النثر في بلاد الشام

النثر في بلاد الشام

بواسطة - Leila Bouakez
عدد الردود: 0

 

 

 

 

محاضرات مقياس النثر العربي في بلاد الشام

الأستاذة ليلى بوعكاز

موجهة لسنة أولى ماستر

تخصص: أدب حديث ومعاصر

كل الأفواج

 

 

 

 

 

 

 

 

المحــــــــــــــــــــــــــاضرة الأولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى:

مقدمة:

المطلع على تاريخ الأدب العربي وخاصة الشعر سيكتشف قدمه، وما وصل إلينا من نصوص لا يزيد عمره 16000سنة، هذه المدة مقسومة في تاريخ الأدب إلى ثلاث حقب أساسية وهي:

الأدب القديم: ويعود إلى العصر الجاهلي إلى أواخر العصر الأموي (نحو 300سنة).

الأدب المُحْدَث: يبدأ من سقوط الدول الأموية وقيام الدولة العباسية، إلى مطلع القرن التاسع عشر ميلاد.

الأدب الحديث: من مطلع القرن التاسع عشر إلى اليوم وبما أن هذه الحقبة طويلة جدا، قسمها مؤرخو الأدب العربي وهي:

1-                  العصر الجاهلي، قبل الإسلام.

2-        عصر المخضرمين، أو صدر الإسلام الأول: من ظهور الإسلام إلى آخر دولة الخلفاء الراشدين وقيام الدولة الأموية.

3-                  العصر الأموي.

4-                  العصر العباسي:  - الحقبة الأولى: حقبة بغداد.

-                       الحقبة الثانية: حقبة الدويلات.

-                       الحقبة الثالثة: حقبة السلجوقية[*]

5-                  العصر الأندلسي.

6-                  العصر المغولي.

7-                  العصر العثماني

8-                  العصر الحديث: أدب النهضة للعربية إلى الأدب المعاصر.

1/ نظرة عامة على بلاد العرب(شبه جزيرة العربية):

بلاد العرب شبه الجزيرة تمتد إلى ثلاثة ملايين كيلو متر مربع، يحدها نهري الفرات والعاصي امتدادا إلى أعالي الشام، تعد هذه المنطقة الأرض الخصبة لتطور الأدب خاصة بعد الفتوحات الإسلامية لنشر الأدب والثقافة الإسلامية.

أ‌-                     الحياة الاجتماعية (القبلية):

تبدو الحياة الاجتماعية في بلاد الشام في القديم خاضعة للسياسة القبلية وكل أفرادها تتسم بالولاء أو الحلف لقول الشاعر:

وما أنا إلاّ من غزيّة إن غوت     غويت وإن تَرشد غزيّة أَرشد

وأما مقام المرأة في الجاهلية مرموقا خاصة بعد الحرب تصبح للمرأة دورا هاما في إعادة الحياة للقبيلة، لذا كان الرجل يتزوج عددا كبيرا من النساء حتى تضمن استمرار النسل، ضمان سلامة الأنساب.وكان للمرأة حظا وافر في الشعر العربي (الغزل، المدح...)، وأكثر الغزل كان للنساء المتزوجات لقول أمرق القيس:(فمثلك جللى قد طرقت ومرضعا).

الحياة الروحية: بالعودة إلى الجاهلية نجد الحياة الدينية منحصرة في عبارة الأوثان، لذا عرفت الحياة اضطهاد على اليهود والنصارى لذا كان معظمهم يلجأ إلى شبه الجزيرة خاصة بعد الإسلام.

أما الحياة الاقتصادية :

تعرف الحياة البدوية في شبه الجزيرة العربية بصعوبة الحياة والعيش إذ تعتمد على رعي الإبل والتجارة بالقوافي وفي ظل هذه الحياة كثرت الغزو والمهاجمة للاستلاء على المواشي والقوافل التجارية، وكانت المتاجرة من فارس والحبشة واليمن إلى الشام والعراق ومصر، ومن أشهر مدنهم التجارية كانت أم القرى (مكة) ويثرب ومدين، ثم دومة الجندل وغيرها.

أما الحياة السياسية فقد كانت تتميز قبل الإسلام بثلاث مظاهر هي:

أ‌-         الحكومة القبلية: كانت تتمتع بالعصبية، وهذا يعني أن القرارات المتعلقة بالقبلية في يد شيخ كبير طاعن في السن، وكان الحكم بالشورى بالشورى بينهم خاصة أمور الحرب.

ب‌-               الحياة الأدبية:

ازدهر الأدب في العصر الجاهلي خاصة الشعر وما وصلنا إلا القليل حيث اتسع نطاقه في الجاهلية، فلم يقتصر على التعبير عن الخيال والوجدان، لذلك سمي (ديوان العرب) حيث تطور بتطور الأسواق الشعرية مثل عكاظ لينشر كل واحد محامد قومه مع العلم أن الأسواق كانت في الأصل للتجارة.

