المرحلة العثمانية

كان مجتمع المدينة مقسما إلى طبقة سائدة من الأتراك يمتلكون أراضي هامة وطبقة من الأهالي لا تتعدى المستوى الضروري للمحافظة على قوة العمل، عدم المساواة الاقتصادية ولم يتوقف عند هذا الحد بل أدى إلى علاقات استغلال جديدة بين الحاكمين والمحكومين لذلك قامت العديد من الأسر الأرستقراطية التي استفادت من علاقات الهيمنة .

وبقيت الفئات الاجتماعية في الريف معزولة وبذلك ازدادت الهجرة الريفية كلما انتقلنا من الشرق إلى الغرب، وتتمثل ابقي الفئات الاجتماعية في الفئات الوسطى التي كانت تستعملها الدولة التركية الإقطاعية في الفضاء على الإقطاعية المحلية، وتتشكل غالبا من قبائل المخزن. كما أدت سياسة الاستقطاع إلى الضريبي ظهور فئة اجتماعية جديدة في القبيلة تتفاوت في مستوى معيشتها مع الفئات الأخرى، كذلك لا ينبغي إغفال ما للسلالة العرقية من أهمية في التركيب الاجتماعي وفي التركيب العرقي إلا أن هذه البرجوازت العرقية لم تتمكن من الاندماج في المجتمع المحلي وارتبطت ارتباطا وثيقا السلطة السياسية في أحسن الحالات تتحصل على امتيازات فيحصل لها حراك تصاعدي طارئ وسريع لم تكن تحلم به لكن في أسوء الحالات تصادر ملكياتها وبذلك يتشكل لديها حراك تنازلي مفاجئ كما لا يفوتنا أن نذكر الصراعات والتناقضات التي تحدث بينها.

ويمكن تصنيف الطبقات الاجتماعية في الحكم العثماني حسب تراتبية اجتماعية ومهنية كالآتي:

1-الطبقة الأرستقراطية : كانت تمثل هذه الطبقة الفئة المسيطرة حيث كان عدد أفرادها عشرون ألف نسمة سنة 1830 حيث كانت تتمتع بالنفوذ والسلطة، وكانت العلاقة بين الطبقة الأرستقراطية التركية وسكان الجزائر الأصليين تتصف بالجمود والبرودة، حيث كان أبناء الطبقة الأرستقراطية يرفضون تشغيل السكان الأصليين ويقفلون أبناء جلدتهم في تسيير شؤون المال والأعمال.

2-فئة الكراغلة : تتمثل هذه الفئة من التزاوج بين أب تركي وأم جزائرية حيث بلغ عددهم ستة آلاف نسمة، لكن بالمقابل لم يتحصلوا على امتيازات بالسلطة و لا بالحكم. كان لهم حق في الالتحاق بالجيش أو الحصول على المناصب الإدارية، وكان الكراغلة يملكون الثروات ويستثمرون في المزارع ويرفضون العمل بالأرضي الفلاحية أو القيام الأعمال اليدوية.

1. المهاجرون الأندلسيون : كانوا يشكلون قوة تجارية هائلة بالجزائر، حيث ساهموا في تنمية التجارة وإنشاء صناعات رفيعة في البلاد، وقد ارتفع عددهم بالجزائر بعد أن قامت اسبانيا بطردهم بصفة نهائية سنة 1610 لكن لجأ جلهم إلى الصناعة والتجارة بحكم الأموال التي جلبوها من الأندلس واشتغلوا في صناعة الأسلحة والبر يد والتجارة والخياطة وصناعة الخزف، كما اشتهروا بتجارة الجملة وتمويل السفن والبضائع .

2. يهود الجزائر: تميز يهود الجزائر بعلاقتهم مع الداي وقادة الجيش، وذلك في إطار التجارة التي أسسوها مع الجيش خاصة الغنائم التي يحصل عليها الجيش في الحروب. كما اشتهر اليهود بعملية السمسرة والقيام بدور الوساطة في كل عملية تجارية إلى درجة أنه أصبح من الصعب على أي عربي أن يبيع بدون ، مما أدى هذا الوضع إلى كسب اليهود أموال هائلة التي يحصل عنيها بوساطة مأجورة مع أحد اليهود عليها اليهود على حساب الدولة الجزائرية.

3. السكان الأصليين : أسقط الباحثان هذه التسمية على الجزائريين "سكان الأصليين للتراب الجزائري"، والذين تميزوا بعملهم اليدوي والقطاع الخدماتي، حيث اشتغل معظمهم بالزراعة والتجارة. كما تميز سكان "بني ميزاب" بتواجدهم في الحمامات العمومية والمطاعم، أما الزنوج فكانوا يشتغلون كغسالين وخبازين. ..الخ.

هذا وكان المجتمع الجزائري أواخر العهد العثماني متكونا من الأتراك وهم الطبقة الحاكمة، وتضم في صفوفها المـوظفين والسكان الأصليين والسود والوافدين من الأندلس رفقة أقلية يهودية. وكان المسلمون على المذهب المـالكي، كمـا تكونت طبقة بورجوازية تسكن المدن الساحلية وتملك أحسن المنازل ويخدمها فـي بيوتهـا الأسـرى العبيـد مـن الأوربيين، كما كان لبعض العائلات اليهودية نفوذا كبيرا في الحياة الاقتصادية وخاصة التجارة الخارجيـة. عـاش سكان المدن في مدن مزودة بالمرافق العامة مثل العيون، الفوارات، الحمامـات، المقـاهي، المطـاعم، الفنـادق والدكاكين .