أقسام القرائن
.أقسام القرائن:
يرى علماء العربية أن القرائن مأخوذة من المقام أو المقال، وهي عندهم ثلاثة أنواع: قرينة لفظية، وقرينة معنوية، وكلتاهما تأخذان من المقام، وقرينة الحال وهي التي توجد من المقام، من ذلك قوله تعالى : { { آمن الرسول بما أنزل لو من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسلهِ } } فيرى أبو حيان أن دلالة للفرد تحتاج إلى دلالة لفظية أو معنوية فيقول: « ودلالة الجمع أظهر في العموم من الواحد سواء كانت فيه الألف والام أم الإضافة، بل لا يذهب إلى العموم في الواحد إلاّ بقرينة لفظية، كأن يستثني منه أو يوصف بالجمع نحو: أهلك الناس الدينارُ والدّرهم البيضُ»[1].
وعند علماء الأصول قسمت القرائن إلى نوعين:
-قرائن لفظية.
-قرائن غير النفطية
فاللفظية بقصد بها في العلم الحديث (السياق اللساني)، إذ عند الأصوليون الكتاب والسنة سياقة واحدا مكتملا يوضّح بعضه بعضا، فيسهم هذا السياق في كشف جانب من المعنى، وتكون القرينة اللفظية نوعين: قرينة متصلة وقرينة منفصلة، فالمتصلة في كل ما اتصل بكلمة، فيبطل ظهورها ويوجهه للمعنى العام، وتكون علم القرينة حملة مستقلة مصاحبة اللفظ العام بمعنى متصلة بالسياق، وغير متصلة بمعنى منفصلة؛ أي هي بمعنى سابقتها في كونها تبطل ظهور الكلمة وتوجه المعنى العام للسياق التي تنسجم معه، لكنّها لا تأتي متصلة بسياق الكلام نفسه بل تكون مفصلة عنه.
والقرائن غير اللفظية هي كل ما يتصل بالحدث الكلامي، وما بلابسه من ظروف، فيدخل ضمنها في سياق الحال والمقام، وهي بذلك نسبة للسياق الثقافي والاجتماعي، وذلك نحو قوله تعالى: { { واستفززْ من استطعتَ منهم بصوتك وأجلبْ عليهم بخيلكَ ورجلك وشاركهمْ في الأموالِ والأولاد } } فالفعل (استفزز) ليس على ظاهره من إرادة فعل المطلوب، إنما هو أمر تعجيزي أي أنت لا تقدر على إضلال أحد، وليس لك سلطان على أحد. وذلك بقرينة حالية فهمت من حال الشارع.
وانقسمت من جهة أخرى عند علماء الأصول أيضا إلى:
-قرينة قاطعة: وهي الأمارة التي تبلغ حدّ اليقين ولا تقبل دلالتها إثبات العكس.
-قرينة غير قاطعة: يعني التي لا تقبل دلالتها إثبات العكس.
وقسّمت حسب درجتها إلى ثلاث أقسام: ظنيّة غير ضعيفة، وظنّية ضعيفة، وكاذية غير صحيحة، فالظنيّة عموما هي التي تبين المراد من الدليل الذي اتصلت بها نحو قوله تعالى : { { و أحل لكم ما وراء ذلكم } } فهي قرينة لفظية اتصلت بما قبلها من الآيات التي بينت المحرمات من النساء وبينت أن غير سالف الذكر حلال لنا.
أيضا سار العلماء اللغويون المحدثّون على خطى السابقين في تقسيمهم للقرائن في كونها مقالية ( لفظية ومعنوية) أو حالية، ومنهم من فضل في ذكر أنواع القرائن فصارت أنواعا مردّها جميعا إلى المقام والمقال من بينهم " فاضل السامرائي" الذي قال بنوعين: أن الكلام ضربان؛ ضرب تكون دلالته الظاهرة موافقة لدلالته الباطنية من غير إبهام أو احتمال آخر في المعنى وهو لا يحتاج إلى قرينة، وضربٌ لا يتضح معناه ومقصوده إلاّ با لقرينة، وعليه انقسمت القرائن إلى عدة أنواع كالاتي: