Aperçu des sections

  • التحليل السوسيولوجي للإعلام

    • إسم المقياس: التحليل السوسيولوجي للإعلام


      معامل المقياس:

      المستوى الموجه إليه: السنة الاولى ماستر علم الاجتماع الاتصال

      الهدف من المقياس: يهدف هذا المقياس إلى تعريف الطلبة بماهية التحليل السوسيولوجي للإعلام وماهية الخطوات المنهجية في التحليل، وأدوات التحليل السوسيولوجي للإعلام بالتركيز على تعريف الطلبة على أسلوب تحليل المحتوى  وكذلك سبر الأراء وتدريبهم على إستخدامها في الأعمال التطبيقية.

      المكتسبات القبلية الواجب توفرها في الطلبة: لفهم هذا المقياس وتمكن الطلبة من إستخدام أدوات التحليل السوسيولوجي للإعلام لابد أن يكون لديهم إطلاع كاف على النظريات السوسيولوجية العامة ونظريات الاتصال المتخصصة ببالإضافة إلى تمكنهم من منهجية البحث.

  • برنامج محاضرات مقياس التحليل السوسيولوجي للإعلام

    • أولا: مدخل للتحليل السوسيولوجي

      1.    تعريف التحليل السوسيولوجي

      2.     منظورات التحليل السوسيولوجي

      3.     مستويات التحليل السوسيولوجي

      4.     أساليب التحليل السوسيولوجي

      5.     وحدات التحليل السوسيولوجي

      6.     شروط التحليل السوسيولوجي

      7.     خطوات التحليل السوسيولوجي

      ثانيا: السوسيولوجيا والظاهرة الاجتماعية والظاهرة الاتصالية

      1.     الظاهرة الاجتماعية

      2.     الظاهرة السوسيولوجية

      3.     الظاهرة الإتصالية كموضوع لعلم الاجتماع

      4.     التحليل السوسيولوجي للإعلام والاتصال

      5.    مناهج البحث في علم الاجتماع الاتصال

      6.     وحدات التحليل السوسيولوجي في علم الاجتماع الاتصال

      ثالثا: التحليل السوسيولوجي في بحوث الاعلام

      1.    تقنيات تحليل محتوى الإعلام

      2.    صبر الآراء والتحليل السوسيولوجي لنتائجه

      3.    التحليل السوسيولوجي للصحافة المكتوبة

      4.    تحليل الخطاب السمعي البصري

      5.    تحليل الوثائق العلمية

      6.    معوقات التحليل السوسيولوجي

      7.    الذاتية والموضوعية في التحليل السوسيولوجي

       


  • أولا: مدخل للتحليل السوسيولوجي

    • 1_  تعريف التحليل السوسيولوجي:

          " حسب قاموس علم الاجتماع يشير مصطلح التحليل السوسيولوجي إلى عمليات تجزئة الكل إلى مكوناته البسيطة في مقابل التركيب الذي يعني إعادة بناء الأجزاء في وحدات كلية".
         و "يؤكد دبلة عبد العالي أن التحليل السوسيولوجي يفيد الباحث الاجتماعي في معرفة الواقع الجتماعي وفك رموزه وشفراته والقواعد التي تتحكم في تفاعلات أعضائه وأنظمته المختلفة كما يمد الباحث كذلك بنماذج تحليلية وتفسيرية ومقاربات نظرية ومنهجية تعطي صورة حقيقية عما يجري داخل المجتمع وبالتالي تسهم في تفسير سلوكيات وأفعال الأفراد والدوافع التي تحكم الفعل الاجتماعي".
          "كما يشير مصطلح التحليل السوسيولوجي إلى نموذج التوجيه النظري الذي يحتوي على عديد من المنظورات المختلفة، ونجد من بين هذه المنظورات الماركسية والتحليل البنائي الوظيفي والتفاعل الرمزي، وكل من هذه التوجيهات النظرية يقدم للباحثين موجهات محددة مثل تحديد موضوعات أبحاثهم".
          و " يستخدم مفهوم التحليل في علم الاجتماع لإلشارة إلى تطبيق قضايا هذا العلم بما يشمله من نظريات ومفاهيم ومناهج على إحدى الظواهر الاجتماعية التي تكون محل دراسة السياق الاجتماعي وتمثل الوحدات الرئيسية للتحليل السوسيولوجي في القسم الأول: النظم الأساسية أو الوحدات التنظيمية المركبة للمجتمع، كالإقتصاد أو الأسرة أو المؤسسة الصناعية والسياسية وغيرها، ويسمى هذا النوع بالتحليل الميكروسوسيولوجي، أما في القسم الثاني، فإن وحدات التحليل تركز على مجتمعات كاملة تتخذها وحدة للتحليل السوسيولوجي، والهدف من ذلك هو أن نوضح كيف تطورت هذه المجتمعات وتغيرت عبر الزمن، ويسمى هذا النوع بالتحليل الماكروسوسيولوجي".

      2_ منظورات التحليل السوسيولوجي:

           وهي الطرق المختلفة التي يفهم بها علماء الاجتماع العالم الاجتماعي والظواهر الإجتماعية، والتصنيف العام للمنظورات يشتمل علي عدد من الأنواع هي:

      ·        منظور الفعل : ويري هذا المنظور أن بناء العالم الاجتماعي نتاج لعملية ينسب فيها الأفراد المعني للسلوك والمواقف. لذلك فإن الأفراد هم الذين يصنعون المجتمع. والنظريات الاجتماعية التي تتبع هذا المنظور هي نظريات الفعل الاجتماعي، التفاعلية الرمزية ونظرية الأثنوميثودولوجي.

      ·        المنظور البنيوى: ويري هذا المنظور أن العالم الاجتماعي له وجوده المستقل عن الأفراد الذين نجد أن سلوكهم مقيد بواسطة القوي الاجتماعية الخارجية. يري هذا المنظور أن المجتمع هو الذي يصنع الفرد. وينقسم المنظور البنيوي إلي نوعين: منظور الوفاق، ويري أن المجتمع متوافق ومنسجم مع النظام المبني علي القيم المشتركة. والنظرية السائدة ضمن منظور الوفاق هي النظرية البنائية الوظيفية. منظور الصراع، ويري أن الصراع أمر طبيعي، وأن النظام يفرض بواسطة الأقوى علي الأضعف. والنظريات الأساسية ضمن هذا المنظور هي النظريات الماركسية، النظريات الفيبرية (نسبة إلي ماكس فيبر) والنظريات النسوية.

      ·        منظور ما بعد الحداثة، يقوم هذا المنظور علي رفضه لوجود تفسير واحد حاسم وكلي.

      3_ مستويات التحليل السوسيولوجي:

          يقترح ب.ف.لازارسفيلد P.F.Lazarsfeld  تقسيم علم الاجتماع إلى قسمين يمكن أن تندرج تحتهما مختلف الموضوعات التي يعالجها هذا العلم؛ وهما:

      1: التحليل على مسوى الماكروسوسيولوجي: يستخدم تعبير «الميكروسوسيولوجيا» Micro-sociology للدلالة على مجموعة الدراسات الاجتماعية المعنية بالمجتمعات صغيرة الحجم

      2: التحليل على مستوى الميكروسوسيولوجي: «الماكروسوسيولوجيا» Macro-sociology التي يراد فيها عادة الدراسات المعنية بالكل الاجتماعي، كما هي الحال في دراسة مراحل التطور الاجتماعي، والصراعات الاجتماعية وبنية السلطة وغيرها.

          ولابد من الإشارة إلى أنه من الممكن للتحليل السوسيولوجي أن ينعقد إما من الماكرو ـ سوسيولوجيا؛ وإما من الميكرو ـ سوسيولوجيا، إننا لا نستطيع أن نتبع تحليل المجتمع الكلي أو أي مجتمع كلي بالتحديد من دون أن نرجع باستمرار إلى مفاهيم ومبادئ اكتسبت عبر حصيلة الحتميات والحريات التي يقدمها لنا البحث الميكرو- سوسيولوجي؛ ذلك لأنه إذا كان صحيحاً أن الظاهرة الميكرو ـ سوسيولوجية ينبغي أن تؤدي إلى المركّب الماكرو ـ سوسيولوجي الذي تندمج فيه؛ فإنه يجب علينا كذلك أن نعترف بأن دراسة المجتمع الكلي تحيل عالم الاجتماع دائماً وباستمرار نحو الوقائع الميكرو ـ سوسيولوجية التي يتألف المجتمع الكلي من مجملها. إن هذا الذهاب والإياب بين وحدات الملاحظة الأكثر دقة وبين المجموعات الاجتماعية الكبرى هو المسلك الطبيعي والضروري لعالم الاجتماع، وهو سمة من السمات الأكثر خصوصية للعلم المُجتمعي، وربما في الوقت ذاته إحدى أكبر صعوباته، وليس هناك بالنسبة إلى علم الاجتماع من انفصام بين صعيدي الميكرو ـ سوسيولوجيا والماكرو ـ سوسيولوجيا، وإنما هناك تداخل بالأحرى، وتكامل لدرجتين من الواقع الاجتماعي ولمستويين من التحليل.

      (ويذكر العالمان ميللر وفورم أن هناك أربعة مستويات للتحليل فى دراسة التنظيم، تتدرج من المجرد الى المحسوس، على النحو التالى:

      1-  دراسة العلاقة بين التنظيم وبين المجتمع المحلى، بوجه عام، أى تحليل العلاقة بين التنظيم والبيئة المحيطة به.

      2-  دراسة النسق الاجتماعى الذى يميز التنظيم ككل، وقد تتطلب هذه الدراسة التعرف على أشكال او صور التنظيم الرسمى وغير الرسمى، والتفاعل بينهما.

      3-  دراسة نمط العلاقات الشخصية بين الأفراد داخل مختلف الجماعات الموجودة داخل التنظيم.

      4-  واخيراً دراسة الأفراد بوصفهم اعضاء داخل التنظيم، الذين يمارسون الأدوار المحددة، ويشغلوم المراكز المختلفة.

      ويفضل العالمان ميللر وفروم  البدء بدراسة الأبنية الاجتماعية او الوحدات الكبرى، ثم الإنتقال الى الوحدات الأصغر؛ أى انهما يفضلان البدء بدراسة وتحليل التنظيم الاجتماعى ككل، ثم الإنتقال الى دراسة أنماط التفاعل الاجتماعى والعلاقات الشخصية المتبادلة بين العاملين داخل التنظيم).

      4_ أساليب التحليل السوسيولوجي:

           لا يمكن الاعتماد على طريقة واحدة لتحليل المشكلات الاجتماعية، إذ يمكن استخدام أكثر من طريقة واحدة للقيام بمثل هذه التحليلات، وفيما يأتي أنواع التحليل السوسيولوجي:

      _ التحليل الكمي (Quantitative analysis): وهو التحليل الذي يعتمد على استخدام الأرقام والإحصاءات لدراسة المجتمع، فعلى سبيل المثال؛ يمكن القيام بالتحليل الكمي من خلال النظر في دخل الناس، أو المستوى الدراسي أو عدد السنوات التي قضوها في الدراسة.

      _ التحليل النوعي (Qualitative analysis): وهو النوع الذي يعتمد على الاندماج بالمجتمع المراد تحليله من خلال التعرف على الأشخاص والمواقف بالتفصيل، ثم وصف النتيجة بالكلمات، فعلى سبيل المثال يمكن القيام بالتحليل النوعي من خلال إجراء مقابلات مع الأشخاص حول تجاربهم في مكان العمل وسوق العمل.

      5_ وحدات التحليل السوسيولوجي:

      لقد كشف عالما الاجتماع الأمريكيان ف. بالي F.Baali، و م. مور M.Moore ـ بعد اطلاعهما وتدوينهما جميع تعريفات علم الاجتماع الواردة في ستة عشر كتاباً مدرسياً في السوسيولوجية العامة، صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية في 20 عاماً (1951ـ1971) ـ ثمانية موضوعات أساسية لعلم الاجتماع؛ هي: التفاعل الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية، وبنية الجماعات، والسلوك الاجتماعي، والحياة الاجتماعية، والعمليات الاجتماعية، والظاهرات الاجتماعية الثقافية، والإنسان في المجتمع.

      6_ شروط التحليل السوسيولوجي:

      1-   الاتساق في التحليل بحيث يتسم بالترابط الفكري والتسلسل المنطقي.

      2- الابتعاد عن الأحكام المطلقة؛ لأن الأحكام الاجتماعية نسبية، والظواهر الاجتماعية تتصف بالديناميكية، فالأحكام التي تنطبق على الظاهرة في هذا الوقت قد لا تنطبق عليها بعد وقت قصير أو في مجتمع آخر.

      3-   عدم استخدام العبارات الإنشائية في التحليل بشكل يضيع المعنى المقصود.

      4-   يحدد الباحث موقفه الأيديولوجي بشكل صريح، فهذا يساعد على اكتساب ثقة القارئ في نتائج الدراسة.

      5- الموضوعية في مناقشة نتائج الدراسة، وعلى الباحث الفصل بين ما هو خاص بشخصه وبين ما هو متعلق بموضوع الدراسة.

      7_ خطوات التحليل السوسيولوجي:

      تحديد الظاهرة الاجتماعية

      ضبط موضوع البحث

      تحديد أهداف البحث

      إختيار أسلوب البحث المناسب، وأدوات جمع المعطيات

      جمع المعطيات حول الموضوع

      تحليل وتفسير المعطيات وفق النظريات المختارة من طرف الباحث

      النتائج

       


    • طلعت إبراهيم لطفى، علم الاجتماع التنظيم، القاهرة: دار غريب، 2007

      سعدون يوسف:علم الاجتماع ودراسة التغير التنظيمي في المؤسسة الصناعية.الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية 2005

      عبد الهادي أحمد الجوهري وعلي عبد الرزاق إبراهيم: المدخل إلى المناهج وتصميم البحوث الاجتماعية. االسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 2002

      دبلة عبد العالي: مدخل إلى التحليل السوسيولوجي. الجزائر، دار الخلدونية للنشر والتوزيع، 2011

      محمد عاطف غيث: قاموس علم االجتماع. االسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 2006

      ماجد أبو حمدان، الميكروسوسيولوجيا، الموسوعة العربية، الفلسفة وعلم الاجتماع والعقائد، المجلد 20

      ماجد أبو حمدان، الميكروسوسيولوجيا، الموسوعة العربية، الفلسفة وعلم الاجتماع والعقائد https://arab-ency.com.sy/ency/details/10550/20

      Jay Gabler, sociology for Dummies, WILEY PUBLISHING,INC, CANADA, 2010

  • ثانيا: السوسيولوجيا والظاهرة الاجتماعية والظاهرة الاتصالية

    • 1_ الظاهرة الإجتماعية:

      1.    1 تعريف الظاهرة الاجتماعية 
             عرفت الظاهرة االجتماعية: "بأنها سلوك عام مجاله بيئة الجماعة، مستنبط من معاييرها ناتج من تفاعل أفرادها في علاقاتهم الاجتماعية ، له على أفرادها سلطة، ويستجلبهم، وهو ذو أحكام نسبية تبعا لسنن التطور ويتحدد مدى اتساعه قبول الأفراد الجماعة وممارستهم الفعلية له  ( ميادة القاسم، "الفوارق بين المناهج الكيفية والمناهج الكمية في البحوث االجتماعية".
            و"تعرف الظاهرة الاجتماعية بأنها نتاج تأثير شخص أو مجتمع أو جماعة على شخص آخر، وينطوي هذا التأثير على كل نماذج السلوك الذي يحدث بين الناس، سواء كان فيزيقيا أو نظاميا، وعلى جميع الموافق الاجتماعية".
      1. 2 خصائص الظاهرة الاجتماعية :

      1. تعتبر الظواهر الاجتماعية بمثابة الوقائع الإمبريقية التي يمكن ملاحظتها في الحياة الاجتماعية. فهي عبارة عن قوالب وأساليب للتفكير والعمل الإنساني.

      2. الظاهرة موجودة خارج شعور الأفراد، بمعنى أنها أشياء خارجية تستلزم دراستها دراسة موضوعية، لا على أساس تحليل شعور الفرد في الزمان والمكان.

      3. الظاهرة الاجتماعية  تمثل جانبا جديدا في حياة الإنسان، فإذا كان الإنسان بمقتضى طبيعته النفسية يشعر ويحس ويتألم  ويتلذذ ويتخيل...، وإذا كان بمقتضى طبيعته البيولوجية يأكل ويشرب وينتقل من مكان لآخر، فإن طبيعته الاجتماعية الجديدة تفرض عليه أن يعيش في مجتمع ويتعامل مع أفراده ويتعايش معهم، ويخضع للأوضاع السياسية والاقتصادية والتربوية واللغوية... الكائنة بالمجتمع.

      4. أن الظواهر الاجتماعية كما يقول دوركايم، تركيب خاص ينشأ من الفعل ورد الفعل بين ضمير الفرد من جهة وبين العقل الجمعي من جهة أخرى، فهي ليست من صنع فرد من الأفراد، ولكنها من صنع المجتمع ومن خلقه وتنشأ بوحي من العقل الجمعي.

      5. تمتاز الظاهرة الاجتماعية بأنها مترابطة ومتداخلة، ويفسر بعضها البعض، ويؤثر بعضها في البعض الآخر، فلا يمكن دراستها منفصلة عن بعضها أو منفردة، فالأسرة كظاهرة اجتماعية مثلا مرتبطة بالظواهر الاقتصادية، والاقتصادية مرتبطة بالسياسية... وهكذا.

      6. الظاهرة الاجتماعية تتصف بالعمومية والانتشار، أي يشارك فيها معظم المجتمع.

      7. الظاهرة الاجتماعية تاريخية، بمعنى أنها سابقة في الوجود على الوجود الفردي.

      8. أنها تتسم بالجبر والقسر، وتمتاز بقوة آمرة قاهرة هي السبب في أنها تستطيع أن تفرض نفسها على الفرد أراد ذلك أم لم يرد.

