مجالات الدراسة وعينة البحث
1_ مجالات الدراسة:
غالبا ما يركز الباحث على ثلاث مجالات للدراسة وهي:
المجال الجغرافي: وفيه يحدد الباحث الإطار الجغرافي الذي سينجز فيه البحث ويصفه بدقة حتى يتمكن من ضبط المتغيرات الدخيلة وتعريف القارئ ببيئة البحث.
المجال الزمني: يمثل الفترة الزمنية التي قضاها الباحث في إنجاز بحثه بكل مراحله.
المجال البشري: يمثل مجتمع الدراسة
_ مجتمع البحث والمسح الشامل لمجتمع الدراسة
. مجتمع البحث: يشير معنى مجتمع الدراسة إلى "المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج ذات العلاقة بالمشكلة المدروسة" أو يشير إلى المجموعة الكلية من العناصر التي سيقوم الباحث باختبار فرضيات بحثه عليها أو من خلال المعلومات التي يتحصل عليها منها يمكنه الحكم على فرضيات الدراسة ، وعناصر المجتمع في علم الاجتماع قد تكون أفراد وقد تكون أسر وقد تكون مؤسسات، ويحدد الباحث مجتمع الدراسة من خلال موضوع دراسته والهدف من الدراسة.
مثال: في هذا الموضوع: دور المسلسلات التركية في التنشئة الجنسية للفتيات المراهقات بالجزائرية. مجتمع الدراسة هو الفتايات المراهقات بالجزائر.
المسح الشامل لمجتمع الدراسة: المسح الشامل لمجتمع الدراسة هو أخض كل عناصر المجتمع كمفرادات للبحث، وإختبار الفرضيات تكون عليها كلها، أي أنه لو قمنا باستعمال الإستبيان في جمع المعطيات الميدانية لابد أن يوزع هذا الإستبيان على كل عنصر من عناصر المجتمع، والمقابلة كذلك لابد أن تجرى مع كل العناصر.
وإجراء المسح الشامل لمجتمع الدراسة يكون أكثر مصداقية لأنه يمكننا من الوصول إلى معطيات ميدانية من كل العناصر المشكلة للمجتمع، وبالتالي يكون الحكم على الفرضية أكثر دقة، لكن هذا لا يمكن في جميع الأحوال فهناك حالات لا يمكن فيها إجراء مسح شامل لكل عناصر المجتمع ولهذا يتم اللجوء للعينة، وهذا لعدت أسباب نذكرها في مايلي:
§ عندما يكون المجتمع غير معلوم ولا يمكننا الوصول إلى جميع عناصره
§ عندما لا يكون لدينا وقت وموارد كافية لإجراء الدراسة على جميع عناصر البحث خاصة إذا كانت موزعة في مناطق بعيدة
§ عندما يكون المجتمع معلوم ومتجانس أي كل عناصره متشابهة الخصائص فلا داعي لهدر الجهد والمال بدراسة كل المجتمع وبالإمكان الوصول إلى نفس النتائج بدراسة عينة فقط منه.
_ العينة وأسباب اللجوء إليها:
. العينة: يمكن تعريف العينة على أنها مجموعه جزئية من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة مناسبة واجراء الد ارسة عليها ومن ثم استخدام تلك النتائج، وتعميمها على كامل مجتمع الدراسة الأصلي، فالعينة تمثل جزءا من مجتمع الدراسة من حيث الخصائص والصفات و يتم اللجوء إليها عندما تغني الباحث عن دراسة كافة وحدات المجتمع.
. أسباب اللجوء للعينة: كما قلنا سابق لا يمكننا في كل الأحوال مسح كل عناصر المجتمع لذا نلجأ إلى إستعمال العينة ولهذا فإن الأسباب التي تدفعنا للجوء للعينة هي نفسها الأسباب التي تجعلنا غير قادرين على مسح كل عناصر البحث.
ويشترط في إختيار العينة أن تتوافر جميع خصائص أفراد مجتمع الدراسة في الأفراد الذين يتم اختيارهم ليكونوا أعضاء في العينة، فإذا كان أفراد مجتمع الدراسة متجانسين، فإن أي عدد منهم يمثل المجتمع الأصلي، أما إذا كان أفراد المجتمع غير متجانسين فلابد من اختيار عينة وفق شروط معينة.