-                       الشعر:

ترك لنا العرب إرثا أدبيا قديما يعرف بالمعلقات أبدع فيها فحول الشعراء، كتبت بماء الذهب وعلقت على جدار الكعبة حسب الروايات التي جاءتنا ومن أشهر شعراء تلك الحقبة امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى، النابغة الذبياني، طرفة بن العبد، عمرو بن كلثوم، ولبيد بن ربيعة، الحارث بن حلزة عبيد الأبرص .

-                       مكانة الأدب(الشعر خاصة):

قال "ابن رشيق" في كتابه"العمدة" في محاسن الشعر ونقده«كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل وهنأتها، وصنعت الأطعمة واجتمع النساء  بالمزامر كما يصنعون في الأعراس، ويتباشر الرجال الولدان ...وكانوا لايتهانون إلا بغلام أو شاعر أو ولادة فرس».

-                       خصائص الشعر القديم:

أ‌-                     الخصائص المعنوية:

-                       الصدق   - العفوية    -البساطة  - القول الجامع – الإطالة  - الاستطراد – الخيال.

ب‌-               الخصائص اللفظية:

-                       غرابة اللفظة وجزالتها  - متانة التركيب وبلاغة الأداء – العناية والتحقيق.

أغراض الشعر وفنونه:

-                       الوصف والأطلال.

-                       وصف الراحلة (الناقة والوصف).

-                       وصف الصيد.

-                       وصف الطبيعة وغيرها.

أنواع الشعر:

-                       المدح، الفخر،الهجاء، الرثاء ،الفخر، الهجاء، الرثاء، الحماسة، الغزل.

 

 

المحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاضرة الثــــــــــــــــــــــــــــــانيــــــــــــــــــــــــــــــة:

ضــبـــــــط المـــــــــــــــصــــــــــــــــــطلـحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات :

            I.     مصطلح الأدب:

أ‌-                     الأدب في العصر الجاهلي:

استعملت لفظة الأدْب بسكون الدال والتي تعني الدعوة إلى الطعام، كما اشتقوا منها لفظة الآداب وبمعنى الأخلاق فالدعوة إلى الطعام خصلة حميدة وخلق فاضل قال:"بن مبارك":«هو الداعي إلى الطعام الذي أعدّ المأدبة (الأَدِبُ)».

ب‌-               الأدب في العصر الإسلامي:

توسع مفهوم الأدب ليشمل التهذيب اللساني إلى جانب التهذيب الخلقي ويقصد بها التنشئة الصالحة بالتقرب للفضيلة والابتعاد عن الرذيلة، فقد ورد عن "أبا بكر" قال:«يا رسول الله لقد طفت بالعرب وسمعت فصاحتهم فقال: فما سمعت أفصح منك فمن أدّبك، أدّبني ربّي».

فهناك تقارب بين المعنى الذي استخدم في العصر الجاهلي والإسلامي فالتهذيب النفسي واللساني من أبرز مدلولات العصر الإسلامي ألاّ أنه لم يتخل عن المعنى العام وهو الدعوة إلى الطعام

ت‌-               الأدب في العصر الأموي:

لم تتغير معاني (الأدب) عندما رحلت إلى العصر الأموي فقد احتفظت بمدلولها تهذيب الخلق واللسان والدعوة إلى الطعام، إلاّ أنّ المصطلح يطلق على المعلمين الذين يؤدبون أولاد الخلفاء بتلقينهم الخطب والشعر وأخبار العرب وأيامهم فيسمون بالمؤدبين .

ث‌-               الأدب في العصر العباسي:

اشتهر العصر العباسي بتوسع العلوم والمعارف والذي أدىّ إلى توسيع مدلول كلمة أدب، فأطلق على الأشعار والأخبار والأحاديث والوصايا والخطب، وهنا نجد "ابن المقفع" قد أطلق على كتابه تسمية"الأدب الصغير والأدب الكبير"، لأنه يتضمن مجموعة من الحكم والنصائح الخلقية.

ج‌-                 الأدب في العصر الحديث:

شهد العصر الحديث تطورات في جميع التخصصات والمعارف والذي أثر بدوره على تنوع المصطلحات ووفرة معانيها، فلم يقتصر مصطلح الأدب كما عرف عن المأدبة فقط بل اتسعت مدلولاته ليشمل المجالات الأدبية وأجناسها المتنوعة.

ــــــــ الأدب اصطلاحا:

حظي مفهوم الأدب منذ زمن طويل بعناية بالغة سواء عند القدامى أو عند المحدثين على اختلاف آرائهم وتعدد مشاربهم مثلا "مصطفى صادق الرفاعي" وهو أحد كبار أدباء العرب وناقديهم الذين أبدوا آراء عديدة في مصطلح الأدب حين قال:«والأدب من العلوم كالأعصاب في الجسم وهي أدق ما فيها ولكنها مع ذلك هي الحياة والخلق والقوة والإبداع».