      9. الظاهرة الاجتماعية معقدة، أي لا يمكن إرجاعها لسبب واحد لانها تعود إلى عوامل متعددة، وقد أخطأ الكثيرون حينما حاولوا تفسيرها بعامل جغرافي أو سياسي أو اقتصادي أو عنصري أو نفسي، فظاهرة الجريمة مثلا يمكن أن نجدها محصلة لمجموعة من الأسباب النفسة والاقتصادية والتربوية، والدينية، والعلمية. ولهذا التعقيد كانت دراستها أصعب من دراسة الظواهر الطبيعية.

      10. الظاهرة الاجتماعية نسبية ومتغيرة من حيث الزمان والمكان، فالزواج مثلا يختلف من حيث تطور أشكاله على مر العصور، كما أنه يختلف من مجتمع لآخر من حيث عدد الأزواج والزوجات ومن حيث تقاليد الزواج...

      11.   الظاهرة الاجتماعية مكتسبة، فيتم تنشئة الأفراد عليها داخل الأسرة والمجتمع، ومن تبادل الآراء واتصال وجهات نظرهم، وانتصار رغباتهم وإرادتهم .

      12. تمتاز الظاهرة الاجتماعية بصفة الجاذبية، وهي صفة أضافها دوركايم ليرد بها على معارضيه الذين اعتبروا أن وصف الظاهرة الاجتماعية بالجبر والإلزام يجعلها ثقيلة على الناس، لأن هناك إرادة أقوى من إرادتهم تتحكم فيهم، فيرد دوركايم بأن الإلزام هنا له جاذبية وهذه الجاذبية نوعان:

      • لا شعورية : لأن الأفراد يعتادون عليها، ومتى اعتاد الفرد على شيء فإن هذا الشيء يصبح سهلا ميسورا على الفرد، بل محببا إلى نفسه.
      • شعورية : وهي تتردد من وقت لآخر، في مناسبات معينة، كما هو الحال في الاحتفالات والأعياد وغيرها.

      هذه هي أهم الخصائص المميزة للظواهر الاجتماعية التي استأثر بدراستها علم الاجتماع، وجعل منها ميدانا ومجالا لدراسته وبحوثه.

      2_ الظاهرة السوسيولوجية

      التكلم عن الظاهرة السوسيولوجيا يعني التكلم عن السوسيولوجيا المرادفة لمفهوم علم الاجتماع، "يعد ما كس فيرب من أهم السوسيولوجيين الألمان الذين أخذوا بمنهج الفهم. وهدفت السوسيولوجيا عند ماكس فيبر إلى فهم الفعل الاجتماعي وتأويله، مع تفسير هذا الفعل المرصود سببيا بربطه بالأثر والنتائج.

      السوسيولوجيا مع ألان تورين تجسد نفسها كعلم وممارسة والتزام باعتبارها "معرفة نضالية" بامتياز. إنها علم للتحرر من آليات الهيمنة بكل تلاوينها وأشكالها "المادية والمعنوية" حينما يعمد السوسيولوجي إلى تفكيكها وتوضيحها للحركات الاجتماعية من أجل الدفع بها نحو التغيير بهدف امتلاك التاريخانية، لأن السبب في ذلك أن الفعل هو الذي يحدد الأوضاع والظروف، ومن المستحيل دراسة الحركات الاجتماعية من دون أن ينخرط فيها عالم الاجتماع، لأن الموضوعية الباردة بحسب آلان تورين تتعارض بشكل كبير مع حرارة الحركات الاجتماعية.

      علم الإجتماع أو السوسيولوجيا هو علم المجتمع. ومن ثم، فهو يدرس الظواهر والوقائع الإجتماعية والأفعال الإنسانية، في ضوء مقاربات منهجية مختلفة ومتنوعة، بغية فهمها وتفسيرها وتأويلها. ويعني هذا أن علم الإجتماع يهتم بدراسة الأحداث والظواهر المجتمعية، والعمليات الإجتماعية، والعلاقات التفاعلية، ...، فعلم الاجتماع هو ذلك العلم الذي يدرس الوقائع والظواهر والأحداث والحقائق الاجتماعية من جهة أولى. ويدرس أفعال الأفراد وتصرفاتهم وسلوكياتهم في علاقة بالآخرين، ضمن سياق تفاعلي اجتماعي معين من جهة ثانية. ويدرس الأنظمة والمؤسسات الاجتماعية من جهة ثالثة.
      ويلاحظ أن هناك منهجين مهيمنين في علم الاجتماع: منهج علمي موضوعي يتكىء على التفسير السببي والعلمي، ومنهج ذاتي إنشائي تأملي وأخلاقي وتأويلي يقوم على الفهم.، .....، أي ثمة طريقتين في التعامل مع الظاواهر الاجتماعية، إما أن نتمثل الطريقة الوضعية التفسيرية في تبيان العلاقات الثابتة التي توجد بين الظواهر والمتغيرات، وإما أن نتمثل طريقة الفهم لاستجلاء البعد المجتمعي بفهم أفعال الذات وتأويلها.


      3_ الظاهرة الإتصالية كموضوع لعلم الاجتماع:

      إن مفهوم علم الاجتماع الاتصال يرتبط أساسا بالعلاقة بين علم الاجتماع والاتصال، حيث يعتبر علم اجتماع الاتصال فرعا من علم الاجتماع العام، حيث يدرس علم الاجتماع الظواهر الاجتماعية، والظواهر الاتصالية في الأصل ظواهر اجتماعية لأن الاتصال هو صيغة من صيغ التفاعل الاجتماعي من خلال تفاعل مرسل ومستقبل، أين يتخذ هذا ألاخيرموقف من المرسل حيث يحاول المرسل التأثيرفي حياة الناس ومواقفهم، اتجاهاتهم، قيمهم ومعاييرهم وأنماط سلوكهم (الرأي العام، أنماط التفكير، بناء تصور اجتماعي للحياة الاجتماعية)، لهذا يعد أحد الظواهر الاجتماعية، وهذا ما أكده جيمس فاندر زاندن وقال أن علم الاجتماع تفاعل اجتماعي يهتم في المقام الأول بما يحدث بين الناس من روابط اجتماعية، إذن هو العلم الذي يبحث في العلاقات والروابط أوتغييرها وحلها، من أسرة، جماعات، مجموعات، القطاعات الدينية، العصابات والتنظيمات الكبرى.

      كما أن علم الاجتماع يدرس نماذج العملية الاجتماعية كالتعاون، التنافس، الصراع، التميز، التخصص، التثقيف والتوافق وكلها تقوم عبر الفعل الاتصالي وهي تظم كافة عناصر العملية الاتصالية.

      والمجتمع يتميز بخاصية الحياة الاجتماعية فهو يولد، يكبر وينضج وفي أثناء هذه المراحل تتم عملية التنشئة الاجتماعية من خلال ترسيخ الثقافة، العادات، التقاليد، القيم، الأفكاروالآراء، وكل هذه العمليات تتم بمساعدة العملية الاتصالية ووسائله، لهذا السبب يعد الاتصال ضروري لفهم سيرورة المجتمع ومعرفة العملية الاتصالية، مكوناتها، أهدافها ضروري في حقل علم الاجتماع،...، إن الاتصال أحد أهم العوامل التي تحدث تغيرا في المجتمع فيستحيل دراسة الظواهرالاجتماعية دون الاتصال لأنه من محركاتها وأساس العمليات بين أفراد المجتمع كعملية التنمية مثال.

      وهنا يفرض الاتصال نفسه على علم الاجتماع كظاهرة إتصالية خاصة مع التطور الذي عرفه مجال الاتصال والإعلام علة مستوى الوسائل وعلى مستوى المحتوى وكذا على مستوى نطاق التأثير الذي جاء مصاحبا لما يعرف بالعولمة.

            فلقد نجحت وسائل الإتصال الجماهيري نجاحا هائلا غير مسبوق كأدوات لترويج ونشر واقع حياتي معين يتميز بالذاتية أكثر مما يتميز بالموضوعية، ولهذا السبب يتطلب ذلك الطوفان من المادة التي تنشرها وسائل الاتصال الجماهيري أن يشحذ كل فرد منا قدرته على تلقي تلك المادة الإعلامية واستعابها، وذلك إذا ما أراد لنفسه ألا يقع ضحية الخلط بين الواقع وصورة هذا الواقع التي تنقلها إليه وسائل الاتصال ولقد أفاضت الأقلام في وصف هذه الضاهرة وإلقاء الضوء على خطورتها وعدها "تهديدا للانسان المعاصر".

             حيث كانت بدايات الاهتمام بالظاهرة الاتصالية مع دراسة ميولات المستهلكين حول المنتوجات والسلع كالمجلات والجرائد  ودور السنما وحتى عن السلع والمنتوجات المعلن عليها في الجرائد والإذاعة كون أن الاعلانات من المصادر المهمة للأموال لها، وبهذا إزدادت أهمية تأثيرات وسائل الاتصال الجماهري بتطور هته الوسائل وظهور التلفزة لتتوجه الدراسات السوسيولوجية للإهتمام بدراسة المحتوى الإعلامي ( محتوى الرسالة الإعلامية)  والأثر الذي تتركه وسائل الاتصال على رأي الجماهير خاصة في ما يتعلق بتوقعات نتائج الانتخابات وهذا من خلال دراسة محتوى الرسالة الاعلامية السياسية والتأثيرات التي تتركها على الجمهور المتلقي.

        ليتوجه البحث في ما بعد للدراسات المقارنة التي كانت تقارن ما بين وسائل الاتصال المختلفة وهذا بتحديد خصائص ومميزات كل وسيلة ونواحي قوتها ومزاياها بالنسبة للوسائل الأخرى، وتاتي في ما بعد الاهتمامات بدراسة القائم بالاتصال كمرحلة متأخرة بالرغم من أن هذا الأخير يمثل الحلقة الاولى في عملية الاتصال، وتطور الدراسات الاجتماعية أكثر بتركيزها على كل جوانب الظاهرة الاتصالية وتغير هذه الظاهرة مع التطور التكنلوجي والرقمي الذي عرفته المجتمعات إلى يومنا هذا.

      4_ التحليل السوسيولوجي للإتصال والإعلام ووحداته:

       4. 1الفرق بين مفهومي الاتصال والإعلام:
      " الإتصال يعني عملية تبادل الأفكار والمعلومات والآراء من خلال الحديث أو الكتابة أو الصورة أو غيرها من الرموز، كذلك هو عملية مشتركة يقوم المرسل والمستقبل من خلالها بتبادل المعرفة، كما أن الاتصال عملية مخطط لها تهدف إلى حفز الجمهور على تبني مواقف وسلوكيات جديدة ولديه أهداف إعلامية، تخاطب قلب وعقل الإنسان، وأهداف إجتماعية وأبعاد ترفيهية. أما الإعلام فيعد وظيفة من وظائف الاتصال كما حددتها دراسات اليونسكو، أما الإتصال فهو أشمل وأعم من الإعلام، والإعلام جزء لا يتجزء من الإتصال ويؤدي وظيفة من وظائفه، من خلال نقل المعلومة إلى الفرد أوالمجتمع عن طريق وسائله المختلفة سواء كانت السمعية أو البصرية أو المقروءة، كما أن الإعلام يعد شكلا من أشكال الإتصال.
      "الإتصال هو نقل معلومة من طرف إلى آخر، بغض النظـر عـما يثيـره ذلـك الفعــل مــن اســتجابة أو عــدمها. أمــا الإعــلام فهــو الجــوهر الــذي يحويــه الاتصــال والــذي .يستخلصه الملتقي بعد أن يتمكن المرسل من تبليغـه إلى الملتقـى. ويطلـق الـبعض عـلى هـذا الجوهر تسمية الإعلام الكامن. وهكذا فكل عملية نقل لمعلومات تنطوي عـلى إعـلام كـامن وإعلام حقيقي، يقصد به ذلك الذي يصل فعلا إلى الملتقي".
      4. 2التحليل السوسيولوجي للإتصال والاعلام:

      علم اجتماع الاتصال فهو يهتم بدراسة عملية الاتصال باعتبارها ظاهرة اجتماعية ذات دور كبير في تماسك المجتمع، من خلال العلاقات الاجتماعية التي يعتبر أساسها. فالاتصال يمثل أحد ضروريات الحياة وبدونه لا يمكن بناء المجتمع. فهو يعمل على نقل المعلومات والأفكار والاتجاهات والعواطف بين الأفراد والجماعات من خلال بناء رمزي أساسه اللغة، وهو ما يميزه عن الإعلام في كونه لا يحتاج دائما للإطار التقني فقد يستغني على الوسائل التقنية كالهاتف وغيرها.

      يهتم بالدراسة العلمية الوصفية التحليلية لوسائل الإعلام الجماهيري من حيث وجودها في المجتمع الإنساني مؤثرة فيه ومتأثرة به، كما يركز في دراسته على اعتماد المقارنة في تقصي الاختلاف الموجود بين المجتمعات في علاقتها بهذه الوسائل.

            بالحديث عن التحليل السوسيولوجي للإعلام والإتصال فإننا نتحدث على التفسير السوسيولوجي للظاهرة الإتصالية والاعلامية من خلال مجموعة من النظريات المفسرة سواء كانت نظريات سوسيولوجية عامة أو نظريات سوسيولوجية متخصصة.

      _ النظريات الوظيفية: تستمد هذه النظرية أصولها الفكرية العامة من آراء مجموعة كبيرة من علماء الاجتماع التقليديين والمعاصرين الذين ظهروا على وجه الخصوص في المجتمعات الرأسمالية، من أمثال: أوجست كونت، إيميل دوركايم وهربیرت سبنسر، والعديد من علماء الاجتماع الأمريكيين المعاصرين مثل: تالکوت بارسونز وروبرت میترون وغيرهم. وقد اهتمت بالنظم باعتبارها أنساق اجتماعية لها وظائف تساهم في المحافظة على المجتمع. وبما أن وسائل الاتصال والإعلام تقوم بأنشطة متكررة ومتماثلة في النظام الاجتماعي، فهي بذلك تساهم في تحقيق التوازن الاجتماعي للمجتمع، وبذلك أصبحت تشكل إحدى المكونات الأساسية في البناء الاجتماعي المعاصر. ومن أهم فروض هذه النظرية نذكر:

      إن وسائل الإعلام والاتصال يجب أن تعكس بصورة أساسية الموجهات الأيديولوجية والثقافية العامة، التي تعتبر الركائز الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات الرأسمالية.

      إن لوسائل الاتصال أهداف وظيفية منذ مراحل نشأتها الأولى. وتكمن أهميتها في تحديد العلاقات المتبادلة بين وسائل ونظم الاتصال الجماهيري وبين بقية النظم والأنساق الاجتماعية الأخرى.

      طرحت هذه النظرية مجموعة من النماذج التي تعرف في دراسات الاتصال والإعلام بالنماذج الوظيفية أو نماذج التحليل الوظيفي التي تركز على تحليل خصائص والوظائف والأهداف العامة التي تقوم بها وسائل الاتصال الجماهيري، اعتمادا على التحليل النظري من ناحية وإجراء الدراسات الميدانية من ناحية أخرى.

      اهتمت بالبحث في مدى تأثير وسائل الإعلام على ذوق الجمهور، حيث اعتبرتها مسؤولة على استقرار النظام ككل، فقد يكون لها تأثير إيجابي فيقال أنها “وظيفية”، وقد يكون لها تأثير سلبي فيقال أنها سببت ” اختلال وظيفي”.

      نظرية الصراع: ترجع جذور هذه النظرية إلى طبيعة ظهور منظور الصراع الاجتماعي، حيث تعتبر الصراع أهم العمليات الاجتماعية. وقد ركزت على ضرورة تبني مفهوم الصراع كأساس للتغير الاجتماعي واعتباره الجوهر العام للحياة الاجتماعية، كما ركزت على تحليل نظم الاتصال الإعلامي باعتبارها احدى وسائل الإنتاج الفكري والثقافي التي تلعب أدوار أساسية في تشكيل الوعي لدى الجماهير. ومن المواضيع التي اهتمت بها نذكر: التنافس الموجود بين وسائل الإعلام من أجل تحقيق المصالح، الصراع والجدل القائم حول حقوق وسائل الإعلام في مواجهة حق احترام خصوصية الأفراد وحق وسائل الإعلام في حماية مصادرها مقابل حق الحكومات في حماية أسرارها في أوقات الأزمات…وغيرها من المواضيع المتعلقة بالنظم الإعلامية.

      نظرية التفاعلية الرمزية: تعتبر النظرية التفاعلية الرمزية من أهم النظريات السوسيو-سيكولوجية في مجال دراسة الاتصال والإعلام ويمكن تحديد العناصر الأساسية والأفكار العامة التي تتبناها هذه النظرية في:

      تعبر التفاعلية الرمزية عن العملية التي يكون فيها الفرد في علاقة اتصال مع الأفراد من أجل تحقيق أهدافهم، وهي تفاعلات تقوم على أساس رمزي بحت وتتخذ هذه الرموز أشكال وصور مختلفة. ولا يمكن أن يحدث الاتصال دون الاتفاق على معان موحدة للرموز الموجودة في البيئة. ويترتب على هذا الاتفاق تشابه للاستجابات بين الأفراد، فيزداد التفاعل بينهم بزيادة خبراتهم الاتصالية المرتبطة بادراك هذه الرموز ومعانيها. ويعتبر إدراك الرمز وتحديد المعنى هو العملية الاتصالية العقلية التي ينظر من خلالها الأفراد إلى الأشياء والأفراد في المواقف الاتصالية المختلفة. وفي هذا الإطار يتم الربط بين العمليات الرمزية وعمليات الاتصال الإنساني.

      -تهتم التفاعلية الرمزية بطبيعة اللغة والرموز في شرح عملية الاتصال في إطارها الاجتماعي، حيث تتحدد الاستجابات من خلال نظام الرموز والمعاني الذي يتبناه الفرد من مواقف واتجاهات مختلفة. وكلما تشابهت هذه الرموز كانت الاستجابات متشابهة في عملية التفاعل الرمزي ومنه تجسيد فعلي للاتصال الاجتماعي.

      -الاتصال هو في حد ذاته تفاعل رمزي وهو بذلك يشكل سلوك رمزي ينتج بدرجات مختلفة لمعايير وقيم مشتركة بين عناصر العملية الاتصالية. ومن هنا تبرز أهمية النظرية التفاعلية الرمزية في دراسة الاتصال من خلال اهتمامها بفكرة تبادل التفاعل الاجتماعي واستخدام المعاني المشتركة كأساس للتفسير الفردي لما يحدث في المحيط. فقد أكد تشارلز كولي بأن فهم الأفراد للبيئة الخارجية وإدراكهم ما تحتويها، يعتمد على الاتصال بمختلف عناصره.

      فالاتصال هنا يقوم بدور المرشد من خلال توجيهه لمفهومات الذات والدور والمواقف، وكل ذلك عبارة عن اتصال في سياق تفاعلي رمزي.

      -التفاعلية الرمزية تركز محور اهتمامها حول نقطة أساسية تتمثل في أن الاتصال هو شرط أساسي الحدوث التفاعل الاجتماعي. فاتصال الفرد هو الذي يحدد طريقة تفاعله مع الآخر، فالاتصال هو مصدر للخبرة غير المباشرة ويبرز دوره في توجيه الفرد وتعريفه ببيئته وإدراك مجتمعه.


      النظرية النقدية: جاءت تحليلات هذه المدرسة في دراسة وسائل الاتصال والإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والاتحاد السوفياتي والتي ارتبطت بصورة خاصة بواقع هذه المجتمعات، باعتبار أن النظام الإعلامي ووسائل الاتصال ما هي إلا نظم فرعية ترتبط بالنظام الثقافي العام الذي يشكل الإطار العام المعرفي والإيديولوجي للمجتمع. ونظرا لأهمية وسائل الاتصال والإعلام سواء في هذه المجتمعات أو غيرها، أكد رواد هذه المدرسة على أهمية هذه الوسائل واعتبارها من أهم التنظيمات التي تقوم بصناعة المعلومات.

      ومن أهم فروض هذه النظرية نذكر:

      إن وظيفة وسائل الإعلام هي مساعدة أصحاب السلطة على فرض نفوذهم والعمل الوضع القائم، لذلك جاءت دراساتهم نقدية للأوضاع الإعلامية القائمة.

      إن محتوى وسائل الإعلام يروج اهتمامات الجماعات المهيمنة في المجتمع، ويميل هذا المحتوى إلى التغطية غير المتوازنة للعلاقات الاجتماعية.

      ضرورة تحليل المعاني الرمزية للمحتوى الذي تروجه المصالح الرأسمالية لجذب اهتمام الطبقة العاملة.

      فضح أسطورة حياد الدراسات الإعلامية الأمريكية التي يمولها كبار رجال الأعمال لخدمة الثقافات المهيمنة.

      وعموما فإنه يمكن القول أن هذا التيار قد كانت له مساهمته الفعالة في توضيح الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام والاتصال في بناء الثقافات وتدعيمها خاصة في المجتمعات الرأسمالية، وكيفية سيطرة الطبقات وأصحاب المصالح على وسائل الإعلام وتوجيهها بما يضمن استمرارها.

      نظريات التوقع الاجتماعي: تعد وسائل الاتصال والإعلام مصدرا مهما للتوقعات الاجتماعية النموذجية حول التنظيم الاجتماعي للجماعات معينة في المجتمع الحديث. أي أن مضمون هذه الوسائل يصف المعايير والأدوار والرتب والعقوبات لكل أنواع الجماعات المعروفة في الحياة الاجتماعية المعاصرة. ويستطيع الأطفال أن يتعلموا من هذه المصادر، نوع السلوك والدور المتوقع منهم وكذلك طبيعة الجزاء أو العقاب الذي سوف يلحق بهم.

      وعلى هذا الأساس فإن هذه النظرية تهتم بعوامل التطور الاجتماعي لوسائل الإعلام، والتي تنتج عن تصوير نماذج ثابتة لحياة الجماعة. وتحدد مثل هذه النماذج ما هو متوقع من الأفراد عندما ينتسبون إلى جماعة الأسرة أو العمل أو يذهبون إلى دور العبادة وغيرها. وبذلك تساعدهم على تحديد التوقعات المنتظرة منهم قبل أن يساهموا فعلا في نشاط الجماعة.

      5_ مناهج البحث في علم الاجتماع الاتصال

      تتعدد وتختلف المناهج المعتمدة في علم الاجتماع الاعلام والاتصال، نذكر أهمها كما يلي:

      1-المناهج الكيفية:

      تم استخدام المناهج الكيفية في سيسيولوجيا الاتصال والإعلام، ولاسيما بعد أن تزايد اهتمام المتخصصين في هذا المجال بالمناهج الكيفية، والسبب يرجع إلى أن المناهج الكيفية تستخدم جميع أنواع وطرق البحث الاجتماعي مثل: الملاحظة، والمقابلة، واستمارة البحث، وتحليل المضمون ودراسة الحالة وغيرها. وتراث علم الاجتماع عامة، وسيسيولوجيا الاتصال والإعلام خاصة يوضح لنا مدى استخدام المناهج الكيفية في دراسة مشكلة أو ظاهرة الاتصال البشري وأيضا الاتصال الجماهيري والإعلامي وذلك حسب المفهوم الحديث وتطور دراسة هذه المشكلة.

      إقرأ أيضا:تعريف ومناهج ونظريات علم الاجتماع السياسي

      2-المناهج الكمية:

      يقصد بالمناهج الكمية تلك المناهج التي تعتمد على استخدام المؤشرات العددية والإحصائية الدراسة الظواهر الاجتماعية وتحليلها بصورة يسهل فهمها والتعرف على مشاكلها والعوامل المتداخلة بها. وفي مجال الدراسة والبحوث الإعلامية والاتصالية، نجد أن استخدام المناهج الكمية قد تزايد تحت تأثير مجموعة من الأسباب منها:

      تزايد عدد وسائل الاتصال الجماهيري والإعلامي التي أصبحت منتشرة في جميع أنحاء العالم مثل الراديو، والصحف، والتلفزيون، وإقبال الجماهير المتزايد عليها.

      انتشار توزيع وإنتاج صناعة الإعلام والاتصال، مما يتطلب استخدام الإحصاءات بصورة مميزة وأساسية.

      إن استخدام المناهج الكمية والإحصائية يساعدنا على التعرف على الكثير من المظاهر والمشاكل والعلاقات المفسرة الظاهرة الاتصال ووسائلها المختلفة، فمثلا التعرف على أكبر الصحف في العالم يقاس من حيث نسبة توزيعها وعدد قرائها، مقارنة بغيرها من الصحف. كما تمكن من التمييز بين حجم الجمهور الذي يستخدم وسيلة اتصالية دون الأخرى. كما أن دراسة أسباب إقبال وإحجام الجمهور على وسيلة ما، تقوم أساسا على استخدام الوسائل الكمية للإحصاءات العددية.

      وعموما فإن استخدام المناهج الكمية والإحصاءات ساعدت كثيرا في تطوير مراكز البحوث الاتصالية والإعلان.

      6_ وحدات التحليل السوسيولجي للإتصال والإعلام

      القائم بالاتصال

      الرسالة الإتصالية الإعلامية، المتلقي أو المستقبل

      الوسيلة الاتصالية

      التغذية الراجعة (إتجاهات، آراء، سلوكيات)

      المسؤولية الاجتماعية للاتصال

      العمليات الاجتماعية كالتعاون والصراع والتنافس

      الأنظمة الاجتماعية

       






    • بلقاسم سلاطنية وآخرون، علم الاجتماع الإعلامي، ط1، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2012

      منال أبو الحسن، أساسيات علم الاجتماع الإعلامي "النظريات والوظائف والتأثيرات، دار النشر للجامعات، مصر ، 2007.

      محمد الجوهري وآخرون، علم الاجتماع ودراسة الإعلام والاتصال، دار الجامعة المعرفية ، الإسكندرية، 1992

      خالدي سعاد، تجليات نظريات ونماذج إلاعالم والاتصال في أدبيات رواد علم الاجتماع، مجلـة الرواق للدراسات الاجتماعية وإلانسانية، الجزائر، المجلد 8 العدد 1، 2022

      جميل حمداوي، ميادين علم الاجتماع، الجزء 1، ط1 ، 2015

      _جميل حمداوي، جهود ماكس فيبر في مجال السوسيولوجيا، ط1، 2015

      أحمد رافت عبد الجواد، مبادئ علم الاجتماع، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة

      حسين قروق، في مفهوم الظاهرة والظاهرة الإجتماعية، بوابة علم الاجتماعhttps://www.b-sociology.com

  • ثالثا: التحليل السوسيولوجي في بحوث الاعلام

    • 1.   تقنيات تحليل محتوى الإعلام

      1 .1 لمحة تاريخية عن تحليل المحتوى

      "لا يوجد تاريخ دقيق لبدايات تحليل المحتوى , وإنما تعود بداياته إلى لازويل  Lasswill وزملائه في عام 1930م عندما كانوا في مدرسة الصحافة في كولومبيا بأمريكا , ثم تبعه الدراسة التي أجراها سبيد Speed   لمقارنة التغير في طبيعة الحد من صحف نيويورك بعد محاولة جريدة نيويورك تايمز زيادة توزيعها بتخفيض الثمن وزيادة الحجم واتجاهها إلى الإثارة في تحرير الموضوعات الصحفية .

      وأصبحت الدراسات التي تطبق تحليل المحتوى من الدراسات المتميزة التي طبق فيها نموذج لتحليل المحتوى, ومن هذه الدراسات دراسة ويلي Willey للصحف الإقليمية التي استخدم فيها نفس الفئات ونفس المقاييس لدراسة تطور الصحف الإقليمية الأسبوعية التي كان يعتمد عليها وحدها خلال حرب الاستقلال الأمريكية" . 

      وفي أواسـط العقد الثاني من القرن الماضي، حيث استُعمل للتعرّف على أساليب الدعاية، و كانت دراسة كل من ليبمــان Lipman و تشارلز ميرز mirsse Charles  في هذا الصدد أول دراسة علـمية متكاملة استعملت هذا الأسلوب، و منذ تلك المرحلة شهد تحليل المحتوى استخدامات واسعة في تحليل المواد الصحفية المنشورة بالجرائد و المجلات و المواد الإذاعية و التلفزيونية و الفيلمية، فضـلاً عن تحليل الخطـابات على مختلف أشكـالها، و الرسائل و المحادثات و الصور .. و لم ينحصر تحليل المحتوى في نطاق تحليل المادة الإعلامية فحسب، بل شهد تطورات واسعة النطاق في مجالات معرفية أخرى كالعـلوم الاجتمـاعية و الأدبية و السياسية و الاقتصادية .

      في الوطن العربي تأخرت هذه االهتمامات، ذلك ان علوم االنسان والمجتمع، كما نقلها أساتذتنا عن الغرب لم تتأسس إال في عقود متأخرة. وقد انشغل كثير من أولئك االساتذة بالنقل والترجمة لتوفير المادة الدراسية لطلبتهم، أما االهتمامات البحثية فقد تأخرت كثيرا. ففي العراق كانت هناك تجارب بحثية مبكرة مثا تجربة المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية، ووحدة بحوث االتصال في معهد التدريب االذاعي والتلفزيوني، فضا عن وحدات للبحوث وجدت ضمن البنية التنظيمية لبعض الصحف، ومن الدراسات العربية المبكرة دراسة شفيقة الخطيب حول اتجاهات نحو مقتل العربية لومومبا التي قدمت الى المركز الدولي لتنمية المجتمع بمصر عام 1961 .ودراسة الدكتور محمود الشنيطي عن القصة القصيرة في المجات المصرية، باإلضافة الى دراسات تحليلية  التي قام بها فريق وحدة بحوث االتصال لعينة من البرامج التحليلية واالخبارية، المحلية والدولية . كذلك قام طلبة عرب بتحليل مضمون الصحف في عدة دول عربية وخصوصًا بعد نكسة جوان 1967 ،كما يمكن الإشارة الى دراسة مارلين نصر 1970 وهي رسالة دكتوراه في خطب جمال عبد الناصر 1952 بباريس. والبد أن نوثق هنا حقيقة أن تحليل المضمون لم يجد اهتماما كافيا في أقسام علم االجتماع والنفس واالنثربولوجيا بل وجد اهتماما متعاظما في علوم اإلعام واالتصال.

      1 .2 مفهوم تحليل المحتوى

      كابلان Kaplan يرى بأن تحليل المحتوى يهدف إلى التصنيف الكمي لمضمون معين في ضؤ نظام للفئات صمم ليعطي بيانات مناسبة لفروض محددة خاصة بهذا المضمون".

      يرى بيلرسون Brelson أن : " تحليل المحتوى هو أحد أساليب البحث العلمـي التي تهدف إلى الوصـف الموضـوعي و المنظم و الكمي للمضمون الظاهر لمادة من مواد الاتصال". 

      يرى موريس أنجرز Angers Maurice أن تحليل المحتوى " تقنية غير مباشرة تُستعمل في منتجات مكتوية أو سمعية أو سمعية – بصرية، صادرة من أفراد أو مجموعة أو عنهم و التي يظهر محتواها في شكل مرقم" 

      عبد الباسط محمد حيث يقول: تحليل المحتوى هو أسلوب يهدف إلى الوصف الموضوعي المنظم الكمي للمحتوى الظاهر للاتصال"

       تحليل المضمون " أسلوب أو أداة للبحث العلمي يمكن أن يشخصها الباحثون في مجالات بحثية متنوعة و على الأخص في علم الإعلام، لـوصف المحتوى الظاهر و المضمون الصريح للمادة الإعلامية المراد تحليلها من حيث الشـكل و المضمون – تلبية للاحتياجات البحثية المصاغة في تساؤلات البحث أو فروضه الأساسية، طبقاً للمقتضيات الموضوعية التي يحـددها البـاحث، و ذلك بهدف استخدام هذه البيانات، بعد ذلك، إما في وصف هذه المواد الإعلامية التي تعكس الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية أو العقائدية التي تنبع منها الرسالة الإعلامية أو التعرف على مقاصد القائمين بالاتصال من خلال الكلمات و الجمل و الرموز و الصور و كافة الأساليب التعبيريةشكلاً و مضموناً – و التي يعبر بها القائمون بالاتصال عن أفكارهم و مفاهيمهم، و ذلك بشرط أن تتم عملية التحليل بصفة منظمة، و وفق منهجية و معايير موضوعية، و أن يستند الباحث في عملية جمع البيانات و تبويبها و تحليلها على الأسلوب الكمي بصفة أساسية". 

      1 .3 أهمية تحليل المحتوى

      تختلف أهمية تحليل المحتوى بتعدد مجالات إستخدامه ( المجال التربوي، المجال الإعلامي، مجال البحث العلمي...) ويمكننا حصر هته الأهمية في بعض النقاط:

      ·       تحليل البرامج الإذاعية لمعرفة اتجاهاتها ونويا الأعداء والمنافسين

      ·       تحليل البرامج التلفازية والمواد الإعلامية المنشورة في الكتب والمجلات وشبكات النت لمعرفة إتجاهاتها وكشف الأدلة عن نوايا الأعداء والمنافسينوالتأسيس عليها في بناء استراتيجيات إعلامية مضادة.

      ·       تحليل محتوى مضمون المواد الدعائية لمعرفة اتجاهاتها ونوايا أصحابها.

      ·       نقد محتوى المواد الإعلامية بقصد تطويرها.

      ·       تقويم الشكل الذي يقدم به المضمون للمستقبلين وقدرته على جذبهم.

      ·       التعرف على خصائص الكتب المدرسية ومكونات مضمونها.

      ·       التعرف على الإتجاهات السائدة في الكتب المدرسية واهتماماتها.

      ·       تشخيص نقاط القوة والضعف في محتوى الكتب المدرسية بقصد تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف.

      ·       الكشف عن مدى إستجابة محتوى الكتاب المدرسي لأهداف المنهج.

      ·       الكشف عن الأسس والمنطلقات التربوية والنفسية التي إعتمدها المؤلفون في إعداد المحتوى.

      ·       معرفة مدى إستجابة المحتوى لحاجات المتعلمين واهتماماتهم.

      1 . 4 المبادئ التي يقوم عليها تحليل المحتوى 

      ·       نجاح عملية تحليل المحتوى في تحقيق أهدافها يقتضي حياد الباحث وموضوعيته وعدم تحيزه.

      ·       التحليل لا يعني التقوين لأن محمة التحليل تنتهي عند تجزئة الكل وإرجاعه إلى أجزائه وتسليط الضوء على خصائص الأجزاء من دون إصدار أحكام بشأنها .

      ·       أهداف المحتوى ليست كلها ظاهرة وإنما ضاهرة وباطنة، وقد تكون الباطنة أكثر أهمية من الظاهرة ولم يصرح بها لكنها قابلة لأن تكتشف من خلال السياق الذي وردت فيه.

      ·       المحتوى سواء كان مسموعا أو مقروءا يمثل البصمة الفكرية لصاحبه، ولهذا تحليل المحتوى يمكننا من الكشف عن الهوية الفكرية والعلمية لصاحب الرسالة الإعلامية.

      ·       لكي تكون عملية التحليل ذات جودة ينبغي الموازنة بين قيمة الأهداف التي يسعى المحلل إليها وما تكلف عملية التحليل من جهد ومال وزمن.

      ·       المحتوى المقروء أو المسموع يعدا سلوكا لغويا ظاهرا أكثر صدق في التعبير عن آراء صاحبه، أما النوايا والأسرار التي لم يعبر عنها بسلوك ضاهر فهي خفايا يصعب الوصول إليها والإستدلال عليها قد لا يكون كافيا ولهذا فإن تحليل المحتوى في الأساس يتوجه نحوى مادة الإتصال الظاهرة المقروءة أو المسموعة والمرئية.

      ·       تحليل المحتوى يتضمن دوافع ومقاصد المؤلفين التي يسعون لتحقيقها .

      ·       معدل تكرار ضاهرة أو سمة في المحتوى دليل صادق على الوزن النسبي لها.

      1 . 5 خصائص تحليل المحتوى 

      _ الوصفية: دور الباحث في هذا الأسلوب هو تحديد فئات المحتوى ( الشكل والمضمون) وإحصاء تكرار كل فئة فيه وتقديم تفسير موضوعي لما يتضمنه المضمون من ظواهر في ضوء القوانين التي تمكنه من التنبؤ أو الإستنباط والقياس.

      _ الموضوعية والمصداقية: وتعني الابتعاد عن الذاتية والأحكام المسبقة والالتزام بمكونات الموضوع وظواهره، ومن شروط الموضوعية أن تكون أداة تحليل المحتوى صادقة وصالحة لقياس ما وضعت من أجلهن وثابتة من خلال إعطاء النتائج ذاتها عند إعادة إستخدامها، وأن يكون التعريف الإجرائي لكل الفئات المستخدمة في التحليل واضحا.

      _ الكمية: يعد الجمع بين الكم والكيف ضروري في تحليل المحتوى فالمعالجة الإحصائية في التحليل الكمي وسيلة لرفع كفاية التحليل ودقته وشموله في التعبير عن خصائص المحتوى بعيدا عن الذاتية والتخمين فالتحليل الكمي هو أساس للتحليل الكيفي.

      _ التنظيم: إن سمة الإنتضام في تحليل المحتوى تعني انه يتم في ضوء خطة علمية متدرجة أي التدرج في تحليل المحتوى وفق خطوات البحث العلمي المعروفة منهجيا.

      _ العلمية: يقصد به توافر شروط الموضوعية في أسلوب التحليل لان تحليل المحتوى يستهدف دراسة ظواهر المضمون ويهتم بوضع قوانين لتفسيرها والكشف عما بينها من علاقات، وهو يتقيد بكل شروط البحث العلمي  لإجراء التحليل.

      _ يتناول الشكل والمضمون: يتسم تحليل المحتوى بأنه يتناول المحتوى من زاويتين: الأولى مضمون المحتوى من أفكار ومعارف وحقائق ومبادئ وقوانين واتجاهات وقيم ومهارات ودلالات، والثانية الشكل الذي ينقل به المضمون إلى المتلقي على إفتراض أن للشكل دورا كبيرا في إيصال المضمون بكل مكوناته إلى المتلقي وتأثيرا لا يمكن إغفاله فيه.

      _ الكشف والتنقيب: تحليل المحتوى أسلوب بحث يساعد على حل مشكلات معينة وهذا يعني أن هناك إرتباط وثيق بين تحليل المحتوى ومشكلة الدراسة.

      1      .6 خطوات تحليل المحتوى

      1 .6. 1. ضبط موضوع الدراسة وتحديد مشكل البحث:

      . ضبط موضوع الدراسة من خلال الدراسة الاستطلاعية النظرية: لكي يتمكن الباحث من الإحاطة بموضوع بحثة لا بد له من تسخير وقت جيد للبحث النظري والذي يكون من خلال عملية القراءة، لهذا على الباحث في بداية اختياره لموضوع البحث زيارة المكتبات (مكتبة الكلية، مكتبة الجامعة، مكتبات جامعات أخرى، مكتبات إلكترونية) ويقوم بجمع مختلف المراجع والدراسات السابقة التي لها علاقة بموضوع بحثه.

           والدراسة الاستطلاعية النظرية تمكن الباحث من:

      §        الوصول إلى قرار أكيد حول الموضوع المراد دراسته.

      §        الوصول إلى أهم الدراسات السابقة حول الموضوع

      §        تحديد متغيرات الدراسة ومؤشراتها

      §        التخطيط للمحاور النظرية للدراسة

      §        تكوين إطار نظري قوي من خلال الإلمام بمجموعة من المراجع والمصادر العلمية المهمة حول موضوع بحثه.

      §        وضع سؤال الإنطلاق بشكل دقيق وصريح وواضح.

      §        بناء إشكالية جيدة من خلال تحديد المقاربات السوسيولوجية المناسبة وأهم المصطلحات العلمية.

      §        تكوين أفكار جديدة لبحوث قادمة

      .الدراسة الإستطلاعية الميدانية: في كثير من الأحيان يختار الباحث موضوع بحث ويرى من الناحية النظرية أنه جيد ويصلح للدراسة، لكنه عندما يصل إلى مرحلة جمع المعطيات يجد العكس ولا يستطيع اختبار فرضيات بحثه على أرض الواقع، وهذا كله لأنه لم يقم باستطلاع الميدان في مرحلة إختيار الموضوع.

          فالدراسة الإستطلاعية الميدانية هي الأخرى مرحلة أولية مهمة جدا لنجاح باقي مراحل البحث اللاحقة، كونها تمكن الباحث من:

      §        معرفة ما إذا كان موضوع بحثه قابل للدراسة على أرض الواقع أم لا.

      §        إمكانية قياس مؤشرات موضوع البحث من عدمه.

      §        معرفة حجم الموارد المالية ونوع الموارد المادية الواجب توفرها للقيام بالبحث.

      §        معرفة ما إذا كان الوقت المتاح للباحث كاف لإنجاز البحث أم لا.

      §        معرفة طبيعة مجتمع البحث وتركيبته.

      §        معرفة مجالات الظاهرة الدراسة التي لم يفكر فيها الباحث من قبل.

      §        الإلمام بخصائص مجتمع البحث.

      §        معرفة ما إذا كان بالإمكان تطبيق البحث على كل عناصر المجتمع أم اللجوء للعينة.

      . تحديد مشكل البحث

          "مشكل البحث هو عبارة عن فجوة ندركها والتي نريد ملأها بين ما نعرفه وبين الذي يجب أن نعرفه والمكل الحقيقي يجب أن يكون:

      . لديه أسباب وجيهة ومنطقية تدفع الباحث لدراسة المشكل .

      . ألا يكون لها حاليا حل مرضي.

      . أن يكون مشكل علمي يمكننا حلة من خلال المنهج العلمي.

      . مفهوم الإشكالية:

             الإشكالية هي النص الذي يوضح القارئ من خلاله الحيرة التي تنتابه حول موضوع الدراسة، وهذا النص يكون فيه تسلسل منطقي للأفكار، فينطلق الباحث فيه بطرح الموضوع بشكل عام ومن ثم التدرج في الطرح إلى غاية الوصول إلى لب الموضوع وإلى المشكل الذي تتمحور عليه الدراسة.

      يستعين الباحث في كتابتها بما توصل إليه من القراءات االسابقة والعمل الإستطلاعي، لأن هذا النص يحتوي على معلومات كافية حول المشكل والعلاقات القائمة والتي تكون مقدمة بطريقة علمية تمكن القارئ من فهم وجهة نظر الباحث لكيفية طرح الإشكال وطريقة حله.

      . المبادئ الواجب مراعاتها عند كتابة الإشكالية:

      §        وضوح الإشكالية من خلال وضوح المصطلحات وبساطتها، وتحديدها بدقة

      §        الابتعاد عن الأحكام المسبقة والإعتبارات الشخصية والتمسك بالحقائق والنظريات العلمية.

      §        الإستشهاد بالمراجع والمصادر العلمية عند اقتباس الأفكار من أصحابها

      §        ألا يطغى الإقتباس على محتوى الإشكالية بل أغلبها يكون من إنتاج الباحث والإقتيباسات الحرفية تكون في التعاريف فقط

      §        أن تكون مكتوبة بأسلوب علمي وليس أدبي صحفي.

      §        الا تحوي الإشكالية إجابة على مشكل الدراسة .

      §        المقاربة السوسيولوجية المتبنات تكون واضحة في الإشكالية.

      . صياغة الإشكالية:

               تصاغ المشكلة عبر ثلاث مستويات بحيث يكون هناكتسلسل في طرح الأفكار من المستوى العام إلى المستوى الخاص إلى المستوى الأخص ويكون الإنتقال من مستوى إلى مستوى من خلال  الإستعانة بأدوات الربط المناسبة، مع وجوب مراعات عدم الأنتقال إلى المستوى اللاحق ثم الرجوع مرة أخرى إلى المستوى السابق ( كأن ننتقل من المستوى العام إلى الخاص ثم نعود مرة أخرى ونتناول الموضوع بشكل عام ).

      _المستوى العام: يكون عبارة عن طرح عام لموضوع البحث من خلال الإشارة حدة الظاهرة  أو أسباب دراسة هذا الموضوع أو واقع الضاهرة على مستوى أشمل أو الإشارة لجذور الظاهرة مع تفادي صياغة المشكل في المقدمة.

      _ المستوى الخاص: ننتقل للتكلم عن مانعرفه حول الظاهرة مع الإستشهاد بالحقائق العلمية ومنطق المقاربة السوسيولوجية المتبناة، وما نريد معرفته أو دراسته حول الظاهرة معبرين بذلك عن الحيرة التي تنتابنا عنها.

      _ المستوى الأخص: نصل من خلال هذا المستوى إلى تحديد وبلورة لمشكل الدراسة أو ما يراد معرفته  وكيفية معالجته بحيث يتم صياغة مشكل البحث في سؤال رئيسي يعكس مشكل الدراسة بدقة.

      _ التساؤل الرئيسي للدراسة (تحديد مشكل البحث بدقة)

             الإنتهاء من الإشكالية يكون من خلال طرح سؤال مشكل، هذا السؤال يكون من خلال العودة إلى سؤال الإنطلاق وإعادة صياغته بالنظر إلى المعطيات النظرية التي قد إكتسبها الباحث وقد قام بتوظيفها في نص الإشكالية، هذا السؤال له دور مهم جدا في باقي خطوات البحث، والذي من خلاله نقوم بالإنطلاق بخطوة جديدة من خطوات البحث العلمي وهي وضع الفرضيات.  

             وسؤال الإنطلاق لابد أن يحوي المتغيرات الرئيسية لموضوع البحث كما يجب أن يوضح المراد دراستها ( الدور، العلاقة الإرتباطية، التأثير، الدرجة .....)

      _ التساؤلات الفرعية للدراسة:

             التساؤلات الفرعية هي أسئلة مبسطة للسؤال الرئيسي تأتي لتوظيح جزئيات المشكل المراد دراسته أو الجوانب والمجالات المراد دراستها كون أن الباحث لا يمكنه دراسة كل جوانب البحث، ولهذا يجب أن تدرس نفس العلاقة التي طرحت في السؤال الرئيسي ولا يجب أن تدرس علاقة مغايرة لأنه في هذه الحالة الأسئلة تعبر عن مشكل آخر.

      1 .6 .2. صياغة الفرضيات

      . الفرضية: "هي عبارة عن حلول مقترحة يضعها الباحث لحل مشكلة البحث أو لتفسير الحقائق أو الظروف أو أنواع السلوك التي تجري مشاهدتها ولم تتأيد بعد عن طريق الحقائق العلمية، وهي إجابة محتملة لأسئلة البحث، وتمثل الفرضية العلاقة بين متغيرين، متغير مستقل ومتغير تابع، وتكون بعض العناصر أو العلاقات التي تتضمنها الفرضيات حقائق معروفة في حين أن البعض الآخر يكون حقائق متخيلة أو متصورة".

      وهي "عبارة عن تخمين أو إستنتاج ذكي يتوصل إليه الباحث ويتمسك به بشكل مؤقت، فهو أشبه برأي الباحث المبدئي في حل المشكلة".

      . أنواع الفرضيات:

      _ الفرض الصفري: هو الفرض الذي يقوم على نفي وجود علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع وهو یعنى أیضا عدم وجود علاقة بین المتغیرات أو عدم وجود فروق بین المجموعات ، ولذلك فهو یسمى فرض العدم ، ومعنى ذلك أنه فرض العلاقة الصفریة أو الفروق الصفریة بین المتوسطات " تساوى المتوسطات " ، ویلجأ الباحث للفرض الصفرى فى حال تعارض الدراسات السابقة أو فى حال عدم وجود دراسات سابقة فى موضوع بحثه.

      وهناك فرض صفري إحصائي : عندما نعبر عن الفروض الصفریة بصیغة رمزیة وعددیة

      _ الفرض البديل: يسمى كذلك بالفرض البحثي أو المباشر وهو الفرض الذي يقوم على بإثبات وجود علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع وهو عكس الفرض الصفري .

      ، ويأتي هذا الفرض في عدت صيغ:

      §        صيغة الإيجاب

      §        صيغة السلب

      §        صيغة الطردية

      §        الصيغة العكسية

      §        الصيغة الإحصائية

      و حسب عدد المتغيرات التي تحملها الفرضية هناك:

      _ فرضية ذات متغير واحد: تكون هذه الفرضية في الدراسات التي تتمحور حول معرفة تطور متغير مستقل في زمان أو مكان ما

      _ فرضية ذات متغيرين: تستعمل مثل هذه الفرضيات في الدراسات التي تتمحور حول دراسة علاقة بين متغيرين  مستقل وتابع (العلاقة، التأثير، الدور، درجة الإرتباط، درجة التأثير)

      _ فرضية متعددة المتغيرات: يتم استعمال هذه الفرضيات في الدراسات التي تهدف إلى معرفة العلاقة بين متغير مستقل ومجموعة من المتغيرات التابعة، أو العلاقة بين عدت متغيرات مستقلة ومتغير تابع.

      .صياغة الفرضيات

           حتى تكون صياغة الفرضية صحيحة وقابلة للقياس يجب:

      §        أن تصاغ بطريقة يمكن قياسها في أرض الواقع إثباتها أو نفيها.

      §        أن تكون مصطلحاتها بسيطة، واضحة لا تحمل أكثر من معنى ودقيقة، أي تجنب العبارات الغامضة وغير المحددة.

      §        أن تصاغ بطريقة مختصرة وتكون فيها المتغيرات واضحة.

      §        أن تبنى على علاقة بين متغيرين مستقل وتابع.

      §        أن يكون الفرض مبنيا على الحقائق الحسية والنظريـة والذهنيـة لتفسير جميع جوانب المشكلة.

      §        ألا تكون مؤكدة

      §        أن تبنى على أسس وحقائق علمية وواقعية ومنطقية والإبتعاد عن الذاتية والأحكام المسبقة.

      §        تجنب صياغة فرضيات متناقضة لمشكل واحد، أو متناقضا مع النظريات والمفاهيم العلمية الثابتة.

      §        أن تكون إجابة مؤقتة عن أسئلة الدراسة.

      §        تغطية الفرض لجميع احتمالات المشكلة وتوقعاتها، وذلك باعتمـاد مبدأ الفروض المتعددة لمشكلة البحث.

      والباحث يقوم بصياغة فرضيات بحثة من خلال الرجوع إلى:

      §        رصيده المعرفي وخياله السوسيولوجي الذي من خلاله يستطيع الربط بين الأفكار بطريقة منطقية.

      §        الدراسات السابقة حول موضوع بحثه.

      §        الملاحظة والتجربة والخبرة العلمية خصوصا فيما يتعلق بالظاهرة موضع الدراسة.

      1 .6. 3.  الدراسات السابقة والمقاربات السوسيولوجية

      . الدراسات السابقة: هي "الأبحاث السابقة التي يرجع إليها الباحث؛ من أجل الحصول على البيانات والمعلومات المتعلقة بموضوع البحث، ومن ثم القيام بدراستها بشكل جيد، ثم تحليلها بالطرق العلمية والمنهجية المستخدمة في البحث العلمي، وبعد ذلك تحديد مدى التشابه والاختلاف فيما بينها وبين فرضيات البحث العلمي المقدم".

      ةتتمثل أهمية الدراسات السابقة في:

      §        تُساعد الدراسات السابقة في توضيح الأسس النظرية عن موضوع البحث العلمي المُراد تنفيذه من قبل الباحث.

      §        تُوفِّر الدراسات السابقة الوقت والجُهد على الباحث العلمي؛ من خلال اختيار الإطار لموضوع خطة البحث العلمي.

      §        تُعتبر الدِّراسات السابقة جرس إنذار بالنسبة للباحث العلمي عند القيام بكتابة البحث؛ من خلال تحديد الطريقة التي من شأنها أن تُجنِّب الباحث الوقوع في الأخطاء التي ارتكبها الباحثون السابقون.

      §        تعرض الدراسات السابقة الأسلوب المنهجي السليم لموضوع البحث العلمي بشكل عام.

      §        تمنح الدراسات السابقة الباحث العلمي طريقة مثالية؛ من أجل استخلاص التوصيات والنتائج والمقترحات الأخرى المتعلقة بالبحث.

      §        تُساعد الدراسات والمؤلفات والأبحاث السابقة الباحث العلمي في تحديد المراجع الخاصة بالبحث العلمي وتُسهِّل عملية كتابتها.

      §        للدراسات السابقة دور مهم في عملية المقارنة التي يجريها الباحث العلمي فيما بين البحث الذي يقدمه وبين تلك الدراسات والمصادر.

      §        تساعد الدراسات السابقة في بناء الإشكالية وصياغة الفرضيات وتحديد المفاهيم.

      §        تساعد في تفسير النتائج الميدانية.

      . المقاربة السوسيولوجية

            تعتبر المقاربة السوسيولوجية الأساس الذي تبنى عليه الدراسة فهي ترافق البحث وتساعد الباحث في فهم الظاهرة المراد دراستها خلال كامل خطوات البحث، فهي تزوده بالترسانة المفاهيمية المنظمة التي تعمل على التنبؤ بالظاهرة وتحدد العلاقات بين متغيراتها،كما أنها تزود البحث بالفرضيات التي تكون بمثابة الطريق الموجه له.

