الاتفاق والتعيين .

كما يستخدم أبو البقاء الكفوي في كتابه الكليات لفظة الاصلاح  " وهو اتفاق قوم على وضع الشيئ ، وقيل إخراج الشئ عن المعنى اللغوي إلى معنى آخر لبيان المراد ، وإصلاح التخاطب ، وهو عرف اللغة , ويستعمل الإصلاح غالبا في العلم الذي تحصل معلوماته ، بالنظر والاستدلال "[5]  

        وينبغي التوضيح أن اهتمام العرب القدامى بالمصطلح ، كان منطلقا من اهتمامهم وحرصهم ، على البحث في مجال التفسير ، وللمتكلمين دورهم الكبير في تطوير هذا المجال يقول الجاحظ في كتابه البيان والتبيين " وهم تخيروا تلك الألفاظ لتلك المعاني ، وهم اشتقوا لها من كلام العرب تلك الأسماء ، وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في لغة لعرب اسم ، فصاروا في ذلك سلفا لكل خلف ، وقدوة لكل تابع "[6]

      وعلى هذا الأساس يتبين أن المصطلح يوضع بالاختيار والاشتقاق للمعاني التي لا مقابل لها في اللغة . وهي ألفاظ تضحى قدوة للآخرين وتوجيها لهم .

تكمن أهمية المصطلح في كونها مفاتيح العلوم مثلما عنون الخوارزمير( محمد بن أحمد بن يوسف ت 387ه ) كتابه مفاتيح العلوم .والتهانوي في كتابه " كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم .                 

 يعد المصطلح من أهم ركائز البحث العلمي في شتى مجالات المعرفة الإنسانية ، إنه الوسم والوجه الآخر للمعنى والتعيين ، وغياب المصطلح يشي بغياب التفكير المنهجي ، المفضي  وجوبا إلى نتائج مرجوة في أي مجال من مجالات البحث .

       وبالتركيز على مجال المصطلح النقدي ، فهو تعيين لمجال مخصوص من الدراسات الأدبية ، يتكون من شقين : دال : يتعين بملفوظات لسانية تؤخذ من سياقها اللغوي الذي يقترب من المدلول ، أو المفهوم . ومدلول : هو الوجه المختصر للمفهوم ،  وهنا  تخضع عملية وضع المصطلح النقدي إلى اعتبارات عدة ، منها المرجعيات الثقافية الفكرية واللغوية ، فمثلا عندما نأخذ مصطلح السرقات الأدبية العربي ، ومصطلح التناص الغربي الذي اجترحته البلغارية جوليا كريستيفا ، نجد بينهما  تقاربا في في المفهوم ، على الرغم من اختلاف السياقات الثقافية والاجتماعية التي أدت إلى وضع هذه المصطلحات بين شبه الجزيرة العربية قديما وبين فرنسا في العصر الحديث .

 يشمل المصطلح  جميع التسميات التي وضعها النقاد قديما وحديثا لشتى المفاهيم التي تختص بدراسة الاعمال الأدبية وانتقادها ، من شتى النواحي .

       يعرفه يوسف وغليسي بأنه " رمز لغوي مفرد أو مركب ، أحادي الدلالة ، منزاح نسبيا عن دلالته المعجمية الأولى. يعبر عن مفهوم نقدي محدد وواضح ، متفق عليه بين اهل هذا الحقل المعرفي أو يرجى منه ذلك "[7]

والمصطلح النقدي ، هو تعيين له وفصل  له عن بقية المصطلحات الأدبية واللغوية والنحوية ....إلخ .

ويرى مصطفى ناصف ان المصطلح يسير البحث ويرسم المعالم رسما مختصرا ، يحدد بها المعنى والاتجاه .

تمرين :

ابحث عن معاني هذه المصطلحات ، وحدد الفروق بينها :

المصطلح .

المصطلحية .

المصطلح النقدي .

المصطلح الأدبي .