أقسام الدلالة
.أقسام الدلالة :
تعدّد أقسام الدّلالة عند أهل اللغة، وبرز هذا التنوع نتيجة الاختلاف في الأمور التي تتعلّق بكيفيّة تشكيل معنى الكلمة، فللكلمة الواحدة أبعاد مُختلفة من النّاحية الدّلاليّة في العِبارة الواحدة، وهذا ما دعا علماء اللّغة إلى تقسيمها، وهي:
-أولا/ الدلالة الوضعية وهي: الدلالة الحاصلة من الوضع والاصطلاح؛ أي الاتفاق على أن هذا الشيء قد وضع علامة على هذا الشيء، فمتى أُطلق فُهم منه ذلك الشيء .
مثال: اللغات كلها من باب الدلالة الوضعية؛ فإذا نطقت بكلمة "سيارة" فَهِم السّامع تلك الآلة المعروفة ولكل قوم لغتهم الخاصة بهم.
ومثال الدلالة غير اللفظية الوضعية: إشارات المرور؛ فأنت إذا رأيت اللون الأحمر ستوقف سيارتك، وإذا رأيت الأخضر سرت، وهذه دلالة وضعية لأن النظام الدُّوَلي قد اصطلح على جعل هذه الألوان دلالة على التوقف أو السير وهي ليست لفظا كما هو واضح.
-ثانيا/ الدلالة الطبيعية وهي: التي يكون منشأها طبع الإنسان أو عاداته.
مثال الدلالة اللفظية الطبيعية: لفظ "آخ" إذا توجعت من شيء؛ كأن تدوس على مسمار وأنت تمشي فتجد نفسك تقول بغير شعور "آخ" وتجد صديقك يفهم من هذا اللفظ مباشرة أنك تتألم وهذا اللفظ لم يوضع ليدلَّ على الألم ولكن اعتاد كثير من الناس أن ينطقوا به حين الشعور بالألم .
ومثال الدلالة غير اللفظية الطبيعية: إذا رأيت شخصا اصفرَّ وجهه فجأة فستعلم مباشرة أنه خائف من شيء ما وهذه دلالة طبيعة لأن الإنسان بطبعه وبغير إرادته يصفر عند الخوف.
-ثالثا / الدلالة العقلية وهي: الدلالة التي تنشأ بسبب العقل وتكون محكومة بقواعد َعقليةٍ مثل أن الأثر يدل. على المؤثر والفعل يدل على الفاعل فهي لا تنشأ من وضع الإنسان واصطلاحه ولا يسبب طبعه وعاداته بل بسبب اللزوم العقلي بين الدال والمدلول
مثال: الدلالة اللفظية العقلية: دلالة اللفظ على المتلفّظ؛ لأن اللفظ أثر فلا بد له من فاعل. فإذا سمعت نحنحة من خلف الجدار فانت ستعلم بلا شك أنه هناك منحنح؛ أي إنسان موجود لأن هذا الصوت يستحيل أن يوجد من غير شخص يقوم به.
ومثال الدلالة غير اللفظية العقلية: دلالة الدحان على النار لأن هذا أثر ومؤثر فالدخان أثر والنار مؤثر.