           و هي عبارة عن الطريقة التي يستخدمها الباحث في تناول موضوع دراسته، انطلاقا من سند نظري، بمعنى أنه يتم دراسة موضوعه من خلال نظرية اجتماعية يراها مناسبة بغية فهم الموضوع.

            ويقصد بالمقاربة النظرية في معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية باعتبارها مرادفا للاتجاه الفكري والمنحى ( approach )، حيث تحمل دلالات عديدة يصب أغلبها في كونها:

      §        ذلك الاتجاه الفكري نحو موضوع أو موقف ما، وقد يكون هذا الاتجاه موضوعيا أو ذاتيا.

      §        كما يقصد بالمقاربة النظرية: وضع تصور للموضوع في قالب نظري ومنح الباحث الترسانة المفاهيمية التي يمكن من خلالها رسم مسار البحث وتفسير نتائج في ضوء مسلمات النظرية.

      . توظيف وإستخدام المقاربة السوسيولوجية في الدراسة:

            إن البحث السوسيولوجي ليس مجرد كم هائل من المعلومات المتحصل عليها من الملاحظة أو من إجابات المبحوثين على أسئلة الاستمارة فقط، بل يجب أن تكون له خلفية نظرية، يعمل من خلالها على توضيح أبعاد المشكلة وتحديد وجهة منهجية البحث، والطالب يطلع على نظريات اجتماعية، ونفسية واقتصادية، “وعندما يقوم ببحث ميداني غالبا ما يقع في خطأ منهجي بقيامه بتقسيم البحث إلى قسمين نظري وميداني، دون الربط بينهما فيصبح البحث الميداني مجرد عمليات لجمع المعلومات بواسطة تقنيات البحث الميداني، والنظريات يمر عليها ويعتبرها مجرد نظريات لا واقعية تدرس لأنها جزء من البرنامج المقرر لا غير، أو يضعها كعنوان منفصل عن البحث بينما الأصل في توظيف النظرية هو مصاحبة البحث من بداية تحديد العنوان إلى غاية الوصول إلى النتائج .

      تستخدم النظرية في البحث من أجل اقتراح إشكالية للدراسة، وطرح فرضيات بغية مناقشتها، بالإضافة إلى التزويد بنماذج مفاهيمية في تحديد الدراسة، ومساعدة الباحث على اختيار المتغيرات والبيانات المراد جمعها، كما تسهم النظرية في جعل نتائج البحث واضحة، وهكذا تتمكن النظرية الموظّفة في البحث من تنظيم النتائج الامبريقية وشرح الظاهرة، وتوضيح المتغيرات وعلاقتها بعضها البعض.

      1 .6. 4. تحديد مجتمع الدراسة وعينة البحث

      . مجتمع البحث والمسح الشامل لمجتمع الدراسة

      _ مجتمع البحث: يشير معنى مجتمع الدراسة إلى "المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج ذات العلاقة بالمشكلة المدروسة"  أو يشير إلى المجموعة الكلية من العناصر التي سيقوم الباحث باختبار فرضيات بحثه عليها أو من خلال المعلومات التي يتحصل عليها منها يمكنه الحكم على فرضيات الدراسة ، وعناصر المجتمع في علم الاجتماع الإتصال قد تكون عبارة عن أفراد أو مادة إعلامية مثل ( جرائد أو مقالات أو برامج تلفزيونية، أو مسلسلات، ....)، ويحدد الباحث مجتمع الدراسة من خلال موضوع دراسته والهدف من الدراسة.

      المسح الشامل لمجتمع الدراسة: المسح الشامل لمجتمع الدراسة هو أخض كل عناصر المجتمع كمفرادات للبحث، وإختبار الفرضيات تكون عليها كلها.

            وإجراء المسح الشامل لمجتمع الدراسة يكون أكثر مصداقية لأنه يمكننا من الوصول إلى معطيات ميدانية من كل العناصر المشكلة للمجتمع، وبالتالي يكون الحكم على الفرضية أكثر دقة، لكن هذا لا يمكن في جميع الأحوال فهناك حالات لا يمكن فيها إجراء مسح شامل لكل عناصر المجتمع ولهذا يتم اللجوء للعينة، وهذا لعدت أسباب نذكرها في مايلي:

      §        عندما يكون المجتمع غير معلوم ولا يمكننا الوصول إلى جميع عناصره

      §        عندما لا يكون لدينا وقت وموارد كافية لإجراء الدراسة على جميع عناصر البحث خاصة إذا كانت موزعة في مناطق بعيدة

      §        عندما يكون المجتمع معلوم ومتجانس أي كل عناصره متشابهة الخصائص فلا داعي لهدر الجهد والمال بدراسة كل المجتمع وبالإمكان الوصول إلى نفس النتائج بدراسة عينة فقط منه.

      . العينة: يمكن تعريف العينة على أنها مجموعه جزئية من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة مناسبة واجراء الد ارسة عليها ومن ثم استخدام تلك النتائج، وتعميمها على كامل مجتمع الدراسة الأصلي، فالعينة تمثل جزءا من مجتمع الدراسة من حيث الخصائص والصفات و يتم اللجوء إليها عندما تغني الباحث عن دراسة كافة وحدات المجتمع.

      أسباب اللجوء للعينة: كما قلنا سابق لا يمكننا في كل الأحوال مسح كل عناصر المجتمع لذا نلجأ إلى إستعمال العينة ولهذا فإن الأسباب التي تدفعنا للجوء للعينة هي نفسها الأسباب التي تجعلنا غير قادرين على مسح كل عناصر البحث.

           ويشترط في إختيار العينة أن تتوافر جميع خصائص أفراد مجتمع الدراسة في الأفراد الذين يتم اختيارهم ليكونوا أعضاء في العينة، فإذا كان أفراد مجتمع الدراسة متجانسين، فإن أي عدد منهم يمثل المجتمع الأصلي، أما إذا كان أفراد المجتمع غير متجانسين فلابد من اختيار عينة وفق شروط معينة.

      _ أنواع العينات  وخطوات اختيار كل عينة

      . أنواع العينات:  تتعدد أنواع العينات، وتتوزع إلى نوعين، الأول، وهو نوع العينة العشوائية، والثاني، وهو العينة غير العشوائية. ويتوقف اختيار نوع العينة المناسب على عنوان البحث، وأهدافه، وعلى طبيعة مجتمع البحث إذا كان معلوما أو غير معلوم  وفيما يلي عرض مفصل عن أنواع العينات.

       العينات العشوائية: أو العينات الاحتمالية، ويستخدمها الباحث إذا كان أفراد المجتمع الأصلي للدراسة معروفين ويمكن الوصول إلى كل العناصر، وفي هذه الحالة يتم الاختيار العشوائي على أساس تكافئ فرص الاختيار أمام جميع أفراد المجتمع دون تدخل من طرف الباحث ويمكن تعميمها على جميع مفردات مجتمع الدراسة األصلي، وهي أربع أنواع نذكرها في مايلي:

      . العينة العشوائية البسيطة : يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينات في حالة توفر شرطين :

      §        أن يكون جميع أفراد مجتمع البحث معروفين.

      §        أن يكون تجانس بين هؤلاء الأفراد.

      ويتم اختيار العينة العشوائية البسيطة وفق الأساليب والخطوات التالية:

      §      أسلوب السحب: حيث يتم ترقيم أفراد المجتمع الأصلي من 1 إلى ن وهو عدد عناصر المجتمع  فإن كان عدد المجتمع هو 300 نرقم العناصر من 1 إلى 300، ثم نقوم بإخيار حجم العينة لنفترض أنه 20% أي ( 20×300/ 100= 60) أي 60 مفردة، ثم نقوم بكتابة هذه الأرقام في بطاقات ورق صغيرة ومتشابهة ثم يتم وضعها في صندوق ويتم سحب العدد المطلوب (60) من الصندوق بشكل عشوائي. وهذا النوع من الأساليب يناسب سحب العينات الصغيرة فقط من المجتمعات الصغيرة، وعملية السحب تكون هنا إما بالإرجاع أو بعدم الإرجاع

      §      جدول الأرقام العشوائية: يتم ترقيم أفراد المجتمع الأصلي من 1 إلى ن وهو عدد عناصر المجتمع  فإن كان عدد المجتمع هو 300 نرقم العناصر من 1 إلى 300، ثم نقوم بإخيار حجم العينة لنفترض أنه 20% أي ( 20×300/ 100= 60) أي 60 مفردة، ثم نأتي بجدول الأرقام العشوائية وهو جدول عشوائي يحتوي على مجموعة من الأرقام العشوائية يمكن الحصول عليه من كتب الإحصاء أو تحميله من الأنتنيت، ثم نقوم بإختيار خانة عشوائيا من الجدول تحتوي على رقم إذا كان أقل أو يساوي 300 نأخذها كأول مفردة للعينة ثم نأتي للخانة التي بعدها وهكذا حتى نصل للعدد المطلوب (60) بحيث يكون المسار إما عموديا أو أفقيا، ويتم إلغاء الأرقام التي تكون أكبر من حجم المجتمع.

      ونجري البحث على العناصر التي تحمل الأرقام المسحوبة.

      . العينة العشوائية المنتظمة: نلجأ إلى هذه العينة في حالة:

      §        أن يكون جميع أفراد مجتمع البحث معروفين.

      §        أن يكون تجانس بين هؤلاء الأفراد.

      §        التجانس في هذه الحالة يكون أقل مماهو عليه في النوع السابق (العشوائية البسيطة)

           إذا يستخدم هذا النوع من العينات عند دراسة المجتمعات المتجانسة والتي لا تتباين مفرداتها كثيرا. وسميت بالعينة المنتظمة لانتظام المسافات بين المفردات المختارة من مجتمع الدراسة.

           ويتم اختيار العينة المنتظمة من خلال حصر مفردات مجتمع الدراسة الأصلي، ثم القيام ترتيب عناصر المجتمع حسب طبيعة المتغير المدروس إذ يتم ترتيب أفراد المجتمع ، ثم يعطى كل عنصر رقما متسلسال من 1 إلى ن. ومن ثم إختيار حجم العينة المراد سحبه كأن نختار نسبة 30%، بعدها يتم قسمة عدد مفردات مجتمع البحث على حجم العينة المطلوبة فينتج الرقم الذي سيفصل بين كل مفردة يتم اختيارها في عينة الدراسة والمفردة التي تليها. وعادة يتم اختيار المفردة الأولى عشوائيا.

           إن أهم ميزة لهذا النوع من العينات هو أنها قد تكون أقل تحيزا من العينة العشوائية البسيطة في حالة عدم تجانس مجتمع الدراسة بشكل كبير.

      . العينة الطبقية: نلجأ إلى هذا النوع من العينات عندما:

      §        يكون مجتمع البحث معروف

      §        مجتمع البحث غير متجانس (له خصائص مختلفة)

          يستخدم هذا النوع من العينات في المجتمعات الغير متجانسة والتي تتباين مفرداتها وفقا لخواص معينة، مثل المستوى التعليمي لمفردات مجتمع الدراسة، الجنس، نوع التخصص. ويمكن تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات وفقا لهذه الخواص، وعادة تتجانس مفردات الطبقة الواحدة فيما بينها وتختلف الطبقات عن بعضها البعض. ويعتبر هذا النوع من العينات الأنسب للمجتمعات المتباينة حيث تكون العينة ممثلة لكافة فئات مجتمع الدراسة. ويتم اختيار العينة العشوائية الطبقية عبر الخطوات التالية:

      §        تحديد حجم المجتمع الكلي وطبقاته. لنفترض حجم المجتمع 1000 ، وعدد طبقاته 3.

      §        تقسيم المجتمع إلى طبقات متجانسة وفقا لخاصية معينة. لدينا 3 طبقات

      §        تحديد حجم كل طبقة. حجم الطبقة 1 (500)، حجم الطبقة2 ( 100)، حجم الطبقة 3 (400)

      §        ترقيم مفرداد كل طبقة من 1 إلى ن حجم الطبقة. الطبقة 1 (من 1 إلى 500) وهكذا مع كل الطبقات

      §        تحديد عدد مفردات العينة الكلية المراد سحبها.  نختار نسبة 30% أي (30×1000/ 100= 300)

      §        تحديد حجم العينة المراد سحبها من كل طبقة. من كل طبقة نأخذ 30% أي من الطبقة الأولى ( 30×500/100= 150) ومن الطبقة الثانية (30×100/100= 30) من الطبقة الثالثة ( 30×400/100= 120) ، وإذا جمعنا 150+ 30 +120= 300 وهو حجم العينة الكلي.

      §        نقوم بالإختيار عشوائيا من كل طبقة (نفس الخطوات في العشوائية البسيطة لاختيار عينة كل طبقة).

      . العينة العنقودية: وتسمى كذلك بمتعددة المراحل ونلجأ لهذا النوع في حالة

      §        معرفة مجتمع البحث.

      §        انتشار مجتمع البحث في مناطق جغرافية متباينة.

           يختار الباحث هذا النوع من العينات إذا كان مجتمع الدراسة على مستوى دولة كبيرة. حيث يصعب عليه استخدام العينة البسيطة أو العينة المنتظمة أو العينة الطبقية منذ البداية. ويتبع الباحث في هذه الحالة تقسيم الدولة إلى جهات ويختار عشوائيا جهة من الجهات ثم يقسم هذه الجهة إلى ولايات ويختار عشوائيا ولاية من الولايات ثم يقسم الولاية المختارة إلى دوائر وهكذا حتى يصل إلى الأفراد المطلوبين للعينة، والصالحين لتمثيل مجتمع الدراسة.

      العينات غير العشوائية: وتسمى بالعينات غير الإحتمالية كذلك، وهي العينات التي يتم اختيارها بشكل غير عشوائي ولا تتم وفقا للأسس الاحتمالية المختلفة، وانما تتم وفقا لأسس وتقديرات ومعايير معينة يضعها الباحث، وفيها يتدخل الباحث في اختيار العينة وتقدير من يختار ومن لا يختار من أفراد مجتمع البحث الأصلي، ونلجأ لمثل هذه العينات في حالة عدم معرفة مجتمع البحث أوعدم القدرة للوصول إلى عناصره، ومن عيوب هذا النوع من العينات هو احتمال تحيز الباحث في الاختيار.

          ومن أنواعها:

      . العينة الغرضية ( القصدية): سميت هذه العينة بهذا الإسم نظرا لأن الباحث يقوم باختيارها طبقا للغرض الذي يستهدف تحقيقة من خلال البحث، ويتم اختيارها على أساس توفر صفات محددة في مفردات العينة تكون هي الصفات التي تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث

      العينة الحصصية: يتم اختيار هذا النوع من العينات في حالة المجتمع غير معلوم وكذلك غير متجانس، وهذا على أساس تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات طبقا للخصائص التي ترتبط بالظاهرة محل البحث، ثم يختار الباحث عينة من كل طبقة من هذه الطبقات بحيث تتكون من عدد من المفردات يتناسب مع حجم الطبقة في المجتمع، وهذه العينة تشبة إلى حد كبير العينة العشوائية الطبقية في تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات، تم يتم الاختيار من هذه الطبقات بما يتناسب مع وزنها النسبي في مجتمع الدراسة. إلا أن الفارق بينهما هو أسلوب اختيار أفراد كل طبقة، إذ لا يستعمل الأسلوب العشوائي في اختيار العينة الحصصية، بل يتم استعمال أسلوب الصدفة والقصد.

      العينة الصدفية: تتكون العينة من الأفراد الذين يقابلهم الباحث بالصدفة. فلو أراد الباحث إن يقيس الرأي العام للجمهور حول قضية ما فانه يختار عدد من الناس ممن يقابلهم بالصدفة في الشارع. ويؤخذ على هذه العينة هو أنها لا تمثل المجتمع الأصلي ولا يمكن تعميم نتائجها على المجتمع، إن هذه العينة تمثل نفسها فقط، ولكنها سهلة الاستخدام وتعطي فكرة عن رأي الأفراد حول القضية المبحوثة وبسرعة، وكلما زاد حجم العينة زادت دقة النتائج.

      . عينة كرة الثلج: تستخدم هذه العينة في حالة عدم معرفة مجتمع البحث وعدم القدرة للوصول إلى عناصر المجتمع أو (عندما تكون عناصر البحث متخفية وغير مرئية بالنسبة للباحث)، وهنا يقوم الباحث بالبحث عن أول عنصر في بحثة ومن خلاله يصل إلى عنصر آخر الذي بدوره يكشف له عن عناصر أخرى وهكذا يكبر حجم العينة حسب ما يريده الباحث ولهذا فهي تسمى بكرة الثلج.

      1 .6. 5. إعداد أدات التحليل

               الأدات التي يتم إستخدامها في تحليل المحتوى تسمى بإستمارة التحليل إذيقوم الباحث بإعدادها بعدما ينهي الخطوات السابقة الذكر بالإضافة إلى تحديد فئات التحليل التي غالبا ما يعتمد في تحديدها على أبعاد ومؤشرات الدراسة وبهذا فهي تختلف بختلاف موضوع البحث وأهدافه ، وتحديد وحدات التحليل أو ما يعرف بوحدات التسجيل أو القياس.

      . فئات التحليل:

      _ فئات الشكل: هي تلك الفئات التي تصف المحتوى الشكلي للمضمون المزمع دراسته، وعادة ما تتناول الإجابة عن السؤال: كيف قيل؟ ... وأكثرها شيوعا واستخداما في الدراسات الإعالمية:

      -       فئة المساحة: هيي الفئة التي تقيس االحجم المتاح من الجريدة أو المجلة أو النشرة ... حيث أن عنصر الحجم أو الوقت يشَيران إلى مدى الإهتمام بعرض المووضوع وتقديمه بحيث كلما زادت المساحة أو الوقت، كان ذلك دليلا على زيادة الإهتمام.

      -        فئة الزمن: تتداخل هذه الفئة مع سابقتها وتختص بالمضامين التي يتعذر قياس المساحة فيها أو أن قياسها لا يجدي نفعا في الدراسة، والمقصود هنا المضامين السمعية  البصرية أو الخطابات المباشرة... أي التي لا يمكن قياس مساحتها.

