كارل ماركس

ولد كارل ماركس Marx Karl في مدينة (تریر) بألمانيا سنة 1818م وتوفي في لندن عام 1883 تنقل بين ألمانيا وفرنسا وانجلترا، الأمر الذي وسع دائرة ملاحظاته بجانب قراءته للتاريخ وتحليله له واستيعابه، وعايش الثورة الفرنسية والثورة الصناعية والثقافية في ألمانيا ومفكريها، وقد جعل هذا من ماركس من أصحاب الطرح الماكرو- سوسیولوجي لأنه تناول المجتمع في كلياته. نظر إليه كأعظم ريث للاقتصاد السياسي والإنجليزية والاشتراكية الفرنسية والفلسفة الألمانية.

وفقًا لماركس، فإن القوى الاقتصادية هي مفاتيح التقليل من أهمية المجتمع والتغيير الاجتماعي، حيث يعتقد أن تاريخ المجتمع البشري كان تاريخ الصراع الطبقي، لقد حلم وعمل بجد من أجل تحقيق مجتمع لا طبقي، مجتمع لا يوجد فيه استغلال واضطهاد لطبقة من قبل أخرى، ويعمل فيه جميع الأفراد وفقًا لقدراتهم ويستقبلون وفقًا لاحتياجاتهم. فقدم ماركس أحد وجهات النظر الرئيسية في علم الاجتماع في نظرية الصراع الاجتماعي.

هذا وقد وضح ماركس في نظريته الحتمية المادية أو المادية التاريخية أو المادية الجدلية بأن هناك وحدة لا تقبل الانفصال بين قوى الإنتاج التي تشير إلى المنتجين المباشرين (العمال) وكذا وسائل الإنتاج، وعلاقات الإنتاج التي تشير إلى علاقات السيطرة والخضوع، وهذه العلاقات تستند إلى علاقة الأفراد بوسائل الإنتاج، فالفئة الغالبة والمسيطرة هي الفئة المالكة لوسائل الإنتاج، أما الفئة المغلوبة والخاضعة فهي الفئة غير المالكة لهذه الوسائل والتي لا تملك سوى قوة عملها

فقد أكد على أن فهم المجتمع وتفسير تطوره يقوم على افتراض أن القاعدة الاقتصادية هي أساس تشكيل البناء الاجتماعي وتطوره، ويطلق على هاذين الجانبين نمط الإنتاجproduction Mode، وان علاقات الإنتاج تعتمد على ملكية وسائل الإنتاج production of Means وتعمل على تطوير قوى الإنتاج من خلال تقسيم العمل، وهذا التطور هو نقطة البدء في التغير الاجتماعي لان هذا يحدث خللا" في التوازن القائم بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج فمع تطور أدوات الإنتاج يتطور الإنسان أيضا" فتنمو مهاراتهم وقدراتهم..

هذا وتناول ماركس موضوع الحراك من خلال منظوره التاريخي المادي فحسبه المجتمع يتأسس على مبدأ اقتصادي مادي يتمثل في علاقات الإنتاج وأنماطه السائدة في مرحلة تاريخية ما، بمعنى أن الاقتصاد هو المحور الأساسي الذي يرتكز عليه المجتمع. ما يمكن التذكير به هو أن Marx ميز في تاريخ المجتمعات بين خمس مراحل :

-المرحلة البدائية أو المشاعية

-المرحلة النتاج الأسيوي

-المرحلة الإقطاعية

-المرحلة الرأسمالية

-المرحلة الشيوعية

وتختص كل مرحلة بوجود نمط إنتاج معين وطبقتين متعرضتين عدا المرحلتين البدائية والشيوعية حيث يفترض ماركس خلوهما من النظام الطبقي والملكية الخاصة، كما يعتقد ماركس أن الصراع الطبقي حالة طبيعية في المجتمع الإنساني بل يذهب إلى أكثر من ذلك ويعتبره المحرك الأساسي للتاريخ، بحيث أنه إذا كان التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج هو الذي يحرك البناء الاجتماعي نحو التغير، فإن الصراع الطبقي هو الذي ينجز أو يتولى تنفيذ مهمة الحراك، فالمجتمعات حسب زعمه تتميز بالجمود واللاحراك وللاوعي من أفرادها ولذلك فإن مهمة التغير من مرحلة إلى أخرى تقع دوما على عاتق طبقة معينة، فالطبقة البورجوازية هي من قادت الحراك من مرحلة الإقطاعية إلى المرحلة الرأسمالية ويفترض حسب الماركسية الكلاسيكية أن تقوم مهمة الحراك من الرأسمالية إلى الشيوعية الطبقة العاملة.

هذا ويرى كارل مارس الحراك الاجتماعي كأحد عوامل إعادة الإنتاج الاجتماعي وهناك اتجاهان لإعادة الإنتاج الاجتماعي:

-يمكن أن يشير عدم التكاثر الاجتماعي إلى الجمود الاجتماعي الكامل أو وجود مستوى منخفض من الحراك الاجتماعي.

❑يمكن أن يشير إعادة الإنتاج الاجتماعي إلى إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية الأساسية للمجتمع.

هذا ويرى كارل ماركس الحراك الاجتماعي بأنه يسمح للطبقة المهيمنة بالاندماج بين أفراد الطبقة العاملة.

"كلما زادت قدرة الطبقة المهيمنة على الترحيب بها يصنف أهم رجال الطبقة المهيمنة، كلما كان قمعها أكثر صلابة وخطورة."وبالمثل، فإن كون الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى شكلت تسلسلها الهرمي من أفضل العقول في البلاد، دون يشكل النظر في الملكية أو المولد أو الثروة إحدى الوسائل الرئيسية لتعزيز الهيمنة الكنسية وقمع العلمانيين.

➢ الحراك الاجتماعي يضعف الوعي الطبقي" فالطبقات لم تستقر بعد، ولكنها تتغير ويتبادلون باستمرار، في تدفق مستمر للعناصر المكونة لها، استنادًا إلى مستوى معيشي لائق وفرص كافية للتنقل الفردي، لا يوجد سبب مقنع يجب على أعضاء الطبقة العاملة في أي بلد أن يتبعوا المسار التاريخي الذي تطلبه الاشتراكية منهم: يمكنهم اختيار متابعة أهداف مختلفة تمامًا وغير مقبولة. للاشتراكيين.

إذ يعتقد ماركس أن الشيوعية كانت نظامًا أكثر إنصافًا من الرأسمالية، في حين أن تنبؤاته الاقتصادية ربما لم تتحقق في الإطار الزمني الذي تنبأ به، فإن فكرة ماركس أن الصراع الاجتماعي يؤدي إلى التغيير في المجتمع لا تزال واحدة من النظريات الرئيسية المستخدمة في علم الاجتماع الحديث.