_ أنواع العينات وخطوات اختيار كل عينة
. أنواع العينات: تتعدد أنواع العينات، وتتوزع إلى نوعين، الأول، وهو نوع العينة العشوائية، والثاني، وهو العينة غير العشوائية. ويتوقف اختيار نوع العينة المناسب على عنوان البحث، وأهدافه، وعلى طبيعة مجتمع البحث إذا كان معلوما أو غير معلوم وفيما يلي عرض مفصل عن أنواع العينات.
_ العينات العشوائية: أو العينات الاحتمالية، ويستخدمها الباحث إذا كان أفراد المجتمع الأصلي للدراسة معروفين ويمكن الوصول إلى كل العناصر، وفي هذه الحالة يتم الاختيار العشوائي على أساس تكافئ فرص الاختيار أمام جميع أفراد المجتمع دون تدخل من طرف الباحث ويمكن تعميمها على جميع مفردات مجتمع الدراسة األصلي، وهي أربع أنواع نذكرها في مايلي:
. العينة العشوائية البسيطة : يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينات في حالة توفر شرطين :
§ أن يكون جميع أفراد مجتمع البحث معروفين.
§ أن يكون تجانس بين هؤلاء الأفراد.
ويتم اختيار العينة العشوائية البسيطة وفق الأساليب والخطوات التالية:
§ أسلوب السحب: حيث يتم ترقيم أفراد المجتمع الأصلي من 1 إلى ن وهو عدد عناصر المجتمع فإن كان عدد المجتمع هو 300 نرقم العناصر من 1 إلى 300، ثم نقوم بإخيار حجم العينة لنفترض أنه 20% أي ( 20×300/ 100= 60) أي 60 مفردة، ثم نقوم بكتابة هذه الأرقام في بطاقات ورق صغيرة ومتشابهة ثم يتم وضعها في صندوق ويتم سحب العدد المطلوب (60) من الصندوق بشكل عشوائي. وهذا النوع من الأساليب يناسب سحب العينات الصغيرة فقط من المجتمعات الصغيرة، وعملية السحب تكون هنا إما بالإرجاع أو بعدم الإرجاع
§ جدول الأرقام العشوائية: يتم ترقيم أفراد المجتمع الأصلي من 1 إلى ن وهو عدد عناصر المجتمع فإن كان عدد المجتمع هو 300 نرقم العناصر من 1 إلى 300، ثم نقوم بإخيار حجم العينة لنفترض أنه 20% أي ( 20×300/ 100= 60) أي 60 مفردة، ثم نأتي بجدول الأرقام العشوائية وهو جدول عشوائي يحتوي على مجموعة من الأرقام العشوائية يمكن الحصول عليه من كتب الإحصاء أو تحميله من الأنتنيت، ثم نقوم بإختيار خانة عشوائيا من الجدول تحتوي على رقم إذا كان أق من 300 نأخذها كأول مفردة للعينة ثم نأتي للخانة التي بعدها وهكذا حتى نصل للعدد المطلوب (60) بحيث يكون المسار إما عموديا أو أفقيا، ويتم إلغاء الأرقام التي تكون أكبر من حجم المجتمع.
ونجري البحث مع المفردات التي تحمل الأرقام المسحوبة.
. العينة العشوائية المنتظمة: نلجأ إلى هذه العينة في حالة:
§ أن يكون جميع أفراد مجتمع البحث معروفين.
§ أن يكون تجانس بين هؤلاء الأفراد.
§ التجانس في هذه الحالة يكون أقل مماهو عليه في النوع السابق (العشوائية البسيطة)
إذا يستخدم هذا النوع من العينات عند دراسة المجتمعات المتجانسة والتي لا تتباين مفرداتها كثيرا. وسميت بالعينة المنتظمة لانتظام المسافات بين المفردات المختارة من مجتمع الدراسة.
ويتم اختيار العينة المنتظمة من خلال حصر مفردات مجتمع الدراسة الأصلي، ثم القيام ترتيب عناصر المجتمع حسب طبيعة المتغير المدروس فمثلا لو كان المتغير هو التحصيل الدراسي سيتم ترتيب أفراد المجتمع حسب معدلات الطلاب تصاعديا من أقل معدل إلى أكبر معدل، ثم يعطى كل فرد رقما متسلسال من 1 إلى ن. ومن ثم إختيار حجم العينة المراد سحبه كأن نختار نسبة 30%، بعدها يتم قسمة عدد مفردات مجتمع البحث على حجم العينة المطلوبة فينتج الرقم الذي سيفصل بين كل مفردة يتم اختيارها في عينة الدراسة والمفردة التي تليها. وعادة يتم اختيار المفردة الأولى عشوائيا. على سبيل المثال لو كان مجتمع الدراسة هو عدد الطلاب الدارسين في شعبة علم اجتماع الإتصال وعددهم 60 طالبا والمطلوب اختيار عينة عددها 12 طالبا وبأسلوب العينة المنتظمة. هنا يتم قسمة 60 على 12 فينتج 5 .بعدها يتم اختيار رقم بشكل عشوائي ضمن الأرقام 1-5 .ولنفترض أننا اخترنا الرقم ( 3) فيكون رقم المفردة الأولى، نختار الرقم التالي 8، 13، 11،23 وهكذا حتى نصل إلى 12 مفردة.
إن أهم ميزة لهذا النوع من العينات هو أنها قد تكون أقل تحيزا من العينة العشوائية البسيطة في حالة عدم تجانس مجتمع الدراسة بشكل كبير.
. العينة الطبقية: نلجأ إلى هذا النوع من العينات عندما:
§ يكون مجتمع البحث معروف
§ مجتمع البحث غير متجانس (له خصائص مختلفة)
يستخدم هذا النوع من العينات في المجتمعات الغير متجانسة والتي تتباين مفرداتها وفقا لخواص معينة، مثل المستوى التعليمي لمفردات مجتمع الدراسة، الجنس، نوع التخصص. ويمكن تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات وفقا لهذه الخواص، وعادة تتجانس مفردات الطبقة الواحدة فيما بينها وتختلف الطبقات عن بعضها البعض. ويعتبر هذا النوع من العينات الأنسب للمجتمعات المتباينة حيث تكون العينة ممثلة لكافة فئات مجتمع الدراسة. ويتم اختيار العينة العشوائية الطبقية عبر الخطوات التالية:
§ تحديد حجم المجتمع الكلي وطبقاته. لنفترض حجم المجتمع 1000 ، وعدد طبقاته 3.
§ تقسيم المجتمع إلى طبقات متجانسة وفقا لخاصية معينة. لدينا 3 طبقات
§ تحديد حجم كل طبقة. حجم الطبقة 1 (500)، حجم الطبقة2 ( 100)، حجم الطبقة 3 (400)
§ ترقيم مفرداد كل طبقة من 1 إلى ن حجم الطبقة. الطبقة 1 (من 1 إلى 500) وهكذا مع كل الطبقات
§ تحديد عدد مفردات العينة الكلية المراد سحبها. نختار نسبة 30% أي (30×1000/ 100= 300)
§ تحديد حجم العينة المراد سحبها من كل طبقة. من كل طبقة نأخذ 30% أي من الطبقة الأولى ( 30×500/100= 150) ومن الطبقة الثانية (30×100/100= 30) من الطبقة الثالثة ( 30×400/100= 120) ، وإذا جمعنا 150+ 30 +120= 300 وهو حجم العينة الكلي.
§ نقوم بالإختيار عشوائيا من كل طبقة (نفس الخطوات في العشوائية البسيطة لاختيار عينة كل طبقة).
. العينة العنقودية: وتسمى كذلك بمتعددة المراحل ونلجأ لهذا النوع في حالة
§ معرفة مجتمع البحث.
§ انتشار مجتمع البحث في مناطق جغرافية متباينة.