      -       فئة الموقع: تهتم بموقع الموضوع أو الفكرة محل التحليل في المادة المدروسة، فالموقع له أهمية كبَيرة في تأثير المحتوى على القارئ أو المستمع أو المشاهد، لذلك فإن موقع المادة له دلالة مقصودة لوضعها في موقع دون آخر.

      -        فئة شكل العبارات: تهتم بالكيفية التي تبنى بها العبارات والجمل المحتوات في المادة محل التحليل، أو بالقواعد المتبعة في تكوينها.

      -        فئة طبيعة المادة المستعملة: هذه الفئة تعتني بفنون الكتابة الصحفية أو أي أنواع الكتابات الأخرى، وهي تسعى إلى تقسيم المضمون المراد تحليله إلى أنواع كتابية مثل الخبر، المقال، الحديث، التحقيق، أحاديث صحفية، الإفتتاحية، العمود الصحفي...كما يمكن أن يدخل في هذه الفئة تصنيف المادة حسب النوع مثل: أفلام، أغاني، دراما، منوعات، برامج خاصة، أحاديث، تظاهرات رياضية، مسلسلات ....

      -        فئة اللغة المستخدمة: من المؤكد أن اللغة هي الوعاء الذي يصب فيه الفكر، فهي بالتالي المحرك الأساسي له، وتزداد هذه الأهمية في مضمون وسائل الإعلام الجماهرية  ذلك أنها الواصل بُت المرسل والمتلقي وفي الكثير من الأحيان يقع التشويش على الرسالة بسبب اللغة المستعملة، أهم التصنيفات: (الفصحى، العامية، مزيج)؛ (لغة مباشرة، لغة غير مباشرة)؛ (لغة متداولة، لغة غير متداولة(.

      -        فئة العناصر التيبوغرافية: يقصد بهذه الفئة الكيفية التي يتم بها إخراج المادة الإعالمية، ويعد هذا الجانب ذو أمهية كبيرة في التأثير على نفسية القراء أو المستمعين أو المشاهدين. يمكن أن تقسم هذه الفئة على عدد كبير من الفئات الفرعية، أهمها فئة العناوين: حيث يحاول الباحث ٖتحليل الكيفية التي تقدم بها من حيث طبيعتها، مثل العناوين الرئيسية، العناوين الفرعية عنوان على شكل سؤال، عنوان دال.. أما إذا كان بصدد ٖتحليل محتوى حصة تلفزيونية أو إذاعية أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي، فإن فئة العناصر التيبوغرافية تكمن في تكرار لقطة أو تقريبها أو ٖتحريكها ببطء لإظهار أهميتها، وفي الإذاعة يمكن أن تكون على شكل تكرار المعلومة أو رفع نبرة الصوت..

      -        فئة الإخراج الفني: تدخل هذه الفئة مع سابقتها من حيث لفت نظر القارئ أو المشاهد أو المستمع لبعض الأفكار أو المواضيع، وتكون هذه العملية في هذه الفئة عن طريقة أساليب فنية  مثل الأصوات والموسيقى واللقطات الخاصة المرتبطة ببعض المقاطع لزيادة الإنتباه إليها، أو كل ما يمكن أن يدخل ٖتحت سقف الإخراج الفني.

      -        فئة الألوان: لا تستعمل الألوان في مضمون وسائل الإعلام الجماهيرية لزيادة جمال الموضوع فحسب، بل ولزيادة انتباه القارئ أو المشاهد لفكرة أو موضوع معين، ومن حيث الإنتباه تعد الألوان أكثرها جلبا لما لها من تأثير في نفسية الفرد وإدراكه للألشياء علاوة على ثبوتا في الذاكرة أكثر من شيء آخر.

      -       فئة الصور والرسومات: الصور عبارة عن شكل من أشكال التعبير عن جزء من الواقع بطريقة الرسومات أو الصور الفوتوغرافية، وهي ذات أمهية بالغة في مجال الاتصال إلى جانب اللغة، وكما يقول المثل الصور أصدق تعبير من ألف كلمة، ويكون الهدف من ٖتحليل الصورة هنا، تأكيد أمهية المضمون ودلالته.

      . فئات المضمون: تتمثل في تقسيم أجزاء المضمون المراد ٖتحليله إلى أجزاء ذات سمات وصفات مشتركة، وهذه الأجزاء وتلك الأصناف يحددها الباحث انطالقا من إشكالية بحثه والهدف منه، وعادة ما تحاول الإجابة عن السؤال: ماذا قيل؟... وأكثرىا شيوعا:

      -       فئة الموضوع: يحاول الباحث من خلالها تحديد المواضيع الأكثر بروزا في الموضوع وفي هذه الحالة يبدأ بتصنيف المواضيع التي يريد دراستها و التي يمكنها الإجابة عن إشكالية بحثه، ثم يقوم بتقسيم كل موضوع إلى مواضيع فرعية يمكنه من خلالها حساب ضبط المواضيع الرئيسية.

      -        فئة الاتجاه: يختار الباحث هذه الفئة عادة، لمعرفة الإتجاه الذي يأخذه المضمون محل التحليل، وهي من أكثر الفئات استعمالا في دراسة محتوى وسائل الإعلام، الكثير من الدراسات التي اعتمدت على هذه الفئة قسمت الإتجاه إلى مؤيد، معارض، محايد، إيجابي أو سلبي.

      -        فئة الفاعل: تبحث هذه الفئة عن المحركين الأساسيين في المضمون، أي ٣مجموعة الأشخاص أو الهيئات أو الأحزاب أو المنظمات.. التي تصنع الحدث في المضمون محل التحليل، هذه الفئة مهمة في معرفة الشخصيات الفاعلة في أي مضمون وطريقة تفكيرهم وأسلوبهم في مخاطبة الغير.

      -        فئة القيم: القيمة لها مفهوم ذاتي ونسبي، الأمر الذي يجعل منها الفئة الأكثر صعوبة في التناول، ولأن ماهيتها تختلف من فرد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، ورغم أن تحليل المحتوى له ما يمكن أن يحدد تعريفها الإجرائي، إلا أن صعوبتها تبقى قائمة، ورغم ذلك فمن المفيد جدا دراستها في مضمون وسائل الإعلام  لأنها تظهر في الكثير من الأحيان حركية القيم في أي مجتمع، أي الكيفية التي تظهر بها بعض القيم والكيفية التي تختفي بها أخرى.

      -        فئة الأهداف: تستعمل هذه الفئة للبحث عن مختلف الأهداف التي يريد المضمون محل الدراسة إبلاغها أو الوصول إليها، طبعا لكل مضمون هدف أو أهداف خاصة.

      -       فئة السمات: هي تلك الفئة التي تبحث عن خصائص الأفراد والشخصيات المتضمنة في المضمون محل الدراسة، كما يمكن أن تتضمن خصائص ومميزات المؤسسات والجماعات والسياسات...  .

      -        فئة المصدر:  كثيرا ما يعتمد المضمون على عدة مصادر تجمع من خلالها المادة التي تشكل في نهاية المطاف كثَت المضمون المقدم، وعليه، تبحث فئة المصدر أو المصادر عن مختلف تلك المنابع التي تغدي المضمون محل التحليل وتتمثل أهم هذه المصادر في المراسلين أو المبعوثين، وكالات الأنباء، وسائل الإعالم الأخرى، الأنترنيت.

      -        فئة الجمهور المستهدف: تساعد هذه الفئة الباحث، في معرفة الجمهور الذي يريد القائم بالاتصال الوصول إليه، طبيعته وسماته، ولا ينبغي أن يقتصر الباحث على ذكر أنواع الجماهير الموجه إليهم الرسالة، بل يجب أن يحلل الخصائص التي تساعده على ترتيب كل الجمهور.

      . تحديد وحدات التحليل:

           تتمثل وحدة قياس حجم المادة الإعلامية المدروسة في وحدة أساسية يتم استخدامها في القياس  الكمي لحجم المادة الإعلامية المدروسة في شكلها المادي الذي ظهرت فيه، مثل المساحات والزمن  . وممكن التكرار من خلال تسجيل تكرارات ظهور خاصية او خصائص معينة، مثل كم من مرة تم إستعمال كلمة معينة من مرة في المقال أو الخطاب، أو كم من مرة تم تكرار إستعمال نفس المعنى، أو نفس الموضوع ...، ويمكن أهم الوحدات المستعملة في القياس مثل:

      -       وحدة الكلمة: وهي أصغر الوحدات التحليلية التي يستخدمها الباحثون في عملية تحليل المضمون مع مراعاة الإشارة. إلى أن مفهوم (الكلمة) ينسحب هنا على مكوناتها كالجمل أو المقاطع وتستخدم هذه الوحدة للإشارة إلى بعض المفاهيم الدالة على الأشياء التي تفسر المواقف والأحداث.

      -       وحدة الشخصية: وتستخدم الشخصية كوحدة للتحليل عند تحليل محتوى القصص والسير والتراجم والدراما والمسرح.

      -       وحدة المضمون أو الفكرة: وتعتبر العمود الفقري في تحليل المواد العلمية والإتجاهات والقيم والمعتقدات، ووحدة الموضوع تتكون من جملة أو عبارة تتضمن الفكرة أو المعنى الذي يدور حولها موضوع التحليل.

      -       وحدة المساحة أو الزمن: وتساهم هذه الوحدة في التحليل من خلال تقسيم مضمون الاتصال إلى وحدات مادية، تعدد سطور المقال أو الكتاب أو عدد صفحات القصة أو عدد أعمدة الموضوع المنشور في الصحيفة أو ساعات المسرحية أو الفيلم والمسلسل الإذاعي أو عدد دقائق الحديث أو البرنامج أو عدد ثواني الإعلانات التجارية والتوعوية بالإذاعة والتلفزيون .

      1 .6. 7. تصميم إستمارة التحليل مع جمع البيانات فيها

      في هذه الخطوة يضع الباحث تعريفاته االجرائية وفقا للفئات المختارة في استمارة مجهزة بمربعات خاصة بالترميز، لكي توزع على المرمزين وبعد استرجاعها يختبر الصدق والثبات.

      _ اختبار الصدق والثبات:

           تعد اختبارات الصدق والثبات مرحلة ضرورية في أي بحث علمي، ذلك أن الباحث في استخدامه ألداة تحليل المضمون يلجأ إلى تطبيقها، للتأكد من مدى مائمة أدوات وطرق القياس المستخدمة في تحليل الظاهرة المدروسة، والتأكد من مدى استقالية المعلومات التي توصل إليها في التحليل عن أدوات وطرق القياس (بن مرسلي، أحمد، )2007 ،)مناهج البحث في علوم اإلعام واالتصال، الطبعة الثالثة، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية ، ص268)

      يعني صدق التحليل "أن يكون التحليل صالحا لترجمة الظاهرة التي يحللها بأمانة (رشدي، طعيمة، )1987 ،)تحليل المحتوى في العلوم اإلنسانية: مفهومه، أسسه، استخداماته، القاهرة، دار الفكر العربي، ص171) أما الثبات فيعني من الناحية النظرية ضرورة الوصول إلى اتفاق كامل في النتائج بين الباحثين عند استخدامهم نفس الأسس والأساليب مع نفس المادة الإعلامية، وهو كما

      "وهناك العديد من الطرق التي قدمها الباحثون في تحليل المحتوى لقياس الثبات، من خال بناء العاقة الرياضية بين مستويات االتفاق والتباين، ومجموع الوحدات التي تم عليها االختبار بواسطة المرمزين، للخروج بمعامل الثبات الذي يتم قبوله أو رفضه، طبقا لرؤية الباحث في مستوى الثبات المنشود. وقد قدم دانيلسون أنموذجا لتقييم معامل الثبات من خال حساب النسبة المئوية لاتفاق بين نتائج التحليل للمحللين أ و ب وتقوم هذه الطريقة على الخطوات التالية:

      حساب مجموع الوحدات التي قام المحلان المحكمان بترميزها، وهذا من خال حساب مجموع الوحدات، التي لم يتفقا في ترميزها، وإضافة هذا المجموع لعدد الوحدات المتفق عليها من حيث الترميز.

       - بعد حصولنا على مجموع الوحدات، التي قام المحلان بترميزها نضع النسب المتفق عليها تقابلها نسبة مائة بالمائة، ونحسب نسبة االتفاق وفق القاعدة الثاثية.

      أما في حالة تعدد المرمزين أو المحكمين، فقد قدم هولستي أنموذجا لحساب معامل الثبات يقوم على المعادلة الرياضية الآتية:

      معامل الثبات = ن (متوسط الاتفاق بين المحكمين)/ 1+ (ن - 1 ) متوسط الإتفاق بين المحكمين. 2

      حيث: ن = عدد المحكمين أو المرمزين." ( زينب ياقوت، طبيقات تحليل المحتوى في البحوث اإللعامية: تحليل لعينة من البرامج الرياضية بالتلفزيون الجزائري، مجلة ابن خلدون للدراسات والأبحاث، المجلد الأول ، العدد الثالث ، الصفحات .605 – 585، ص ص 597، 598)

      1 .6. 8. التحليل السوسيولوجي للبياانت الكمية وتفسير النتائج: 

           تعددت طرق  التحليل والإثبات العلمي للنتائج المتوصل إليها من طرف الباحث لذا لا بد له من مزج طرق التحليل من أجل موضوعية النتائج ودقتها نسبيا وإمكانية تعميمها، وهذه الطرق تعتمد بالأساس على خيال الباحث العلمي السوسيولوجي في وظيفة التناول والطرح والممارسة والربط والإثباد والتدليلأو الغستعانة به في تفسير نتائجه وهذا ما يعرف غالبا بالإنفتاح السوسيولوجي للباحثمن خلال إطلاعه على المكتسبات البحثيةالتي تؤهله لربط تلك النتائج التي توصل لها وإعطائها دلالتها السوسيولوجيةمن مختلف أبعادها.

      -       التحليل وفق الدراسات السابقة:  تكمن أهمية الدراسات السابقة في هيكلة مسار الباحث لأن أصل المعرفة تراكمية، وهذا ما يدعو إلى تبنها في البحوث واستخدام نتائجها في التحليل والاستدلال بها في تحليل المعطيات الميدانية الخاصة بالدراسة باتجاه الاختلاف والاتفاق (أي عند تحليل الباحث لنتائجه ومناقشتها يستعين بنتائج الدراسات السابقة سواء تلك التي إختلفت مع نتائجه أم اتفقت).

      -       التحليل وفق الإقتراب النظري: المقاربات النظرية نوعين مقاربات عامة ماكروسوسيولوجية وهي المقاربات العامة المفسرة لعلم الاجتماع وهي: ( البنائية الوظيفية، التفاعلية الرمزية، الصراعية، الثقافية، التاريخية، الإثنومتودولوجية)، أما النوع الثاني فهي المقاربات الميكروسوسيولوجي وهي النظريات الصغرى أو المتخصصة حسب تخصصات علم الاجتماع فكل تخصص في علم الاجتماع له نظرياته الخاصة التي تفسره فمثلا تخصص علم الاجتماع الإتصال فيه الكثير من النظريات المفسرة مثل: ( مثل نظرية وضع الأجنة، نظرية الرأي والرأي الآخر، نظرية الإستخدامات والإشباعات ... ).

      وطريقة إستخدام الإقتراب النظري في تحليل المعطيات الميدانية وتفسير النتائج المتحصل عليها من خلال جمع تلك الالأقوال والمفاهيم النظرية التي تفرد بها رواد النظرية والإستعانة بها في التحليل والإستناد إليها في تحليل ومناقشة نتائج البحث فإذا تم الإعتماد على المقاربة الوظيفية مثلا فإنه يتم إستحضار حقيبة مفاهيمها (الوظيفة، التكامل، الإختلاف الوظيفي، الدور، التوازن، التكيف، التكامل ...)بمعنى آخر تعتمد هذه الطريقة على الخيال العلمي السوسيولوجي للباحث في عملية إستحضاره الشواهد والأدلة والبرهنة بها لكي يعطي صفة الدقة والموضوعية في تحليله لأبعاد الظاهرة البحثية، لأن الظاهرة الإجتماعية تدرس في سياق متعدد الأبعاد.

         وفي الأخير يمكن القول أن تمكن الباحث من القيام بتحليل سوسيولوجي جيد عليه أن يكون ملم ومدرك للنظريات السوسيولوجية الكبرى وبالنظريات المتخصصة بعلم الاجتماع الإتصال.


    • 2.  سبر الآراء والتحليل السوسيولوجي لنتائجه

      2     .1. الرأي العام:

             مصطلح سبر الآراء یرتبط ارتباطا شدیدا مع بعض المصطلحات الأخرى، والتي لها صلة وثیقة به ولهذا قبل التطرق لسبر الآراء سنقدم بعض التعریفات العامة المرتبطة به.

      . الرأي الشخصي: "هو عبارة عن رأي یكونه الفرد لنفسه في موضوع معین تبعا لدرجة ثقافته وخبراته وتفاعله  واتصالاته مع المجتمع" (مھدي محمد البیاع وآخرون، "استطلاعات قیاس الرأي العام بین النظریة والتطبیق"، 

      . الرأي العام: هو اتجاه أغلبية الناس في مجتمع ما، اتجاها موحدا إزاء القضايا التي تؤثر في المجتمع أو تهمه أو تعرض عليه، ومن شأن الرأي العام إذا ما عبر عن نفسه، أن  يناصر أو يخذل قضية ما أو اقتراحا معينا، وكثيرا ما يكون قوة موجهة للسلطات الحاكمة

      ويعرفه فلويد ألبورت FLOYED ALLPORT :" تعبير جمع كبير من الأفراد عن آرائهم في موقف معين، إما من تلقاء أنفسهم أو بناءا على دعوة توجه إليهم، تعبيرا مؤيدا أو معارضا لحالة معينة أو شخص معين أو اقتراح ذي أهمية  واسعة إذا تكون نسبة المؤيدين في العدد ودرجة اقتناعهم وثباتهم واستمرارهم كافية لاحتمال ممارسة التأثير على اتخاذ إجراء معين ـ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ تجاه الموضوع الذي يدور حوله الرأي العام." 