فالرافعي قد مس بتعريفه عناصر الأدب ومدى فعاليتها في النص، وفي هذا المنحى جاء قول "طه حسين"مؤكدا على صحة ما قاله الرفاعي:«إن الباحث في تاريخ الآداب  لا يكتفي فقط بدراسة اللغة بالبحث عن معناها في القاموس وإنما يحتاج إلى أن يدرس أصول اللغة القديمة ومصادرها القديمة فاللغة العربية وحدها لا تكفي لمن أراد أن يكون أديبا أو مؤرخا فلابد له من دراسة الآداب الحديثة في أوروبا ودراسة منهاج البحث عند الفرنج».

أما "ابن خلدون" فقد توقفت في مفهومه عند التشكل الجمالي للغة إذ يقول :«فكر الأمة الموروث الذي يعبر عنه الشاعر أو الكاتب بلغة ذات مستوى رفيع ينقل بشفافية موروث الأمة الاجتماعية، السياسية، الفكرية والحضارية...».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الثالثة

         II.     مصطلح النثر:

تمهيد:

إنّ المطلع على تاريخ الآداب العربية سيجد هيمنة الشعر عليه وضعف النثر الذي بقى ردحا طويلا من الزمن فلا نجد اهتماما حقيقيا بجماليات النثر على نحو ما حققه الشعر فما هو النثر؟.

أ‌-                     لغة:

يقال: نثر الحبَّ ونثر الكلام وجعله منثور فهو من نثر ينثر نثرا ومنثورا. معنى شتته وفرقه وهو عكس الجمع، فقد جاء في لسان العرب مادة ن.ث.ر:«هو الخيش وما ولاه  فالنثرة تعني طرف الأنف وهو اسم من أسماء الدرع والنثر ما يستنشق من الماء ثم يخرج فيه الأذى (الوضوء)».

ب‌-               اصطلاحا:

هو الكلام الذي لا وزن فيه ولا قافية يعتمد فيه على الحقائق والوقائع أو بتعبير آخر النثر هو الكلام المقفى بالأسجاع وهو ضربين: الضرب الأول: النثر العادي (لغة التخاطب) ليس لها قيمة أدبية إلاّ ما يجري فيه عادة من أمثال وحكم.

الضرب الثاني: النثر اللغوي الفني  والذي يعتمد على مهارة فنية ولغوية عالية يعرفه لنا ابن خلدون بقوله: «النثر هو فن القول ليس منظوما ولا موزونا ولكنه يقابل الشعر».

في حين يعرفه لنا الناقد "محمد يونس" قوله: «النثر أو المنثور هو الكلام الفني الجيد يرسله قائله أو كاتبه إرساله بلا وزن ولا قافية».

      III.     مظاهر تطور النثر:

كانت الكتابة في عصر النهضة تسير وفق أسلوب المقامات كمقامات الحريري في الاهتمام بالشكل والصنعة والبديع والقياس، فكان للصحافة الدور الحيوي في إبعاد اللغة من الزخرفة اللفظية والجناس والحشو والميل إلى السهولة والجهد البسيط في القراءة بسبب مخاطبتها لجميع طبقات المجتمع وحاجتها إلى التبسيط والفهم للعامة كل هذه التطورات خضعت للزمن بزيادة المدارس والصحف والإطلاع على الثقافات الغربية وكان التأثير يتجلى في لغة النثر وموضوعاته وفنونه.

أ‌-                     اللغة:

أخذت اللغة تدريجيا تبتعد عن التكلف والتصنع والعقيد على حساب المنحى والفكر الذي يميل إلى السهولة والوضوح فأصبح الكتاب يكتبون لتصوير تجربة نفسية أو قول شيء ما يحدد يريد إيصاله للقارئ وقد حاول الكتاب الجمع بعد ذلك القرب إلى الشكل والمضمون مثل: كتابات "مصطفى المنفلوطي"، "صادق الرفاعي" ،"أحمد الزيات"، "حسين هيكل".

ب‌-               الموضوعات:

لقد عرف أدب بلاد الشام تغيرات جذرية من حيث المواضيع التي تعددت بين الاجتماعية والسياسية والثقافية فالغالب على الموضوعات كان الشعر لتتطور بعد ذلك إلى النثر مع تطور الصحافة والمدارس النقدية في القرن 19، فتقربت الموضوعات النثرية من شؤون العامة، وقد لخصها لنا "جورجي زيدان" في النقاط التالية:

1.                    سلامة العبارات وسهولتها؛ بحيث لا يجهد القارئ في فك معانيها.

2.                    تجنب العبارات المسجوعة والتي تشكل ثقلا للسامع.

3.                    ترتيب الموضوعات ترتيبا منطقيا وفي حلقات متناسقة.

4.                    تقسيم الموضوعات إلى أبواب وفصول معنونة.

5.                    الابتعاد عن التنميق والحشو وتقصير العبارات.

6.                    الاعتماد على الفهارس لتسهيل البحث.

7.                    احترام التنقيط والفواصل ونهاية الفقرات.

8.                    تكوين هيكلية للموضوع قبل تطبيقها على الواقع.

9.                    تطابق العنوان مع متن الكتاب أو البحث لجذب القارئ إليه.