يختار الباحث هذا النوع من العينات إذا كان مجتمع الدراسة على مستوى دولة كبيرة. حيث يصعب عليه استخدام العينة البسيطة أو العينة المنتظمة أو العينة الطبقية منذ البداية. ويتبع الباحث في هذه الحالة تقسيم الدولة إلى جهات ويختار عشوائيا جهة من الجهات ثم يقسم هذه الجهة إلى ولايات ويختار عشوائيا ولاية من الولايات ثم يقسم الولاية المختارة إلى دوائر وهكذا حتى يصل إلى الأفراد المطلوبين للعينة، والصالحين لتمثيل مجتمع الدراسة.
_ العينات غير العشوائية: وتسمى بالعينات غير الإحتمالية كذلك، وهي العينات التي يتم اختيارها بشكل غير عشوائي ولا تتم وفقا للأسس الاحتمالية المختلفة، وانما تتم وفقا لأسس وتقديرات ومعايير معينة يضعها الباحث، وفيها يتدخل الباحث في اختيار العينة وتقدير من يختار ومن لا يختار من أفراد مجتمع البحث الأصلي، ونلجأ لمثل هذه العينات في حالة عدم معرفة مجتمع البحث أوعدم القدرة للوصول إلى عناصره، ومن عيوب هذا النوع من العينات هو احتمال تحيز الباحث في الاختيار.
ومن أنواعها:
. العينة الغرضية ( القصدية): سميت هذه العينة بهذا الإسم نظرا لأن الباحث يقوم باختيارها طبقا للغرض الذي يستهدف تحقيقة من خلال البحث، ويتم اختيارها على أساس توفر صفات محددة في مفردات العينة تكون هي الصفات التي تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث
العينة الحصصية: يتم اختيار هذا النوع من العينات في حالة المجتمع غير معلوم وكذلك غير متجانس، وهذا على أساس تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات طبقا للخصائص التي ترتبط بالظاهرة محل البحث، ثم يختار الباحث عينة من كل طبقة من هذه الطبقات بحيث تتكون من عدد من المفردات يتناسب مع حجم الطبقة في المجتمع، وهذه العينة تشبة إلى حد كبير العينة العشوائية الطبقية في تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات، تم يتم الاختيار من هذه الطبقات بما يتناسب مع وزنها النسبي في مجتمع الدراسة. إلا أن الفارق بينهما هو أسلوب اختيار أفراد كل طبقة، إذ لا يستعمل الأسلوب العشوائي في اختيار العينة الحصصية، بل يتم استعمال أسلوب الصدفة والقصد. ويستخدم هذا النوع من العينات في دراسة الرأي العام وفي الدراسات التربوية والاجتماعية.
العينة الصدفية: تتكون العينة من الأفراد الذين يقابلهم الباحث بالصدفة. فلو أراد الباحث إن يقيس الرأي العام للجمهور حول قضية ما فانه يختار عدد من الناس ممن يقابلهم بالصدفة في الشارع. ويؤخذ على هذه العينة هو أنها لا تمثل المجتمع الأصلي ولا يمكن تعميم نتائجها على المجتمع، إن هذه العينة تمثل نفسها فقط، ولكنها سهلة الاستخدام وتعطي فكرة عن رأي الأفراد حول القضية المبحوثة وبسرعة، وكلما زاد حجم العينة زادت دقة النتائج.
. عينة كرة الثلج: تستخدم هذه العينة في حالة عدم معرفة مجتمع البحث وعدم القدرة للوصول إلى عناصر المجتمع أو (عندما تكون عناصر البحث متخفية وغير مرئية بالنسبة للباحث)، وهنا يقوم الباحث بالبحث عن أول عنصر في بحثة ومن خلاله يصل إلى عنصر آخر الذي بدوره يكشف له عن عناصر أخرى وهكذا يكبر حجم العينة حسب ما يريده الباحث ولهذا فهي تسمى بكرة الثلج، فمثلا لو كان موضوع البحث: علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بالإدمان على الأفلام الإباحية من وجهة نظر (مدمني الأفلام الإباحية بالجزائر) هنا مجتمع البحث هم مدمني الأفلام الإباحية وهنا لا يستطيع الباحث معرفة الشخص المدمن لذا يحاول الحصول على شخص مدمن ومنه يصل إلى أشخاص آخرين لأنه يكون لهذا الشخص اتصالات ومعرفة بأشخاص مثله.