      ويرى مختار التهامي في كتابه (الرأي العام والحرب النفسية أن الرأي العام هو: "الرأي السائد بين أغلبية الشعب الواعية في فترة معينة لقضية أو أكثر يحتم فيها الجدل والنقاش وتمس مصالح هذه الأغلبية أو قيمها الإنسانية الأساسية مسا مباشرا" 

               وللتعامل مع مفهوم الرأي العام وفهمه فهما صحيحا لابد من أخذ الملاحظات التالية في الاعتبار :

      -       الرأي العام ليس برأي خاص لأنه يقتصر على فرد واحد. فالرأي الخاص هو رأى الفرد في مسألة تخصه وحده ولا تتعداه، أما الرأي العام فيتصل بالمجتمع ككل وينبع منه ويتعلق بمشكلة عامة تتعدد بشأنها وجهات النظر والمناقشات.

      -       الرأي العام يقتضى عنصر العلانية: وبدون هذا العنصر تنطبق على الرأي صفة العمومية حتى ول توفر العنصران الآخران للعمومية أو أحدهما، ففي هذه الحالة يظل الرأي رأياً خاصاً أو فردياً.

      -       الرأي العام يعبر عن موقف مشترك يشترك فيه أو يتفق عليه أغلب أعضاء المجتمع. وبالتالي فإن الرأي، ولو كان خاصاً أي يرتبط بمسألة خاصة كتنظيم النسل وغيرها، متى انتشر في المجتمع وتبناه أغلب أفراده على الأقل جزء كبير منهم، يصبح هذا الرأي رأياً عاماً بحكم هذا الانتشار.

      -       أن صفة العمومية في إطار الرأي العام تتعارض بأي حال من الأحوال مع احتمال وجود آراء معارضة تخالف الرأي العام مادامت تصل في اتساع الاتفاق عليها أو المشاركة فيها إلى مستوى الشمول الذي يبلغه الرأي العام، وفى رأى عملية استطلاعية لرأى العام بخصوص أي مشكلة أو أي قرار، عادة ما ننتهي إلى إدراج فئات الرأي العام في ثلاث فئات أو شرائح أساسية هي:

      ·       فئة "موافق" أي متقبل القرار السياسي المحتمل أو الصادر بالفعل، بدرجات مختلفة من الموافقة أو التأييد.

      ·       فئة "غير موافق" أي معارض أو رافض لهذا القرار، بدرجات مختلفة من المعارضة.

      ·       فئة " يعلم" (غير قادر على التحديد، أو غير مهتم) أي من يستطيع أن يتخذ قراراً بالموافقة أو عدمها أو من يهتم بالقرار أو المشكلة، أو بعبارة أخرى من لم يكون رأياً محدداً بعد إزاء القرار أو المشكلة.

      . تصنيفات الرأي العام وأنواعه:

      تصنيفه حسب عمق التأثير والتأثر :يقسم مجموعة من الباحثين الرأي العام إلى ثلاث أنواع حسب درجة تأثيرها في المجتمع ومدى تأثر المجتمع بها نذكرها فيما يلي:

      -       الرأي العام القائد (المسيطر): يتمثل هذا الرأي في رأي صفوة المجتمع ونخبته  التي تتمثل في القادة والمفكرين والعلماء والساسة، حيث أن نسبة هذه الفئة جد ضئيلة في المجتمع، إذ يملكون قدرة كبيرة في التأثير في غيرهم من خلال كونهم قادة رأي في المجتمع، ...ويرى الكثير من الباحثين أن هذه الفئة لا تتأثر بوسائل الإعلام ومختلف أنواع المضامين الإعلامية، وإنما هم الذين يؤثرون في وسائل الإعلام .

      -       الرأي العام القارئ أو المثقف :يمثل هذا الرأي نسبة لا بأس بها في المجتمع، ويتمثلون في مثقفي المجتمع،  وهي فئة تقل نسبة ثقافتها مقارنة بالفئة السابقة – صفوة المجتمع – وكما أن حجم هذا النوع يختلف حسب الدرجة التعليمية والثقافية التي يتمتع بها.

      -       الرأي العام المنساق أو المنقاد :هو رأي السواد الأعظم من المجتمع ، الذي يتمتعون بمستوى تعليمي وثقافي محدود ، كما قد يضم هذا النوع الأميين وغير القدرين على متابعة الأحداث أو محاولة متابعتها وهلة بوهلة ، وتتأثر هذه الفئة تأثرا عميقا بوسائل الإعلام وتفعل فيها وسائل الإعلام ما تفعل ، وتتقبل بسهولة ما تنشره أو تبثه وسائل الإعلام، وتتناقل هذه الفئة الشائعات كمادة خام لمختلف حواراتها ونقاشاتها كما تتأثر هذه الفئة بالفئتين السابقتين وتنساق ورائها.

      تصنيف حســب درجة الظهور: وهنا يقسم الرأي العام إلى نوعين:

      -       رأي عـام ظاهـر: هـو الـذي يعبـر عنـه صراحـة بأي أسـلوب ممكــن مــن خــال المؤتمــرات والنــدوات والمحاضــرات ووســائل الإعلام المختلفــة.

      -       رأي عـام باطـن أو كامـن: وهـو عبـارة عـن اتجاهـات لـم تتبلـور بعـد حيـال قضيـة معينـة، أو أنـه لـم يحـدث مـا يثيـر هـذه الاتجاهـات" 

      تصنيف الرأي العام حسب معيار الانتشار:

      -       الرأي العالمي: "هناك ست أحداث ساعدت على الرأي العام العالمي وهي الثورة البلشفية عام 1917، قيام أول منظمة عالمية لصيانة السلام (عصبة الأمم)، الأزمة الاقتصادية العالمية أدت إلى ظهور الرأي العام العالمي كثير من دول العالم الأول تأثرت خاصة أمريكا، العدوان الفاشي والحرب العالمية الثانية كان لها دور في ظهور الرأي العام العالمي، قيم الأمم المتحدة ساعد على بلورة الرأي العام العالمي، مؤتمر باندونغ1955 _أندونيسيا_ للتعايش السلمي ظهرت مجموعة دول عدم الإنحياز في البداية كانت الدول الآسيوية والأفريقية، ثم تطورت وشملت دول أمريكا الجنوبية"

      -       الرأي العام الإقليمي: يمثل رأي عدت أقاليم جغرافية تشترك في اللغة أو الدين والأعراف والثقافة.

      -       الرأي العام الوطني: يكون ضمن حدود بلد معين يدور هذا الرأي حول المشاكل والقضايا الوطنية، وهو يمتاز بأنه لا يخرج عن العادات والتقاليد الوطنية، متجانس، يمكن التنبؤ بسلوكات أفراده.

      -       الرأي العام المحلي: يقصد به الرأي الذي يتعلق بالقضايا المحلية كسياسة الحكومة في الضرائب أو في التعليم" ، ويكون سائد في شارع أو قرية أو مدينة أو ولاية.

      تصنيف حسب الاستمرارية والديمومة:

      -       رأي عام دائم: هو الأكثر رسوخا ويرسي القواعد الأساسية للرأي العام، ويتصل اتصالا قويا بالأمور الثابتة في الأمة كالدين والأخلاق والتقاليد، أي يرتكز على الأسس التاريخية والثقافية والدينية، ولا تؤثر فيه الأحداث الجارية أو الطارئة إلا نادرا (كالرأي العام الجزائري اتجاه القضية الفلسطينية).

      -      رأي عام مؤقت: يتشكل بعد حوار ونقاش بين الجماهير بخصوص قضية أو حدث مؤقت، ثم يزول ذلك الرأي بزوال القضية محل الاجتماع أو بتحقق الهدف، (مثل الرأي العام المتشكل لدى الجماهير بخصوص عقد انتخابات تشريعية، حيث يزول الرأي بعد إجراء الانتخابات).

      . تجليات الرأي العام: 

           تلجأ الشعوب للتعبير عن رأيها وإيصال صوتها للجهة المقصودة يمكن أن نشمل تجليات أو مظاهر الرأي العام في ما يلي: 

      -       الثورات: هي أحد الأساليب العنيفة التي تستعمل للتعبير عن الرأي العام وتندلع حيث يرسخ في ضمير الجماهير أنه لا فائدة من التعبير الكلامي عن مطالبهم.

      -       المظاهرات: يتخذها الشعب وسيلة بغرض إشعار القادة والحكومات عن آرائهم نحو المشكلة.

      -       نشر الشائعات: عندما لا تسمح الحكومات بالمظاهرات ولا يجد الشعب وسيلة للتنفيس عن الرأي العام، يلجأ لهذا الأسلوب كمظهر للتعبير عن وجهة النظر وذلك لإزعاج الحكومة.

      -       الندوات والاجتماعات واللقاءات العامة: هي إحدى أشكال التجمع الشعبي حيث تحدث لقاءا قريبا بين الجماهير لدراسة مشاكل المجتمع والخروج بحلول.

      -       وسائل الإعلام: يستعملها الأفراد للتعبير عن الرأي العام وإيصال رأيه للحكومات.

      -       الانتخابات: يعبر فيها الجمهور عن رأيه من خلال اختياره للحاكم المناسب.

      -      المقاطعة السلبية والاستهتار، الإضراب عن العمل والاعتصام، والاحتجاجات: وهذه ليست بالأساليب الديمقراطية في التعبير عن الرأي العام لأنها قد تنعكس بالضرر على الشعب بحد ذاته.

      2      .2. سبر الآراء

          . التعريف:

           "هو استطلاع مواقف الناس في قضية معينة بالاعتماد على عينة منهم، وهي طريقة فنية لجمع المعلومات التي تستخدم في معرفة رأي مجموعة من الناس في مكان معین ووقت معین عن موضوع معین."

      " لمقصود بسبر الآراء هو إجراء نشاط ميداني يتمثل في جمع المعلومات حول موضوع معين بطريقة منهجية ومنظمة وفق المفاهيم المحددة والمناهج والطرائق التي تجمع المعلومات المتحصل عليها في شكل ملخص مفيد للبحث العلمي "

      "تمثل ذلك الأسـلوب المنهجي المنظم لجمع البيانات، مـن الأطراف المستهدفة، بغرض الفهم، أو التنبؤ ببـعض مظاهر السلوك الخاص بمجتمع البحث موضوع الاهتمام" 

      "تقنية إحصائية تسمح بإنجاز الإستقصاء على مجموعة جزئية من المجتمع ، تسمى بالعينات، يمكن سحبها أو الحصول عليها عشوائيا، أو تبعا لميزات وخصائص المجتمع" 

          . نشأة سبر الآراء:

      إن الاستطلاعات والاستقصاءات الاجتماعیة كانت معروفة منذ القدم، فالمفكرین و الباحثین كانوا ولا یزالون یقیسون الرأي العام لمعرفة كیف یفكر الناس؟ وكیف یعیشون؟ وماذا یریدون؟ وماهو رأیهم في قضیة اجتماعیة معینة أو اقتصادیة أو سیاسیة أو... إلخ.

      "فقد لجأ الحكام في المجتمعات العربية في الماضي وحتى الحاضر إلى طرق بسيطة للتعرف على آراء الناس وأحوالهم، منها خروج الحاكم ليسمع بنفسه رأي الناس وإطلاق بعض المقربين للتعرف على أحوال الناس وآرائهم" .

       

            "وبدأت تحتل عملية قياس الرأي العام أهمية متزايدة في العصر الحديث حيث تعتبر خطوة أساسية في العملية الديمقراطية، ولقد انتقلت عدوى استطلاع الرأي العام في بعض البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية من سوق السلع والتجارة إلى سوق السياسة والحكم، وتعود أولى محاولات قیاس الرأي العام إلى سنة 1774 حیث قامت شركة أرامز للاستطلاعات ومؤسسة بن فرانكلین بقیاس للرأي العام بتكلیف من أول كونجرس خاص بالمستعمرات الأمریكیة الثلاثة عشر والتي شكلت فیما بعد الولایات المتحدة الأمریكیة. وكان الهدف من هذا الاستطلاع معرفة مدى استجابة الجمهور الأمریكي للحرب المقترحة ضد انجلترا في ذلك الوقت، وقد شمل الاستطلاع عینة من أربعة ألاف  شخص من كافة المستعمرات" 

               قد لعبت الصحف دورا مهم في تطور تقنیات إستطلاع الرأي مع بدية عام 1824م حينما حاولت بعض الصحف _ وغيرها من المؤسسات التي تهتم بالتجارة والتسويق_ استطلاع الرأي العام عن طريق عمل استفتاءات فيما كان يسمى بالاقتراع الأولي، ولكن هذه الطرق كان ينقصها الدقة والتمثيل الصحيح لفئات الرأي العام، إذ أدى هذا الأسلوب إلى إفلاس المجلة التي اتبعته (الخلاصات الأدبية)، كونها اعتمدت على آراء عينات غير ممثلة للمجتمع ومتحيزة لذوي الدخول العالية نسبيا" 

            "وأمكن بعد ذلك الانتقال من مرحلة التكهن إلى مرحلة العلم في مجال قياس الرأي العام مع محاولة الحصول على عينات ممثلة للمجتمعات، وقد بدأت هذه المرحلة بالعينات الحصصية لما تتميز به من قلة النفقات وسرعة الإنجاز، حيث إستعمل أسلوب المعاينة الصحيحة كل من جورج جالوب_ الذي أنشأ معهد جالوب للرأي العام عام 1935_ وروبرت كروزلي، وكانتريل، ونجحت عملية قياس الرأي العام نجاحا كبيرا في التنبؤ بنتائج انتخابات الرآسة في الولايات المتحدة الأمريكية عامي 1940، 1944، إلا أن فرط الثقة في هذه القياسات جعلها تتنبأ  في وقت مبكر بفوز ديوي على منافسه تورمان عام 1948، ولكنها فشلت فشلا ذريعا وهذا ما جعل عملية قياس الرأي العام تتعرض لهجوم عنيف من المعارضين، لكن عادت الثقة من جديد لعملية قياس الرأي العام عندما كانت تنبؤات معهد جالوب صحيحة حول نتائج  الانتخابات بين كندي ونيكسون عام 1960.

             ليشهد بذلك عقد الستينات من القرن المضي انطلاقا حقيقيا في مجال قياس واستطلاع الرأي العام اذ امتد هذا النشاط إلى العديد من دول الاتحاد السفياتي ودول أوروبا الشرقية وأنشئت هيئات علمية ومراكز بحوث في الرأي العام، ولعل مرحلة النضج بدأت مع أوائل السبعينيات من القرن الماضي إذ تناولت استطلاعات الرأي العام وقياسه برؤية شاملة متكاملة من خلال التركيز على الجانب الديناميكي الخاص بالعملية، وليس مجرد الاكتفاء برصد موقف الرأي العام في اللحظة الآنية، وقد سيطرت على ساحة العمل العلمي في مجل قياس الرأي العام على مدى نصف قرن من الزمن ثلاث قضايا أساسية هي: الديمقراطية، المنهج والنظرية، الأخلاقيات الحاكمة للعمل" .

      . خطوات سبر الآراء

         يتطلب إجراء سبر الآراء إتباع الخطوات التالية:

       - تحديد موضوع الدراسة بدقة ومنه يتم تحديد مجتمع الدراسة.

       - "إختيار أسلوب المعاينة: هناك العديد من أساليب المعاينة، وعموما فإن الهدف منها هو الحصول على العينة التي تضمن أكبر دقة ممكنة للنتائج المحصل عليها، وهذا بأقل التكاليف (المصطلح دقة يـعني ابتعاد النتائج عن أخطاء المعاينة، الناتجة عن سوء تمثيل العينة المختارة للمجتمع.

      وعموما هناك نوعين من أساليب المعاينة :

       - الأساليب العشوائية أو الاحتمالية.

       - الأساليب غير العشوائية أو غير الاحتمالية

      وبعد اختيار الأسلوب المناسب للمعاينة، نحدد حجم العينة المطلوب، ثم نجري عملية سحب عناصرها" .

      - جمع البيانات والذي يبدأ بإعداد الإستبيان ثم تنفيذه بعد إختيار الأسئلة المطروحة إعتمادا على مجموعة من الطرق من بينها المقابلة المباشرة ، المراسلات وغيرها (عبر الهاتف أو الأنترنيت.)

      "وصياغة الإستبيان تتم عموما في ثلاثة مراحل :

      ·       الصياغة الأولية للإستبيان (نستعمل إذا أمكن النتائج المحـصل عليها في الدراسات الإستكشافية والكمية السابقة)

      ·       الإختبار الأولي لقائمة الأسئلة أو الإستبيان

      ·       الصياغة النهائية للإستبيان،مع ترميز الأسئلة لتسهيل إدخال البيانات للحاسوب." 

       _ معالجة و تحليل البيانات المجمعة، بحيث تتم معالجة الأجوبة المجمعة وهذا بالإعتماد على برامج الحاسب الآلي المتخصصة في تحليل المعطيات وهناك مؤسسات تنظم عملية جمع البيانات وتحليلها وتصنيفها ثم تقوم ببيعها إلى المؤسسات المختصة في هذا المجال والتي تحتاج إليها. وعلى ضوء كل هذه الخطوات يحصل الباحث على ما كان يريده أو يهدف إليه سواء كان الهدف معالجة موضوع معين أو التنبؤ بمعطيات مستقبلية.


    • 3.   التحليل السوسيولوجي للصحافة المكتوبة

      3    .1. الصحافة المكتوبة

      . التعريف: "هي مطبوع دوري ينشر الأخبار السياسية والإقتصادية والاجتماعية وغيرها،يشرحها ويعلق عليها.ظهرت بظهور المطبعة وتطورت بتطور الطباعة،فلا وجود للصحافة دون طباعة،وبهذا المفهوم تعني العمل في الصحف المكتوبة  الذي ينقسم إلى عدة فروع أهمها التحرير،الإخراج، الإدارة،الإعلان،التصوير وغيرها" .

