المحاضرة رقم 01
إن الهجرة الكثيفة التي عرفها العالم نتج عنها تطور ملحوظ في العلاقات التجارية الدولية، الأمر الذي أدى بالدول إلى تسهيل تنقل الأشخاص والأموال، مما أدى إلى تشابك في العلاقات بين الأشخاص من مختلف الجنسيات. وهذه العلاقات التي تدخل في نطاق الأحوال الشخصية، الالتزامات التعاقدية وغير التعاقدية وغيرها التي يحكمها القانون الخاص، تحمل دوما في طياتها عنصرا أجنبيا الذي يمكن أن يكون في أطراف العلاقة أو بمحلها أو سبب العلاقة، فمثل هذه العلاقات والتي تسمى بالعلاقات الخاصة الدولية تخضع إلى نوع خاص من القواعد تسمى في مجموعها بقواعد القانون الدولي الخاص. فلا يمكن لهذا النوع من العلاقات إذا طرح نزاع بخصوصها أن يحل عن طريق قواعد القانون الوطني، وذلك لارتباطها بقانون أكثر من دولة وهو ما أدى إلى ظهور هذا الفرع من القوانين الذي سمي بالقانون الدولي الخاص.