أهمية السياق
دور السياق في ترجيح المعنى:
السياق اللغوي هو الضابط الدلالي مديره المعين، فهو يحدد قرائن المعنى من خلال المتلازمات الأصولية للص، ويعتمد على عناصر لغوية في سياق النص تعين من خلالها للمتلقي تتبع عناصره اللغوية لتحديد دلالة المعنى الأرجح، وهذه القرائن مثل: ذكر حملة سابقة أو لاحقة أو عنصر في جملة سابقة أو لاحقة أو الجملة نفسها تحول مدلول عنصر آخر إلى دلالة عسيرة معروفة له كما في قوله تعالى: { { أتى أمر الله فلا تستعجلوهُ } } بحيث بعد جملة: { قلا تستعجلوه } قرينة سياقية قوية تصرف الفعل عن دلالته وتعرف الفاعل: { أمر الله } بصورة عن دلالته أو عبارة أخرى تحدد دلالته، لأن العناصر المكونة للجملة لن تبقى دون تفسير، إذ صرف عنصر فيها عن دلالته بقرينة وقوع الفعل، وقيل: إنّ تلازم المفردات وفق زمنية الحديث ووفق الترتيب لغوبي قائم على توالي الوحدات اللغوية في هيئة النص وعلى تركيبها العام ووفق صيغتها الخاصة يعطي السياق أحقية ترجيح المعنى وتقييد، على مقترحات المعنى المتعددة التي قد تتوارد من خلال الكلمة أو اللفظ. ونأخذ على سبيل المثال الحصر للفظة ( ضرب) التي قد ترد في سياقات مختلفة تكوّن معناها، فترد بمعنى (المعاقبة) كما في سياق قوله تعالى:{ { واهْجروهن في المضاجعِ واضربوهنَّ فإنْ أطعنكمْ فلا تبغٌوا عليهنِّ سبيلاً } } والذي حقد دلالة هذه اللقطة هي كلمة (واهْجروهنِّ) حيث صيغت على هيئة فعل الأمر، والأصل تكليف أداء شيء، فنصل إلى أن صياغة الآية وسياقها هو الوجه التكليفي الشرعي، والتشريع فيه إثابة أو معاقبة، كما أن قوله تعالى في: { { ضربَ الله مثلاً رِّجلا ًشركاه مُتشاكسونَ ورَجُلاً سلمًا لرجُلٍ من يستويانِ مثلاً الحمدُ الله بلْ أكثرهُمْ لا يعلمونَ } } . فلفظة الضرب هذا تدل على (الذّكر)، والذي يحدد هذه الدلالة ويقيدها لفظة ( مثلا)؛ لأن المثل يذكر الرشد والتذكير والوعظ. ومنه كانت لهذه الكلمة دلالات مختلفة في القرآن الكريم، كل دلالة حددت في سياقها الذي يشكل الفيصل في تبيان دلالات والتفريق بينهم .
وعليه كان في دراسة المعنى من خلال السياق ترجيح للمعنى وتقييد له دون باقي المعاني، ويفهم من هذا أيضا تكاثف عناصر الموقف اللغوي في قراءة. وظيفة اللغة.