      في قاموس "أكسفورد" تعرف باسم « Presse « أي مرتبطة بالطبع ونشر الأخبار والمعلومات،كما تعني أيضا « Journal « التي يقصد بها الصحيفة.وهي كل نشرة مطبوعة تشتمل على أخبار ومعارف عامة تتضمن سير الحوادث والملاحظات والانتقادات التي تعبر عن مشاعر الرأي العام، وتعد للبيع في مواعيد دورية،وتعرض على الجمهور عن طريق  الشراء أو الإشتراك" .

      تعرف بأنها: " المجال أو التخـصص أو المهنـة الـتي تقـوم علـى جمـع الأخبـار والتحقـق مـن مـصداقيتها وتحريرهـا أو تحليلهـا وتقـديمها للجمهور في الصحف اليومية أو الدورية في صفحات قد تكون سياسية، اجتماعية، اقتصادية، ثقافيـة أو تربويـة بنـاء علـى َ أسام الجريدة والقسم الذي يعمل ضمنه الصحفي" .

      3 .2. بحوث الصحافة المكتوبة

      . تعريف بحوث الصحافة المكتوبة:

      "النـشاط العلمــي المـنظم للكـشف عـن الحقــائق المتـصلة بالعملية الــصحفية وأطرافها والعلاقات بينها وأهدافها، والسياقات الاجتماعية التي تتفاعل معها من أجل تحقيق هذه الأهداف ووصف هذه الحقائق وتفسيرها، أو التوقع باتجاهات الحركة فيها" 

      .مراحل تطور الدراسات الصحفية:  

         يميـزكـل مـن Jorgensen-Wahl Karin و Hanitzsch Thomas بـين أربـع مراحـل رئيـسية في مـسار
      في مـسارتاريـخ تطـور الدراسات الصحفية هي:

      ·       مرحلـة الاهتمـام بالنظريات المعيارية : وهـي المرحلة الـتي يطلـق عليهـا تـسمية مرحلـة مـا قبـل التـأريخ للدراسـات الـصحفية وفيهـا اهـتم البـاحثون بدراسـة الـصحافة مـن زاويـة معياريـة بهـدف استكـشاف أدوارهـا في عمليـات الاتـصال الاجتمـاعي وإثارة النقـاش الـسياسي دون الـسعي لبحـث كيفيـة صـناعة المحتوى والمتغيرات المؤثرة فيه.

      ·       مرحلـة الاهتمـام  بالإتجاه الإمبريقـي في الدراسـات الـصحفية :حيـث انتقـل الاهتمـام مـن المستوى النظري المعيـاري إلى المـستوى الامبريقـي الميـداني، ففـي الخمـسينيات مـن القـرن الماضـي اهـتم البـاحثون في الـولايات المتحدة الأمريكية بدراسة الجمهور وقياس درجة تأثير وسائل الإعلام، وفي مجال الصحافة كان الاهتمام منصبا على دراسة القائم بالإتصال والمتغيرات المؤثرة في ممارسته للمهنة.

      ·       مرحلـة الاتجـاه الـسوسيولوجي في الدراسـات الـصحفية : حيـث شـهدت سـبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تأثيرا كبيرا لعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا على الدراسات الصحفية حيث انتقل الاهتمام من بحث القيم المهنية للقائم بلإتـصال وروتـين ممارسـته للمهنـة إلى دراسـة الأبعـاد الاجتماعيـة والثقافيـة للظـاهرة الـصحفية وتم التركيـز على طرق صناعة وانتاج المحتوى الصحفي

      ·       مرحلة الدراسات العولمية والمقارنـة : حيـث عرفـت التـسعينيات تحـولا نحـو الدراسات العولمية والمقارنة بفعل التقارب غير المسبوق بين البـاحثين المهتمـين بدراسـة الظـاهرة الـصحفية في إطـار التغيـيرات المتسارعة التكنولوجية والتطورات العميقة السياسية.

      . وظائف بحوث الصحافة: 

       تضطلع بحوث الصحافة بأداء جملة من الوظائف أهمها :

      ·       الكشف عن واقع الظاهرة الصحفية والتعرف على خصائصها.

      ·       التأسيس للمعرفة في المجال الصحفي من خلال دراسة عناصر العملية الصحفية.

      ·       استثمار نتائج البحث في بناء الاستراتيجيات الإدارية والتخطيط للسياسات التحريرية .

      ·       استكـشاف طبيعـة جمهـور القـراء والتعـرف علـى خصائـصهم ودوافـع التعـرض لـديهم بهدف تلبيتهـا وتكييـف المحتـويات حسب متطلباتهم

      ·       دراسة حركة العملية الصحفية واتجاهاتها والعناصر المكونة لها، مع تحليل العلاقات القائمة بين هذه العناصر.

      ·        بحث مكانة العملية الصحفية في السياق الاجتماعي الذي تنتمـي إليـه، ودراسـة علاقتهـا بالأنساق والـنظم الاجتماعيـة القائمة.

      ·       التنبؤ بمستقبل حركة الظاهرة الصحفية من خلال بحث ودراسة العناصر المتجددة والمتغيرة.

      ·       التحكم في حركة الظاهرة الصحفية وضبط اتجاهاتها مـن خـلال التنبـؤ العلمـي الـذي يتأسـس علـى وفـرة المعلومـات الـتي يتم تحصيلها عن طريق البحث والدراسة العلمية .

      ·       اختبار وتنقيح وتطوير أدوات ومناهج وأساليب البحث تماشيا والتطورات التي تعرفها الظاهرة الصحفية.

      3 .3. التقنيات المستخدمة في بحوث  الصحافة المكتوبة

            هناك تقنيتين تم التطرق إليهما سابقا وهما تقنية تحليل المحتوى وتقنية سبر الآراء، حيث يختار الباحث التقنية المناسبة حسب موضوع دراسته والهدف منها فإن كان الهدف هو دراسة ما تتضمنه الرسالة الإعلامية في المقال الصحفي فإنه يستخدم تقنية تحليل المحتوى باتباع الخطوات التي تم ذكرها مسبقا، أما إذا كان هدف البحث معرفة رأي القراء حول مضمون الرسالة الإعلامية المتضمنة في مقال صحفي فإنه يلجأ لإستخدام تقنية سبر الآراء بخطواتها التي تم معرفتها مسبقا، ويمكنه أن يجمع بين التقنيتين معا حيث يقوم بتحليل محتوى المضمون الصحفي من جهة ويستطلع آراء القراء حول هذا المضمون في نفس البحث.


    • 4.   تحليل الخطاب السمعي البصري

      4      .1. تعريف الخطاب السمعي البصري

          الخطاب هو "شكل من أشكال الإنجاز اللغوي ، وهو أيضا حدث تواصلي؛ وأن التواصل يتم عن طريق اللغة مع وجود قصدية تبليغ محتوى ما، فإنه يمكننا القول بأن النص السمعي البصري هو فعل كلام أيضا لأنه يتضمن كلاما كذلك، فضلا عن تضمنه للصورة والموسيقى والأصوات المصاحبة، وهو ذو غاية تواصلية مع الجمهور الذي يشاهد هذه المادة السمعية البصرية.

      هــو أحيانــا يعــني الميــدان العــام لمجموعــة المنطوقــات وأحيانا أخرى مجموعـة متميـزة مـن المنطوقـات وأحيانـا ثالثـة ممارسـة لهـا قواعـدها تـدل دلالـة وصـف على عدد معين من المنطوقات وتشير إليه .

      4 .2.  نشأت بحوث الخطاب السمعي البصري:

            نشأ مفهوم الخطاب في إطار دراسات اللغة والألسنية أو علم اللغة الحديث، حيث يتقاطع تحليل الخطاب مع اللسانيات في نقاط عديدة، من حيث موضوع البحث وأطره وكذا منهجيته ومصطلحاته، رغم أن الألسنيون الأوائل أمثال دو سوسير Ferdinande de Saussure وجاكبسون Jakobson ، وهلمسلف Hjemslew، وغيرهم لم يناقشوا موضوع الخطاب، وكان موضوع الدرس عند دوسوسير يركز على نظام العلامات، ونظريته تهتم بدراسة العلاقة بين الثنائيات، اللغة/ كلام، المجتمع/الفرد، وبالتالي البحث في اللسانيات يتجه نحو البحث في دراسة نظام  اللغة. وقادت السيميولوجيا العلاماتية في الستينات وأوائل السبعينات حقل تحليل النصوص إلاعالمية، ووفرت للباحثين أسلوب لتحليل المعنى بينما هيمن التحليل الإيديولوجي علي هذا الحقل في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، وزود الباحثين بمنهج للتفكير في العلاقات بين المعني والبنية الاجتماعية، لتصبح منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن نظرية الخطاب هي التي تقود عمليات تحليل النصوص الإعلامية، ودفعت نظرية الخطاب الباحثين إلى إعادة التفكير في العلاقة بين المعنى والبنية الاجتماعية، من خلال التركيز علي السلطة من داخل نظام المعني وليس من خارجه، فنظم المعني نفسها تعتبر سلطة، وهي لا تظهر بسهولة كنظم، مثل بنية اللغة بل من خلال ممارسات ذات دلالة، إنها ليست ببساطة المعاني المرتبطة بالممارسات الاجتماعية، كما يقول ألتوسير في نظرية الأيديولوجية، بل إن المعني والممارسة لا يمكن التمييز بينهما فهما مترابطان، أي أن المعني هو الممارسة في نظرية الخطاب.

           اتجه عدد من الباحثين في مجال الإعالم في مطلع السبعينيات إلى تأييد واستخدام التحليل الكيفي للمحتوي من منظور أيديولوجي، وعرف هذا التوجه بالإتجاه الإنساني الذي ركز علي علاقات القوة التي تحاول النصوص إلاعالمية التعبير عنها، كما سعي لتطوير أدوات التحليل الكيفي مستفيدا من التطور الذي تحقق في مجال الدراسات اللغوية والسميولوجية(العلاماتية)، وتحليل النص، وكان من أبرز ممثلي هذا الاتجاه الباحث الدانماركى بيتر الرسن Larsen Beter  الذي أكد أن التحليل الكيفي ليس غاية في حد ذاته...، ومن هنا تطورت محاولات التحليل الكيفي في الثمانينات من القرن الماضي باتجاه تبنى منهجية تحليل الخطاب، وتحليل الخطاب النقدي، وقد تأثرت هذه المحاولات بهيمنة اتجاه ما بعد البنيوية، ورغم عدم الاتفاق على مفهوم الخطاب إلا أنه أصبح يستخدم على نطاق واسع في تحليل النصوص الإعلامية. توسع الباحثون في حقل الخطاب في تعريفاتهم واستخداماتهم لمفهوم الخطاب ولم يمنع عدم الاتفاق علي مفهوم الخطاب واستخداماته من انتشار بحوث تحليل الخطاب وتناولها لموضوعات ومجالات متعددة، من بينها تحليل الخطاب الإعلامي، الذي يعتبر تطورا مهم لملجال التحليل الكيفي للرسائل إلاعلامية وشروط إنتاجها وتداولها وتأثيرها في الجمهور، فضلا عن تفاعلاتها مع الظروف التاريخية والمجتمعية." 

      4 .3. أنواع الخطاب السمعي البصري:

            تتنوع الخطابات السمعية البصرية بتنوع طبيعة المنتوج السمعي البصري، منتوج تلفزيوني (برنامج، إشهار، فلم، مسلسل، فلم وثائق ...)، منتوج سنمائي، منتوج إلكتروني ... .

      كما وتتنوع بتنوع موضوع الخطاب السمعي البصري ( سياسي، ثقافي، ترفيهي، رياضي ، إقتصادي ... ).

      4 .4. تقنيات تحليل الخطاب السمعي البصري

            هناك تقنيتين تم التطرق إليهما سابقا وهما تقنية تحليل المحتوى وتقنية سبر الآراء، حيث يختار الباحث التقنية المناسبة حسب موضوع دراسته والهدف منها فإن كان الهدف هو دراسة ما تتضمنه الرسالة الإعلامية في الخطاب السمعي البصري فإنه يستخدم تقنية تحليل المحتوى باتباع الخطوات التي تم ذكرها مسبقا، أما إذا كان هدف البحث معرفة رأي المشاهدين والمستمعين حول مضمون الرسالة الإعلامية المتضمنة في الخطاب السمعي البصري فإنه يلجأ لإستخدام تقنية سبر الآراء بخطواتها التي تم معرفتها مسبقا، ويمكنه أن يجمع بين التقنيتين معا حيث يقوم بتحليل محتوى مضمون الخطاب السمعي البصري من جهة ويستطلع آراء المشاهدين والمتمعين حول هذا المضمون في نفس البحث.


  • Section 6

    • 5.     تحليل الوثائق العلمية

      5 .1. الوثائق العلمية

      الوثائق العلمية هي جميع المصادر والمراجع التي تتضمن المواد والمعلومات والتي تشكل في مجموعها الإنتاج الفكري اللازم للبحث العلمي، وما يجسده في الواقع.

      والوثائق العلمية هي المصادر والمراجع العلمية باختلاف مواضيعها ومجالات إستخدامها.

      5 .2. أنواع الوثائق العلمية

           تتنوع الوثائق العلمية أصلها إن كانت مصادر أو مراجع، ومن حيث مجالات إستخدامها كتب مدرسية متعلقة بالمنهاج الدراسي لمختلف الأطوار الدراسية، مقالات علمية منشورة، كتب علمية بتعدد التخصصات.

      5 . 3. تقنيات تحليل الوثائق العلمية

            يتم استخدام تقنية تحليل المحتوى وتقنية سبر الآراء، حيث يختار الباحث التقنية المناسبة حسب موضوع دراسته والهدف منها فإن كان الهدف هو دراسة ما تتضمنه الوثيقة العلمية فإنه يستخدم تقنية تحليل المحتوى باتباع الخطوات التي تم ذكرها مسبقا، أما إذا كان هدف البحث معرفة رأي القراء أو المتعلمين أو الأساتذة حول مضمون المعلومات المتضمنة في الوثيقة العلمية فإنه يلجأ لإستخدام تقنية سبر الآراء بخطواتها التي تم معرفتها مسبقا، ويمكنه أن يجمع بين التقنيتين معا حيث يقوم بتحليل محتوى مضمون الوثيقة الإعلامية من جهة ويستطلع آراء المبحوثين حول هذا المضمون في نفس البحث.

      6 . تحديات التحليل السوسيولوجي للإعلام:

      -     تعقيدات الظواهر االجتماعية وتغيرها فمن المسلم به أن الظواهر الاجتماعية تتخذ الطابع الديناميكي المتغير البعيد عن الثبات والاستقرار، وبالتالي فمن المنطقي أن تتعقد هذه الظواهر، كما أن تشابهها سوف يؤدي إلى صعوبة تحديد الموقف من هذه الظواهر والحكم عليها، وكذلك الظواهر الإنسانية والإجتماعية تتغير بشكل سريع نسبيا فالثبات نسبي وهذا يقلل من فرصة تكرار التجربة في ظروف مماثلة تمام،  مما يضفي في الكثير من الأحيان إلى نتائج جد سلبية لا يمكن الاعتماد عليها في تصنيف الظواهر وضبطها، لا سيما أنها تتأثر بالسلوك الإنساني المعقد.

      -       الذاتية والموضوعية في التحليل السوسيولوجي إن أحد أهم صعوبات التحليل السوسيولوجي هي الاتزام الموضوعية والابتعاد قدر الامكان عن الذاتية، هذه الإشكالية المتكررة عند بعض رواد علم الاجتماع ، فالفصل بين الذاتية والموضوعية مسألة معقد عند الباحث المبتدئ في علم الاجتماع، وإشكالية صعبة التحقيق عند المتمرس في التحليل السوسيولوجي وقد تحدث -أوغست كونت ودوركايم- عن ضرورة ابتعاد التحليل السوسيولوجي عن الذاتية وضرورة التحلي بالموضوعية ،لكنهما أقحما الكثير من التحاليل الذاتية في الدراسات التي قاما بها، ولم يتمكنا من إبعاد مشاعرهم الشخصية، ولا ديانتيهما ولا ثقافتيهما عن الدراسات التي قاما بها، ونفس الشيء بالنسبة للإيديولجية الماركسية لدى الماركسين الذين أضفوا في تحاليلهم البعد الماركسي في تفسير وفهم الظواهر الاجتماعية المختلفة، وكان تحليلهم خطياً ذو بعد واحد.... ومن جهة أخرى فإن القطيعة مع الأحكام الذاتية ممكنة إذا اعتمد الباحث منهجية ملاحظة الذات والنقد الذاتي، فالقول في التحليل السوسيولوجي بأن الرجال يظلمون المرأة، وهذا ليس من الرجولة ومن الظلم الاجتماعي الذي يجب محاربته، أو أن الرؤساء في العمل أشد قسوة على العاملين، وهم يدعون الانضباط، وأن هناك تأثير واسع لوسائل الإعالم على المراهقين، وهي ظاهرة سلبية يجب اتخاذ الإجراءات الضروري للحد من هذه الظاهرة والمقصود من تقديم هذه الأمثلة التنبيه إلى الابتعاد عن الأحكام والمشاعر الذاتية باعتبارها لا تستند إلى أسس علمية. ونستشعر صعوبات التحليل السوسيولوجي خاصة إذا نظرنا إلى المجتمعات المعاصرة المستغرقة في التعقيد، وفي التغيرات السريعة والمتتالية التي تشهدها، وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار تنوع هذه المجتمعات وانفتاحها وتعدد الاتجاهات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.


  • Section 7

  • Section 8

  • Section 9

  • Section 10

  • Section 11

  • Section 12

  • Section 13

  • Section 14

  • Section 15

  • Section 16

  • Section 17

  • Section 18

  • Section 19

  • Section 20

  • Section 21