    IV.     النثر ومسألة الأسبقية والأفضلية:

إن الحديث عن النثر في الأدب العربي (أدب بلاد الشام)كجنس أدبي جديد يقابله الشعر قد عرف ضعفا مقارنة بالمكانة التي حظي بها الشعر منذ القديم، لذلك قال أحد الكتاب القدامى«من فضائل النظم أن صار لنا صناعة برأسها وتكلم الناس في قوافيها وتوسعوا في تصاريفها وأعاريضها وبحورها وما هكذا النثر فإنه اقتصر الذروة الشامخة والقلة العالية» .

فالنثر أصبح له قواعد خاصة ومتعارف عليها والتي تعتمد على الحجج والبراهين والشواهد فأنصار الشعر هم اللغويين والشعراء والحكماء وفي المقابل نجد مواقف أخرى تنتصر للنثر وللقناعات الأدبية والفكرية والتاريخية والجمالية والفنية، يمكن القول أن التنازع بين الشعر والنثر مر بمرحلتين:

أ‌-                     المرحلة الأولى:

اكتسبت طابع الصراع الوجودي بين الشعر والنثر، فدارت الإشكالية حول أسبقية الوجود: الأصل والفرع وأهمية المصدر: القلب أو العقل.

ب‌-               المرحلة الثانية:

تميزت بظهور الوعي النقدي للجمع بين الشعر والنثر أو ما اصطلح عليه بالكتابة الجديدة.

لهذا فإن النظر إلى الشعر والنثر باعتبارهما ثنائية يحكمهما التضاد والتنازع، فقيدة الشعر والنثر طرحت من زوايا متعددة فنظروا للنثر على أنه منافس للشعر لتطرح هذه المسألة قضية الأجناس الأدبية وتداخلها وتفاعلها واندثارها كما أنها تساهم في تطورها ونموها لتصبح نوعا أدبيا جديدا نابعة من تراكمات (التجارب الإنسانية والفنية) وتفاعل الأشخاص مع محيطهم لتستجيب مع حاجاتهم النفسية والاجتماعية، لذلك فإن الحديث عن النثر في الأدب العربي يستلزم تحديات في ظل الواقع الراهن، ورغم تطور الجنس الأدبي(النثر) بقي الأقل حضورا وتأثيرا خاصة عند القدامى، فهو مرتبط بميولات وأهواء ومصالح وقناعات وحقائق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة الرابعة

النثر الفني العربي قبل الإسلام:

عرف النثر وجودا في تاريخ العرب خاصة في العصر الجاهلي، فقد تميز بأنواع هي:

1.                    الخطابة:

هي فن مخاطبة الجماهير بغية الإقناع والإمتاع تمتاز بكلام بليغ وموجز، قد تطول أو تقصر حسب الحاجة، تعتمد على المشافهة لأنها موجهة للجمهور بأسلوب يثير عواطف السامعين وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم بالاعتماد على جودة الالتقاء وتحسين الصوت.

أما الإقناع (المخاطب) يعتمد على العقل ويقتضي من الخطيب ضرب الأمثلة والأدلة والبراهين، تنقسم الخطبة إلى أجزاء رئيسية (مقدمة - عرض - خاتمة) هدفها الإفهام والإقناع والاستمالة.

أ‌-                     خصائص أسلوب الخطبة:

-                       قصر الجمل والفقرات.

-                       جودة العبارات والمعاني.

-                       التأثير وشدة الإقناع.

-                       السهولة ووضوح الفكرة.

-                       جمال التعبير وسلامة الألفاظ.

-                       التنوع في الأسلوب (الإنشائي والخبري).

-                       قلة الصور البيانية.

ب‌-               عوامل ازدهار الخطبة (العصر الجاهلي):

-         حرية القول: دواعي الخطابة كالحرب والصلح والمعاهدات، الفصاحة فكل العرب كانوا فصحاء اللسان، كلها عوامل ساهمت في رقي الخطابة أنداك، فاختلفت موضوعاتها بعد مجيء الإسلام إلا أن هناك موضوعات اختلفت فيها:

-                       الموضوعات الدنية: الوعظ، الإرشاد، التفكير، التنكير.

-                       الموضوعات السياسية(الأغراض): تستعمل لخدمة القبيلة أو الدولة.

-                       الموضوعات الاجتماعية: تبحث في أمور الناس كالزواج، الإرث...

-                       الموضوعات الحربية: تأجيج النفوس، وشد الغزائم.

-         الموضوعات القضائية: الحكم بين أمور الناس وفك النزاع وقد اجتمعت هذه الخصائص في خطبة "قس بن ساعدة الإيادي " وهو من قال:"أما بعد" التي تسمى بفصل الخطاب

القصة:

تعرف القصة بالحكاية التي انتشرت في مجالس عند العرب منذ العصر الجاهلي، إذ يتخذ القاص مكانا أعلى جمهوره تحت قباب الأخيام ويروي لهم عن بطولات أو خرافات...

فالقصص فن نثري متميز عبارة عن مجموعة من الأحداث تتناول واقعة واحدة، تتعلق بشخصيات محددة إنسانية وغير إنسانية (لسان الحيوان مثلا)، ففيها الحقيقة والواقعية والخيالية والخرافية، بينما الأقصوصة تتناول موقفا من الحياة تبرز فكرة معينة لقائلها. فقد تعددت مواضيع القصة بغية التسلية أو المتعة أو الوعظ أو الإرشاد وبعض أخر يتخذ من الفروسية وتاريخ القبيلة موضوعات لها وقصص خيالية وقصة الغول والجان.

ــــــ عناصر القصة:

الاقتباس- الأحداث – الحبكة – التشويق – الحوار – الشخصيات .

2.                    الأمثال:

أبدع معظم العرب منذ القديم في ضرب الأمثال التي تصلح لبعض المواقف والأحداث، فهي أصدق دليل عن الأمة وتفكيرها وعادتها وتقاليدها، وهي قريبة لغة الشعر من حيث الدلالة، فهو قول محكم الصياغة قليل اللفظ موجز العبارة بليغ التعبير عن تجربة إنسانية دلالاتها مضمرة ومختزلة تحت الألفاظ تقال في حوادث معنية.

انتشر هذا النوع من الفن النثري الأدبي منذ القديم لعمق حكمته واستخلاص عبره، فالأمثال تعتبر تمثيلا للحياة وتحسينا لأخلاق الشعوب.

يقول امرئ القيس:

ضيّعني صغيرا، وحملني ثأره كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا واليوم خمر وغدا أمر.

3.                    الحكم:

الحكمة قول موجز مشهور صائب الفكرة رائع العبير، يعبر عن تجارب إنسانية عميقة تنبض الحكمة بالبلاغة ومن أبرز خصائصها: روعة التشبيه، قوة اللفظ، سلامة الفكرة والإيجاز.

4.                    النثر المسجوع:

عرف هذا النثر في العصر الجاهلي ولقي عناية بالغة من طرف المستشرقين إذ يقول بلا شر في كتابة تاريخ الأدب العربي:«عرف العرب نوعا من النثر لم يسبق ظهوره من قبل ذا شكل جمالي وإيقاعي ولكن ذو فواصل مسجعة».

إذن فالسجع موغل منذ القدم، إذ يقول ابن رشيق:«كان كلام العرب كله منثورا فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم الأخلاق، فصنعوا أعاريضا موازية للكلام فأصبحت لهم سماتهم وثقافتهم وحاجتهم إلى كلام مهذب وفكرة مرتبة فكان النثر المسجوع».

إذ يعرفه لنا «لون فني يعتمد على ترديد قطع نثرية قصيرة مسجعة ومتتالية، تعتمد في تكوينها على الوزن الإيقاعي أو اللفظي وقوة المعنى».

ـــــــ مميزات النثر المسجوع:

-                       روعة في الأداء.

-                       جزل في الأسلوب.

-                       قوة البيان.

-                       نظارة في البلاغة.

-                       ضخم المظاهر.

-                       شديد التعقيد.

-                       كثرة الصنعة.

لذلك فالنثر المسجوع يأتي بعد مرحلة النضج.

ـــــــ رواد النثر في بلاد الشام:

يبدو أن تطور الأسلوب النثري في بلد الشام والعراق مرتبطا بتطور مقامات الحريري حيث قلدوا الأساليب الكتابية القديمة ذات القوالب الجاهزة والأسلوب المسجع والتكلف في العبارات، ومن أبرز رواد النثر في بلاد الشام:

1-                 السيد محمود الألوسي أبو الثناء:

وهو صاحب التفسير المشهور روح المعاني، ألف في اللغة والمنطق والتفسير، ومن آثاره: مقاماته التي طبعت في كربلاء وبعض  القطع الشعرية التي سجل فيها آراءه النقدية(رحلاته)، حيث يصف نثره بقوله:«كتابي تشد إليه الرواحل وتنال من فصوله وأبوابه المنازل فتضمن المباحث والمسائل حتى تصل المنال، ويجري في قلب داعية من ذوي الألباب جريان الماء في العمود».

لقد وضع نفسه في منزلة عالية وممن يضرب بهم المثل في النثر، فقد قيل عنه أنه يدرك محاسن القول وحلاوته، لدى عرف بكثرة الافتخار فيقوله، ولم يتغير هذا الأسلوب لدى عبد الله الألوسي إلى أن وافته المنية عام 1874، والذي بقي حتى مجيءالقرن19 وبداية بوادر النهضة في كل من مصر والشام ليتطور أسلوبه بالتخلي عن كل ما هو مسجوع ومكلف، وبقيت نماذجه الأدبية تدرس في الأدب القديم، والواضح أن نثر بلاد الشام لم يعرف اهتماما إلا في بداية النهضة بفضل التبشيرات الدينية وترجمة الكتاب المقدس والتعرف على محاكاة أسلوب المقامات، وهنا ظهر ناصف اليازجي الذي كان موافقا لرفاعة الطهطاوي، فقد أصدر كتابه المقامات سنة 1856، حيث سارت كتاباته جنبا إلى جنب مع تطور النثر في مصر، والتي كانت تسير بخطى سريعة، وتخلصت من أسلوب المقامات.

