المحور الثاني التنظيم الإقليمي والهيكلي للموانئ
نهدف من خلال هذا المحور إلى معرفة التنظيم الإقليمي للموانئ في الجزائر، والمهام التي تتم على مستوى كل نوع من هذه الموانئ
حسب المرسوم التنفيذي رقم 21-367 المادة 01[1]فقرة04 منه والتي نصت على أنه: تشمل الإدارة المركزية لوزارة النقل الموضوعة تحت سلطة وزير النقل ما يلي:
...... تشمل وزارة النقل على الهياكل الآتية:
_ المديرية العامة للحركية واللوجستية
_ المديرية العامة للبحرية التجارية والموانئ،....إلخ.
المادة 03: المديرية العامة للبحرية التجارية والموانئ: وتكلف على الخصوص بما يلي:
_ إقتراح عناصر السياسات المتعلقة بالبحرية التجارية والموانئ وتنفيذها.
_ إقتراح النصوص ذات الطابع التشريعي والتنظيمي التي تدخل في مجال إختصاصها.
_ ضمان إلتزامات دولة العلم ودولة الميناء والدولة الساحلية بالاتصال مع الهيئات والدوائر الوزارية المعنية.
_ السهر على إعداد وتنفيذ استراتيجية شاملة لتطبيق آليات المنظمة البحرية الدولية.
_ السهر على وضع أنظمة تسيير واستغلال الموانئ والنشاطات المساعدة وضمان مراقبتها.
_ إعداد البرنامج الوطني للأمن البحري والمينائي.
_ تنظيم الحرف والمهن المرتبطة بالبحرية التجارية والموانئ اللوجستية المينائية، ومراقبتها وترقيتها.
_ التفاوض بشأن الاتفاقات الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف المتعلقة بالبحرية التجارية والموانئ والاتصال مع الهيئات المعنية.
_ السهر على رقمنة النشاطات البحرية...إلخ.
كما تضم المديرية العامة للبحرية التجارية والموانئ مديريتين:
أ_ مديرية البحرية التجارية: تضم ثلاث مديريات فرعية:
1_ المديرية الفرعية للنقل البحري والنشاطات المساعدة.
2_ المديرية الفرعية لرجال البحر والجودة.
3_ المديرية الفرعية للسلامة والأمن البحرين.
ب_ مديرية الموانئ: وتضم ثلاث مديريات فرعية:
1_ المديرية الفرعية لتسيير وتطوير الأملاك العمومية المينائية.
2_ المديرية الفرعية للنشاطات المينائية.
3_ المديرية الفرعية للسلامة والأمن المينائيين.
أولا: التنظيم الهيكلي للموانئ في الجزائر:
حسب الفصل الأول والذي جاء بعنوان المناطق المينائية وتخصيصها من الباب الأول من المرسوم التنفيذي رقم 02/[2]01، نجد المشرع قسم المناطق المينائية إلى ثلاث أصناف:
1_ المناطق المينائية المسورة: يوجد بها مكتب رصيف يضم مستخديمي إدارة لتسير وأمن الميناء، حيث تحتوي على المباني والمستودعات والسطوح الترابية المخصصة لعبور البضائع وتخزينها، وأيضا المنشآت المتخصصة الضرورية لمناولة البضائع كالمخازن ومحطات الحاويات ومحطات البضائع الثقيلة وحظائر المواد سريعة الإلتهاب ومخازن التبريد[3]، تخصص هذه المناطق ل:
_ محطات قيادة السفن وإرشادها.
_ مراكز الإسعاف الأولي.
_ عبور البضائع والمسافرين.
_ بناء وتصليح السفن.
_ نشاطات الصيد البحري.
_ النزهة.
_ تخزين العتاد المستعمل في عمليات المناولة.
_ تخزين العتاد المستعمل في أشغال البناء والصيانة الخاصة بالموانئ والمنشآت المينائية[4].
2_ المناطق المينائية غير المسورة: تخصص هذه المناطق للنشاطات المرتبطة بالحركة البحرية والتي تشكل فائدة للميناء[5]، تحتوي على المباني والمنشآت الخاصة بالمناطق المسورة متى لم يكن لها مكان بتلك المناطق، ومجموعة من المكاتب الإدارية والتجارية والشركات التي لها نشاط في الميناء بما فيها أنشطة الاستيراد والتصدير عن طريق البحر[6].
3_ المناطق المخصصة للصيد البحري والنزهة: تكون على مستوى الموانئ التجارية والموانئ المعدة خصيصا للصيد البحري وأخرى للنزهة، تحتوي هذه المناطق على[7]:
_ منشآت تسويق المواد الصيدية وحفظها وتحويلها.
_ مرائب الصيادين.