وفي المقابل ظهرت مقامات البستاني التي عرفت بإصلاح اللغة العربية (التخلي عن الكلمات المعجمية) حيث اصطنع الأسلوب المرسل الغير مسجوع، الذي يمتاز بسهولة التعبير ووضوح المعاني وسلامة العبارة والابتعاد عن الأخطاء اللغوية والنحوية، فاشتهرت المقامات في لبنان لتصل إلى بلاد الشام، وتصبح نموذجا يحتدى به في كتابة المقالات النثرية.

يبدو أن النثر في العراق والشام ومصر قد عرف تطورا وروافد فكرية منبعها قديم وغايتها الاحتفاظ بالتراث العربي من حيث اللغة وثانيها غربي في تعدد الموضوعات والأفكار الجديدة التي تغدي اللغة وتنهض بالثقافة العربية.

ــــــ  أثر الصحافة في تطور الأسلوب النثري:

ظلت الوقائع المصرية الصحيفة الوحيدة العربية التي بقيت ردحا من الزمن، تم تحريرها باللغة التركية أولا، ثم بالعربية والتي أصبحت طابعها الرسمي فيما بعد، تحتوي على طرائف من الأدب وأقاصيص ألف ليلة وليلة، لتغير وجهتها الأدبية عام1875م لتصبح ثقافية تروج الأخبار الداخلية والخارجية السياسية أو الاجتماعية، فقد ظل الأسلوب المسجوع مسيطر على أقلام كتابها خاصة في العدد الأول كالكاتب عبد الله فكري الذي كان له الدور الفعال في نهضة النثر حين وجه عدسته الأدبية لتصوير أحوال المدن وتطور العلم داخل مصر.

إلا أن الكتابة لم تخلو من الكلمات الأعجمية والتي بدأت تتوارى عاما بعد عام على يد الشيخ محمد عبده الذي خلص الفصحى من هذه الآفة، وساعد على تثبيت الكلمات ومعانيها وفصلها عن المترجمة وترسيخها في الأذهان، كما ساعدت مجلة الجرائد لـ أحمد فارس الشيدياق سنة1861م في انطلاق النثر وتحرره (الأسلوب) حيث اصطنع الأسلوب المرسل في الأخبار الصحفية والمقالات ليعرف النثر تطورا لاحتكاكه بثقافة الشدياق العميقة لأنه كان يحسن اللغات المختلفة نظرا لاحتكاكه بثقافات غربية وشرقية، ومن أبرز كتاباته الساق على الساق فيما هو الفرياق الذي قص فيه تاريخ حياته من مشاهدات وموازنات في الأدب العربي وخصائصها، فكشف عن أحوال أوروبا وخاصة أخبار مالطة، فكان كتابه خاليا من السجع مع العناية باللغة إلا أنه أضاف كلمات أجنبية مقابلة للكلمات العربية ولازلنا نستخدمها ليومنا هذا مثل: المؤتمر، الباخرة، المنطاد، تلغراف، الأزمنة المالية.

نخلص إلى أنّ الصحافة كان لها الدور في النهوض بالنثر خاصة في مصر على يد رفاعة الطهطاوي حيث دخل أسلوب الخيال في الشعر والقصص والموضوعية والمترجمة، والتي كانت توزع على الطلاب بالمجان.

2-                 مدرسة جمال الدين الأفغاني وأثرها في تكور النثر:

كانت الصحافة قبل مجيء حمال الدين الأفغاني لا تجرأ على الخوض في المشاكل السياسية إلا بحذر تتبع الأخبار الأجنبية فقط، فكانت تكتفي بنشر المعلومات عن دول الغرب، دون المساس بسيادتها، وهي نفس الصورة التي تعكس المجتمع العربي إلى أن جاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر، فقد اشتهر بآرائه السياسية ونزعته التجديدية والتي تشكلت في أمرين:

أ‌-                     الموضوعات:

حيث جدد الموضوعات الصحفية رغم صرامة الرقابة وشدتها، فكان يدافع عن الشعوب المظلومة، ويوجه نقدا الحكام، ويدعوها إلى مراجعة أمورها، فكان يحرض الفلاحين على الثورة للتتهيأ النفوس لتنفض الغبار عنها وتثور ضد الظلم والاستبداد.

ب‌-               اللغة:

وهي من أبرز المظاهر تطورا عند جمال الدين الأفغاني حيث اعتمد على الإسهاب والشرح (القضايا السياسية والاجتماعية) دون اللجوء إلى المحسنات والزخارف اللفظية حيث كان خيرا في تفتيق المعاني وتوليد الأفكار فيركز في موضوعاته على المشكلة يتحديدها ومحاولة فك عقدها دون الإطالة التي ترهق القارئ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاضرة الخامسة

نشأة الفن القصصي في بلاد الشام:

القصة حديثة النشأة في بلاد الشام من حيث خصائصها العامة إلا أن العرب لم يعرفوا القصة بمفهومها الحديث وإنما عرفوا شبه قصة والتي ترتكز على سرد الحكايات من أجل اللهو والسهر، لذلك لم تكن القصة القديمة تعد جنسا أدبيا، فقد كانت تميل إلى الخرافة والأساطير في موضوعاتها، فكانت قريبة من الملحمة كقصص الغزالي التي كانت عبارة عن اخبار متناقضة لا يوجد رابط (الأحداث والشخصيات) فالمتطلع على الأدب العربي القديم سيجد قصصا مستوردة مثل كليلة ودمنة، هذا النوع من القصص الذي يعتبر قصة معاييرها الفنية الحديثة والتي تزخر بالخيال وعالم السحر والزمان والمكان.

أما في القرون الوسطى سنجد نوعا أدبيا آخر يعرف بالمقامات كمقامات الحميد والهمداني كما تعتبر رسالة الغفران لأبي العلاء المعري نوعا قصصيا، كما لعبت الترجمة دورا في رقي القصة للطابع الفني كترجمة حافظ إبراهيم والبؤساء لفيكتور هيجو.

إلا أن التاريخ قد سجل أعمالا أدبية من أصل سوري ولبناني، فقد أطلقت عليهم تسمية السولبنانيون، وكان أول هؤلاء الأديب اللبناني الذي هاجر إلى مصر جورجي زيدان والذي كتب قصصا وروايات تاريخية بصيغة مشوقة تتداخل فيها قضايا حب وغرام...ثم ظهرت كتابات جبران خليل جبران في كتاباته القصصية ميخائيل نعيمة، إلا أن أول قصة عربية تبلورت سنة 1912 على يد محمد حسين هيكل "زينب" ، وقد كتبها وهو لا يزال طالبا في فرنسا إلى أن طورها حتى تجسدت في شكل رواية.

ـــــ تعريف القصة:

عبارة عن مجموعة من الأحداث ذات الصلة بشخصيات إنسانية تختلف أنماط سلوكها وعيشها في الحياة يرويها القاص بأسلوب مشوق فيشدها إلى الأحداث حتى نظن أنها وقعت فعلا حين يتمعن القاص في قصها والنظر إليها في جوانب متعددة بالاعتماد على تسلسل الفكرة ووضوحها عبر الزمان والمكان، لذا يقال أن القصة هي التعبير عن الحياة.

ـــــ تعريف القصة القصيرة:

هي قطعة نثرية قصيرة يمكن قراءتها في نصف ساعة، هذا هو المفهوم الذي حدده "أجار ألامبو"، وتعد القصة القصيرة شكلا من أشكال الشعر والمسرح فهي فن سردي حكائي تتوقف عند نقطة وفكره معينة.

ــــــ خصائص فن القصة: تتميز القصة بخصائص يمكن توضيحها فيمايلي:

1-            الوحدة: وتعني أن القصة تشتمل على فكرة لها هدف واحد.

2-            التكثيف: يقصد به التوجه المباشر نحو الهدف من القصة من أول كلمة لها.

3-     الدراما: يقصد بها خلق الحيوية والديناميكية والحرارة في العمل للفت انتباه القارئ وهي التي تحقق المتعة الفنية وتشعر القاص بالرضا من عمله.

4-            الرؤية: يقصد بها جوهر العمل الفني وهي النوايا الفكرة للقاص(النظرة للحياة والتي تختلف من قاص إلى آخر).

5-     الأحداث: وهي الأحداث التي تحسد لنا رؤية الكاتب وتعكس أنماط والسلوك البشري وعلاقاته الإنسانية اللغوية وهي المعبر والمصور لرؤية المبدع وموضوعه.

6-            الشخصيات: وهي التي تتبنى الفكرة وتجسدها في سير الأحداث يمكن أن تكون شخصية قوية وضعيفة.

7-            البناء: ويقصد بها مراحل تكون القصة.

8-            الإيقاع: وهو عنصر التواتر أو الاختلاف في سير الأحداث.

9-     الأسلوب الفني: وهي التقنية الفنية التي يتم بها توصير الحدث والشخصيات والتي تنتهي برسم صورة جديدة للعمل الأدبي.

ـــــــ رواد القصة في بلاد الشام:

ــ فؤاد الشايب: ولد في محافظة دمشق عام 1916م، بدأ قراءته في مسقط رأسه ثم انتقل إلى العاصمة (دمشق) ليتابع دراسته الجامعية بعد أن نال شهادته الثانوية ليسافر إلى باريس 1932 ثم إلى البرازيل 1966، لتوافيه المنية سنة 1970.

ترك لنا محاضرات ثقافية قومية ومجموعة قصصية تحمل عنوان تاريخ الجرح وتتألف من 11قصة،تألفت سنة 1944، تميزت قصصه بالوصف الجيد وقوة التعبير والوقوف عند الحقائق والواقعية لذلك صنفت قصته من القصص الواقعية.