_ منشآت تصليح وصيانة وتجفيف مراكب الصيد والنزهة وصيانتها ووضعها على اليابسة.
_ المراكز والنوادي الثقافية المخصصة للبحارة والنوادي البحرية.
بالإضافة إلى مناطق أخرى يتم تخصيصها وفقا للتنظيم من الجهات المختصة[8].
ثانيا: هياكل الميناء: هناك موارد الميناء ووسائط العمليات المينائية.
¶_ موارد الميناء: يمكن تصنيف الموارد التي يستخدمها الميناء من أجل عرض خدماته إلى:
1_ اليد العاملة: وتشمل المهن المرتبطة مباشرة بالحركة المادية للبضائع داخل الميناء مثال: رجال الميناء الناقلين للبضائع من وإلى السفن) وعمال الإدارة المكلفين بالتنسيق والعمال المكلفين بالتخطيط والإشراف على عمليات مناولة البضائع داخل الميناء.
2_ الموارد الطاقوية: وتتضمن الوقود الأحفوري المستخدم في محركات المعدات المينائية.
3_ الممرات المائية: وهي الممرات أو المسالك التي تعبرها السفن من أجل الوصول إلى أرصفة الميناء، ويتعين أن تكون صالحة للملاحة باستمرار حتى تسهل عملية دخول وخروج السفن.
4_ المراسي: وهي مساحة مائية بجانب الرصيف المينائي أين تتوقف السفينة لتفريغ وشحن البضائع وصعود ونزول المسافرين(بالنسبة لموانئ نقل الأشخاص).
5_ المنشآت القاعدية: وتتكون هذه المنشآت من العديد من العناصر نذكر منها على سبيل المثال:
أ_ الأرصفة وتبنى على الحافة الأرضية المطلة على المياه الداخلية للميناء، لترسو السفينة ليتم شحنها وتفريغها، ويجب تطهير وتعميق الأرصفة باستمرار حتى تكون صالحة لرسو السفن بأمان بحيث تكون مجاورة تماما للرصيف طبقا لعمق الغاطس المعلن.
ب_ المساحات المخصصة للشحن والتفريغ: تقام على طول إمتداد الرصيف من أجل تجميع البضائع أو المسافرين قبل الشحن أو بعد تفريغ السفينة.
ج_ الفناء: ويتألف من:_ المساحات المخصصة لإيداع وتخزين البضائع والمعدات.
_الطرق والممرات لحركة البضائع والركاب ومعدات الميناء.
_ بنايات الأنشطة الإدارية.
_ مستودعات تخزين البضائع.
_ محطات انتظار المسافرين.
د_ المنافذ: تمثل بوابات دخول وخروج مركبات الشحن مثل عربات السكك الحديدية والشاحنات وسيارات المسافرين، ومركبات نقل البضائع.
6_ التجهيزات المتحركة: وتشمل مركبات الميناء ومعدات أخرى المعنية مباشرة بحركة البضائع والمسافرين داخل الميناء مثل الرافعات، المركبات الموجهة آليا، والجرافات والجرارات..إلخ.
7_ رصيف الميناء: هو رصيف يستخدم لرسو السفن وتحميلها وتفريغها.
8_ مربط السفن: عند رسو السفينة فإنّها تلقى بمخطافها في الماء كما تربط بأحكام في رصيف الميناء بواسطة كابلات تشد إلى مرابط وتكون الكابلات أو الجبال صلبة ومتينة.
¶_ وسائط العمليات المينائية: يمكن تصنيفهم حسب وظائفهم إلى ثلاث فئات كما يلي:
1_ الوظائف (المهن) المرتبطة بخدمة البضائع: من أهمها:
أ_ مقاول الشحن والتفريغ(المقاول البحري): هو المقاول الذي يتولى القيام بالأعمال المادية اللازمة لرفع البضائع على ظهر السفينة (الشحن) أو إنزالها منها ( التفريغ) وقد يتولى إلى جانب ذلك أعمالا قانونية متصلة بالشحن والتفريغ لحساب الشاحن أو المرسل إليه أو الناقل، والغالب أن تتم عمليات الشحن والتفريغ بالاستعانة بعمال متخصصين كرجال الميناء وهم جماعة العمال الذين يتولون العمليات الفعلية للشحن والتفريغ، كما يتم الاستعانة أيضا بالآلات وأجهزة متنوعة مثل الرافعات، الصنادل، المواعين،....إلخ.
ملاحظة: الأعمال التي يقوم بها مقاول الشحن والتفريغ أو المقاول البحري كان يطلق عليها في ظل الأمر رقم 76-80 المؤرخ في 23 أكتوبر 1976 والمتضمن القانون البحري، بأعمال الشحن والتفريغ في الموانئ، وبعد تعديل القانون بموجب القانون رقم 98-05 المؤرخ في 25 جوان 1998 أصبح يطلق عليها المناولة المنائية والتشوين.