ــــ ألفة الأدلبي: ولدت من أسرة دمشقية عربية في حي الصالحية في أسرة مثقفة، دخلت إلى مدرسة البنات فتحصلت على الابتدائية 1927 ثم أتممت دراستها الثانوية والجامعية لتؤسس جمعية الندوة الثقافية النسائية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحاضرة السادسة:

أدب الرسائل:

ظهرت الحاجة إلى الرسائل في العهد النبوي بعد انتقال محمد على الله عليه وسلم،من مكة إلى المدينة لتصبح الرسائل تصنف إلى ما يلي:

أ‌-                 رسائل النبي أرسلهم لنشر الدعوة إلى أطراف الجزيرة العربية

ب‌-            رسائل تم إرسالها  إلى زعماء العرب.

ت‌-            الرسائل النبوية إلى عند العرب.

من أشهر الرسائل رسالة محمد إلى كسرى حيث جاء في نصها:

«بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إلاه  وأن نحمد رسول الله  أدعوك بدعامة الله عز وجل فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لا نندر من كان حيا ويحق العدل على الكافرين، أسلم تسلم إن أبيت فإن عليك إثم المحبوس ». جمهرة  رسائل العرب ص40.

أولا: أدب الرسائل هو أحدى الألوان الأدبية المتميزة التي تعتمد على الوصف الدقيق ظهر منذ القديم لحاجة الإنسان إليه خاصة في حالات التخاصم والنزاع إذ سجل التراث العربي أنواعا كثيرة من الرسائل التي جمع منها ما جمع وضاع ما ضاع منها، لتصبح مع العصر الحديث لونا أدبيا بدخل في التكوين السردي القصصي تحت مظلة الأجناس الأدبية.وهنا  سنقف عند مضمون أدب الرسائل واستنتاج خصائصها

ــــ أقسام الرسالة:

تتكون الرسالة من أربعة أقسام:

1-              البسملة«بسم الله الرحمن الرحيم».

2-              المرسل       ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  محمد.

          المرسل إليه     ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   عظيم كسرى.

3-              الموضوع الرئيسي في نص الرسالة دعوة إلى الإسلام .

ـــــ خصائص الرسالة:

1-             الرسالة سياسية ذات مضمون ديني حيث صدرت من الدولة الإسلامية إلى الدولة الفارسية.

2-             الرسالة خالية من المقدمات فكانت واضحة

3-             الرسالة موجزة تحديد الموضوع العام والوقوف عنده.

4-             ألفاظ الرسالة مألوفة وعادية ومفهومة لتأدية الغرض المنشود إليه

5-      خلو الرسالة من الصور البيانية إلا الصورة الواردة في قوله (لأ نندر من كان حي) كناية عن قابليته للإيمان وهي مستمدة من القرآن.

6-             الأسلوب السائد في الرسالة هو الخبري ما عدى كلمة اسلم تسلم.

ـــ هدف الرسالة:

لم يكن هدف الرسالة فني بإظهار أساليب البيان،وإنما ظهرت أساليب البلاغة في الإيجاز، وهي دعوة عظيمة في كلمات قليلة.

ــــ أدب الرسائل في العهد الراشدي:

استمرت الحاجة إلى الرسائل في العهد الراشدي خاصة وبعد امتداد الدولة الإسلامية إلى الشام والعراق.

فقد أصبحت تمثل الرسائل دستورا للولاة في أعمالهم ومن أشهر رسائل هذه المرحلة رسالة أبي موسى الأشعري في القضاء.

ومن الملاحظ أن الرسائل في هذا العهد قد سارت غلى المنهج النبوي رغم طولها أو قصرها.

ـــ الرسائل في العهد الأموي:

في هذا العهد تطورت الرسالة إذ أصبحت تكتب بفصاحة وبلاغة البيان فلم تعد مقتصرة على الأداء الوظيفي بل صار مقترن بالغايات البلاغية وتختلف من كاتب إلى آخر.

ومن أشهر كتاب العصر الأموي سالم موسى هشام بن عبد الملك فقد تطورت الرسائل الإخوانية على يده.

ــــ الرسائل في منتصف القرن الربع:

تطور هذا الفن الأدبي في العهد العباسي واستمرت الحاجة إليه وكانت الكتابة فيه عبارة عن جسر للعبور إلى أعلى المناصب في الدولة العباسية ومن ينتمي إليها يمتحن امتحانا عسرا، وكانت الرسائل الديوانية تتناول أعمال الدولة وأبرز رواد هذا الفن أحمد بن يوسف، وعمرو بن مسعدة والحسن بن وهيب، والصاحب بن عياد.

ومن خصائص الرسائل الديوانية والإخوانية الاعتماد العواطف والمشاعر والرغبة و المدح والهجاء، والعتاب والأعذار وهي بذلك تدخل في موضوعات الشعر الأموي.

لتكون الرسالة في هذه المرحلة تمهد الطريق لتطوير الرسائل الأدبية وتكون بمثابة المقالة البحث في عصرنا الحالي..

 

 

 

 

 



[*] الدولة السلجوقية: أو دولة بين سلجوقة وهي واحدة من الدولة السلاجقة الكبرى في تاريخ الإسلام وهي سلالة التركية (أتراك الأوغوز).