المحاضرة04:
ب_ الوكيل منظم النقل: هو المسؤول عن تنظيم عمليات نقل البضائع عن طريق البر أو البحر من أماكن التصدير إلى أماكن الاستلام وهذا لحساب المرسل، ومن مهامه أيضا اختيار مسارات الشحن، اختيار مسار النقل وموانئ تسليم البضاعة وفقا للآجال المحددة في العقد، وهو أيضا المسؤول عن التفاوض مع شركات الملاحة البحرية بخصوص رسوم السحن.
ج_ الوكيل الجمركي: هو المسؤول عن القيام بالإجراءات الجمركية: التخليص الجمركي، تقديم التصريحات لدى مصالح الجمارك، دفع رسوم الميناء وهذا نيابة عن موكله(الشاحن)، وهو المسؤول أيضا جنائيا عن الأخطاء الناجمة عن التصريحات الخاطئة أو المزورة، كما قد يقوم بمهام وكلاء آخرين كوكيل العبور.
د_ وكيل العبور: يقوم بوظائف متعددة وذلك حسب المهام الموكلة إليه، فهو كمفوض تجاري يحل محل المصدر عند شحن البضاعة، أو مكان المستورد في عملية التفريغ حيث يتأكد من وزن البضاعة ونوعية البضاعة المستوردة ومدى تطابقها مع المواصفات والوزن المتفق عليه في عقد النقل، وذلك عند استلام البضاعة من الميناء وتوصيلها إلى المخازن، كما يقوم وكيل العبور بدور وكيل النقل ودور عون بحري، والقيام بعملية التجميع، وكذا القيام بعمليات المؤجر وعمليات الناقل وعمليات الشحن والتفريغ، ومنح تسبيقات الإيجار ودفع رسوم الجمارك، كما يقوم بدور وكيل جمركي.
ه_ أمين المخازن (المستودعات): يتولى القيام بمهام التخزين، التفريغ، التعبئة، التجميع، التجزئة، التغليف، التوزيع، التجهيز وغيرها من الأنشطة المرتبطة بالمستودعات.
و_ الناقل البري: وهو من مستعملي الطرق البرية، السكك الحديدية والنقل النهري، بإستثناء النقل البحري والجوي.
ز_ وسيط بيع البضائع: يسعى لتسويق البضائع غير المباعة عند وصول السفن.
ح_ خبير التحقيق في الأضرار: يقيم أضرار البضائع التالفة ويحدد أسبابها وهذا لحساب شركات التأمين.
ط_ سمسار التأمين البحري: لهم طابعهم القانوني الخاص، وهم سماسرة محلفين من مهامهم الرئيسية تحرير عقود التأمين البحري بغية ضمان السفينة والبضائع ضد أخطار النقل البحري والإشراف على الإجراءات التي تقوم بها الشرطة، وإعلام المؤمن عن الخطر المتوقع وضمان التسوية وتقديم المعلومات الكافية لشركات التأمين البحري عن حول طبيعة البضاعة المنقولة والأسطول البحري المكلف بنقلها بهدف تحديد أقساط التأمين وتعويضها في حالة وقوع ضرر خلال عملية النقل.
2_ الوظائف (المهن) المتعلقة بخدمة السفن: من أهمها:
أ_ المجهز: هو مالك أو مستغل أو مستأجر السفينة، وهو المسؤول عن الاستغلال التجاري للسفينة في عرض البحر وفي الموانئ، من مهامه: تجهيز السفينة للقيام بالأنشطة التجارية وهذا من خلال تزويدها بالامدادت من الوقود ومواد غذائية وكل ما هو ضروري، صيانة السفينة ، وتجنيد طاقمها خاصة القبطان.
ب_ الوكيل العام: هو وكيل المجهز تتمثل مهمته في التفاوض حول عقود النقل مع الشاحنين وضبط قائمة الشحنات اليومية، ويقبض مبالغ إيجار السفينة، ويقوم باختيار الوكلاء البحرين على مستوى كل ميناء.
ج_ الوكيل البحري(أمين السفينة): ويعينه المجهز للقيام عنه بالعمليات اللازمة لتنفيذ عقد النقل في الموانئ البحرية، وقد يكون وكيل لمجهز واحد أو لعدة مجهزين، له عدة مهام منها:
_القيام بالعمليات التقنية بهدف مساعدة المجهز(الوكيل العام) والربان والتكفل بالسفينة الداخلة للميناء.
_ تسليم البضائع الموجهة للتصدير كما يتسلم الواردات من البضائع ويوصلها إلى المستورد.
_ تنظيم عمليات الشحن والتفريغ، دفع الرسوم وإمضاء سندات الشحن، تحرير وثائق الحمولة وتسليمها للجمارك بواسطة السمسار البحري.
_ العمل على تخفيض غرامات التأخير فهو يتدخل في عمليات الصيانة والتصليح وحل مشاكل طاقم الباخرة.
د_ السمسار البحري: هو شخص مهمته التقريب بين أطراف العقود البحرية دون أن يكون هو نفسه طرفا في العقد، يتولى القيام بالمهام التالية:
_ يتولى الإجراءات اللازمة لدخول السفن إلى الموانئ وخروجها منها.
_ قيادة وبيع السفن.
_ تحرير الوثائق ودفع تسبيقات الإيجار.
تنتهي مهمة السمسار البحري عند التوفيق بين طرفي العقد دون أن يكون مسؤولا عن تنفيذه، ويتقاضى مقابل ذلك أجرا يسمى السمسرة.
ه_ قائد الميناء: مسؤولية قائد الميناء هي إدارة الحركة البحرية في الميناء تحت إشراف المدير العام، حيث يجب عليه التأكد من وجود المساعدات الملاحية في أماكنها ويقوم بتقديم تقرير دوري عن حالتها وحالة المعدات والوحدات الملاحية، ويقوم أيضا بإشراف على عمليات الإرشاد والمرشدين للسفن.
و_ المرشد البحري: تتمثل مهمته في مساعدة ربان السفينة في مناورات إرسائها إذ يوجد بكل ميناء ممرات ملاحية والتي يمكن لربان السفينة أن لا يكون على علم بها ولا يعرفها كون السفينة أول مرة تدخل للميناء، حيث يسهر المرشد على تنسيق خطة رسو السفينة وضمان أقصى درجات سلامتها.
3_ الوظائف(المهن) غير المباشرة: توجد وظائف أخرى تساهم في النشاط المينائي
أ_ خدمة الإعلام الآلي: أصبحت الرقمنة تمثل محورا هاما في النشاط المينائي، خاصة في ظل التطور التكنولوجي إذ أصبح الميناء يعتمد على تداول المعلومات والوثائق بشكل رقمي وفق نظام معلومات خاص EDI يستعمل هذا النظام في توصيل المعلومات المتعلقة بسندات الشحن وتتبع البضائع إضافة إلى بعض الإجراءات الجمركية وجميع هذه العمليات أصبحت تتم بصورة رقمية.
ب_ الجمارك: تعمل الجمارك على مراقبة المبادلات التجارية والتصدي لعمليات التهريب وكذلك جمع الرسوم والضرائب على البضائع.
وفي الأخير يمكن القول بأنه يتوقف نجاح المنظومة المينائية على مدى الترابط والتناسق بين تلك الخدمات والأنشطة وسرعة ودقة وتكلفة وجودة الأداء، وذلك من أجل مواجهة تحديات سوق التنافس الدولي بتحقيق متطلبات أصحاب السفن والمتعاملين مع الميناء وجذبهم إليها، فالخدمات التي يقدمها الميناء للسفن تمثل أهم المقومات نجاحها، حيث أصبحت الموانئ تصنف حسب نوع الخدمات والتسهيلات التي تقدمها كونها تضمن بذلك نوعا من السلامة والأمن لحركة السفن والبضائع وكذا الأشخاص سواء طاقم السفينة أو العاملين بالميناء، متى نفذت من طرف أشخاص مؤهلين وذوي خبرة وهو شرط ركزت عليه جل الاتفاقيات والتشريعات الداخلية إضافة إلى الهياكل المادية كالأرصفة والمستودعات لا بد من توفر إدارة ذات كفاءة عالية قادرة على التحكم في العمليات المينائية.

[1]_ المرسوم التنفيذي رقم 21-367 المؤرخ في 27 سبتمبر 2021، يتضمن تنظيم الإدارة المركزية لوزارة النقل، جريدة رسمية عدد74، صادرة في 29/09/2021، صفحة 11إلى 15.
[2]_ المرسوم التنفيذي رقم 02/01 المؤرخ في 06 جانفي 2002، يحدد النظام العام لإستغلال الموانئ وأمنها، جريدة رسمية عدد01.
[3]_ أنظر المادة 6 و 7 من المرسوم 02/01.
[4]_ أنظر المادة 04 من المرسوم 02/01.
[5]_ أنظر المادة 08 من المرسوم 02/01.
[6]_ أنظر المادة 09 من المرسوم 02/01.
[7]_ أنظر المادة 11 من المرسوم 02/01.
[8]_ أنظر المادة 12 و 13 من المرسوم 02/01.